الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
05-02-2013, 01:40 PM
المشاركة
971
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع....العناصر التي شكلت الأفضليةوالروعة
في رواية
22-
الحرام
يوسف ادريس
مصر
-
كان كاتبنا غزير
الثقافة واسع الاطلاع بالشكل الذي يصعب معه عند تحديد مصادر ثقافته أن تقول إنه
تأثر بأحد الروافد الثقافية بشكل أكبر من الآخر.. حيث اطلع على الأدب العالمي وخاصة
الروسي وقرأ لبعض الكتاب الفرنسيين والإنجليز، كما كان له قراءاته في الأدب الآسيوي
وقرأ لبعض الكتاب الصينيين والكوريين واليابانيين، وإن كان مما سجله النقاد عليه
أنه لم يحفل كثيرا بالتراث الأدبي العربي وإن كان قد اطلع على بعض
منه
.
-
هذا من ناحية أدبية وفنية وثقافية
عامة ساهمت في تشكيل وعيه العقلي والأدبي، ولعل ممارسته لمهنة الطب وما تنطوي عليه
هذه الممارسة من اطلاع على أحوال المرضى في أشد لحظات ضعفهم الإنساني، ومعايشته
لأجواء هذه المهنة الإنسانية ما أثر في وعيه الإنساني والوجداني بشكل كبير، مما
جعل
منه إنسانا شديد الحساسية
شديد القرب من الناس شديد القدرة على التعبير عنهم، حتى
لتكاد تقول إنه يكتب من داخلهم وليس من داخل نفسه
.
-
تتجلى موهبته في مجموعته القصصية الثانية
"
جمهورية فرحات" عام1956، الأمر الذي دعا عميد الأدب العربي "طه حسين" لأن يقول
: "
أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل
ما وجدت في كتابه الأول (أرخص ليالي) على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم
لما يحدث فيها
.."
-
وهي ذات المجموعة التي
وصفها أحد النقاد حينها بقوله: "إنها تجمع بين سمات
ديستوفسكي
وسمات
كافكا
معا".
-
لم
يتوقف إبداع الرجل عند حدود القصة القصيرة والتي صار علما عليها، حتى إنها تكاد
تعرف به وترتبط باسمه، لتمتد ثورته الإبداعية لعالمي الرواية
والمسرح
.
-
-
تمتع "يوسف إدريس" بسمات شخصية كان
على رأسها الإقدام والجسارة والجرأة، ولم تختلف صفحات قصصه ورواياته كثيرا عن تلك
السمة المميزة لصفحة شخصيته، فاتسمت هي الأخرى بالجسارة.
-
-
فهو من أصحاب الأقلام
الحرة، على الرغم من أنه ظهر في مرحلة تجلّى القمع فيها في أسوأ صوره، من تكميم
لأفواه المبدعين، وسحق لآدميتهم، وتشريد الداعين للحرية بطردهم من وظائفهم، أو
سجنهم، أو التنكيل بهم..
-
إلا أنه بين كل هذه الألغام في طريق الكلمة الصادقة الحرة
عمل دائما على أن يقول ما يريد وقتما يريد، وبعد أن فرح بالثورة وأخذ بجانب بدايته
كطبيب في القصر العيني –حينها- يهتم بكتابة إبداعاته القصصية حتى وصل لأن يكون
مسئول القسم الأدبي بمجلة روزاليوسف، سرعان ما بدأ انتقاده لرجال الثورة وسياسة
"
عبد الناصر"، الأمر الذي أدى به عام 1954 إلى السجن، مما جعله يعتبر نفسه في
النهاية لم ينل حريته التي تمكنه من قول كل شيء.. بل بعضا من كل شيء؛ فنراه يتكلم
عن هذه الحرية المفقودة ويقول: "إن كل الحرية المتاحة في العالم العربي لا تكفي
كاتباً واحداً لممارسة فعل كتابته بالجسارة التي يحلم بها
".
-
وعن هذه النفس الإنسانية المتوقدة داخل يوسف إدريس يقول د
.
جابر
عصفور
: "
كان "يوسف إدريس" واعياً
بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تحول بين المبدعين وممارسة
جسارتهم الإبداعية إلى المدى الذي يعصف بالمحرمات التي كادت تشمل كل شيء،
والممنوعات التي يتسع مداها بالقدر الذي يتسع به مدى الاستبداد والتسلط مقروناً
بالتعصب والتطرف على كل مستوى من المستويات. وأغلب الظن أن "يوسف إدريس" كان واعياً
بمعنى من المعاني بالجذور القديمة والأصول الراسخة للقمع في تراثنا، تلك الجذور
والأصول التي أودت بحياة الكثيرين من المبدعين على امتداد
العصور
".
-
تميزت القصة عند "يوسف إدريس
"
بالواقعية، حيث أخذ يصور الحياة اليومية ولاسيما للمهمشين من طبقات المجتمع.
-
كما
أنه جنح إلى استخدام العامية في قصصه، وإلى استخدام لغة سهلة بسيطة، وكان يرى أن
الفصحى لا يمكن أن تعبر عن توجهات الشعب وطموحاته.
-
كما أن الحوار يعد ركنا هاما من
أركان القصة عنده، ويمثل جزءا من التطور الدرامي للشخصيات، والتي غالبا ما كانت من
البسطاء الذين يصارعون من أجل الصمود أمام مشاق الحياة، ولعل في الظروف التي كان
يعيشها الشعب المصري حينها، وضغط الفقر والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية ما يفسر
اتجاه كاتبنا نحو هذا النوع من الأبطال في قصصه ومن الأسلوب الذي اتخذه للتعبير
عنهم من خلال الحوار والذي جاء لتقريب ما يدور داخل شخصياته من تصعيد نفسي وتصعيد
للأحداث
.
-
عمد "يوسف" إلى التكثيف والتركيز
في قصصه القصيرة حتى كان يقول عن تعمده هذا المنحى: "إن الهدف الذي أسعى إليه هو أن
أكثف في خمس وأربعين كلمة.. أي في جملة واحدة تقريبا- الكمية القصوى الممكنة من
الإحساس، باستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات".
-
وعليه فقد كان "يوسف إدريس" يعتبر
الإيجاز في القصة القصيرة من أهم الخصائص الأسلوبية التي على الكاتب أن يناضل من
أجل تحقيقها، وفي ذلك يقول: "فالقصة القصيرة أكثر الأشكال الأدبية إيجازا فعبارة
"
أهلا حمادة" تشبه القنبلة الذرية في صغرها وفعاليتها ومع ذلك فهذه القنبلة يمكن
تصنيعها-فقط-على أيدي أناس ذوي موهبة
"
رد مع الإقتباس