عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2013, 06:34 PM
المشاركة 265
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مباركٌ
عليكم الشهر
-------------------------------------------
في سياق حديث القرآن الريم عن فريضة الصوم بل في وسط آيات الصيام ورد قوله تعالى
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَة َ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ( البقرة 186 )
فهذه الآية تزرع في النفس أعظم معانيالرضاوالقرب ، والثقة واليقين . وهذه الآية صيغت بأحسن بيان وأرق أسلوب وأجمل تعبير وأرقى مضمون ،

وهي تدل على كمال العناية الإلهية بشأن عباده ، ولبيان ذلك نستعرض التالي :
1 - قوله تععاالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي ) ( سأل ) فعل مبني للمعلوم ولم يبن للمجهول فلم يقل إذا سُئلتَ عني ، وذلك من باب الاهتمام والعناية بشخص السائل اعني عبادالله المؤمنين .
2 - كُرِّر في هذه الآية على إيجازها - ضمير المتكلم سبع مرات ، وهي في المواضع التالية ( عِبَادِي أنا ) ( عَنِّي أنا ) ( فَإِنِّي أنا ) ( أُجِيبُ أنا ) ( دَعَانِ أنا ) ( لِي أنا ) ( بِي أنا )
وهي الآية الوحيدة في القرآن على هذا الوصف ، وقد وضع أساس البيان في هذه الآية على التكلم وحده دون الغيبة ونحوها ،
ولا يخفى ما في التكلم المباشر من الدلالة على اهتمام المولى وكمال عنايته .
3 - قوله : ( عبادي ) ، ولم يقل : الناس أو العباد وما أشبهه بل جاء على ذكرهم بوصف العباد المنسوبين إليه ليزيد في العناية والاهتمام .
4 - حذف الواسطة في الجواب حيث قال : فإني قريب ولم يقل : فقل إنه قريب ، وذلك تأكيدا للمباشرة مع عباده في التكلم وان بابه مفتوح لهم ليزيد من الاهتمام والعناية أيض ا.
5 - الإتيان بأداة التأكيد مع ياء النسبة بقوله ( إني ) لتأكيد المعنى في قلب السامع وليشير إلى مزيد من العناية والاهتمام .
6 - الإتيان بالصفة اعني ( قريب ) دون الفعل فلم يقل الله يتقرب إلى عباده بل قال ( إني قريب ) ليدل على ثبوت القرب ودوامه .
7 - التعبير ب ( أجيب ) والذي يدل على تجدد الإجابة واستمرارها حيث أتى بالفعل المضارع الدال عليهما .
8 - تقييده الجواب أعني قوله : أجيب دعوة الداع بقوله : إذا دعان ، وهذا القيد لا يزيد على قوله : دعوة الداع المقيد به شيئا بل هو عينه ،
وفيه دلالة على أن دعوة الداع مجابة من غير شرط وقيد كقوله تعالى : " ادعوني أستجب لكم " ،
ولم يقل أجيب دعوة الداع وسكت

أي من دون أي قيد لأن الإطلاق يحتمل القيد فجاء بهذا القيد ليشير إلى انه لا يوجد غير هذا القيد في لوح الوقع .
فهذه جملة أمور تؤكد على الاهتمام البالغ والعناية الزائدة بأمر الدعاء ، وفي الآية الكثير من التلطف والحنان الإلهي بعباده ، فهي تخاطب أعماق النفس ، وتلامس شغاف القلب ،
وبالجملة فهذه الآية وغيرها من الآيات تدل على أن للدعاء شأنا عظيما في توطيد العلاقة مع الله ، وترميم ما انقطع منها .
ويستفاد من الآية الارتباط الواضح بين عبادة الصوم وعبادة الدعاء ، وفيها إشعار بان شهر رمضان هو موسم للدعاء بل هو من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة والقبول .
والدعاء يلبي في الإنسان حاجة طبيعية ذاتية ، حيث يحس الإنسان المؤمن في داخله بحاجته لمخاطبة ربه ، تماماً كما يحس بالجوع عند حاجته إلى الطعام ، وبالعطش عند حاجته إلى الماء ،
فالدعاء يعبر عن جوع الإنسان وعطشه للكمال المطلق والتوجه نحوه والحاجة إليه والى عطفه وحنانه ورأفته حتى يملأ قلبه بالحياة وروحه بالنور هروبا من عناء الدنيا وظلمة البعد عن الله .
إن ما يمارسه الداعي من الشكوى والتألم والبكاء والإلحاح والاستعطاف يمثل ابرز مصاديق إظهار الضعف والمسكنة
إلا انه مع ذلك فهو يشعر بالاعتزاز والشموخ ولذة الارتباط بمصدر القوة المطلقة التي تعينه على مواجهة المشاكل في شتى الميادين .
**********************************************
عاشق العراق
28 - 7 - 2013
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي