الموضوع
:
الموسم الأوَّل لـ /معرض منابر ثقافية لقصص الأطفال للعام 2013
عرض مشاركة واحدة
07-30-2013, 04:20 AM
المشاركة
18
ياسر علي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
Dec 2012
رقم العضوية :
11770
المشاركات:
1,595
نهاد رجوب
القلم والممحاة
كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل.. قالت الممحاة:كيف حالك يا صديقي؟.
أجاب القلم بعصبية: لست صديقك!
اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟..
فرد القلم: لأنني أكرهك.
قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟.
أجابها القلم: لأنكِ تمحين ما أكتب.
فردت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .
انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!.
فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي.
فرد القلم: هذا ليس عملاً!.
التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. ولكن القلم ازداد انزعاجاً
وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة .
فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!.
أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو
قالت الممحاة: إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب.
أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال: صدقت يا عزيزتي!
فرحت الممحاة وقالت له: أما زلت تكرهني؟. أجابها القلم وقد أحس
بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.
فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً.
قال القلم: ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!.
فأجابت الممحاة: لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ.
قال القلم محزوناً: وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!
قالت الممحاة تواسيه: لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من
أجلهم. قال القلم مسروراً: ما أعظمك يا صديقتي،
وما أجمل كلامك!.
فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان.
.
الشكر الجزيل لمن كتب هذا النص ولمن اختاره ضمن فعاليات المعرض .
أولا النص الحواري يكاد يكون أحسن نص يقدم للأطفال فمنه يتعلم المتعلم أساليب الحوار و الخطاب و منه يتعلم كيفية الإقناع و الحجة ، النص يحمل قيمة الحوار والإقناع وهما قيمتان يحتاج إليهما الفرد في تكوين شخصيته و جعلها تواصلية قابلة للانفتاح و التعرف على مجاله .
اختيار أشخاص النص كان رائعا جدا فهي تلك الأدوات التي تلازم الطفل في حياته المدرسية ، وبالضبط في بدايات مرحلة التعلم . فهذا يجعل النص قريبا جدا من المتعلم .
استثمار المذكر والمؤنث (ممحاة قلم ) جيد للغاية ويحمل بذرة المساواة بين الجنسين
النص بدأ بافتراض الكراهية بين القلم والممحاة ونجح في تغييرها إلى المحبة و التآلف وهذا يفتح ذهن المتعلم على مراجعة مواقفه السلبية ومحاولة التأكد من معطيات بنائها وهنا يحاول النص تربية الطفل على النقد الذاتي وعدم الركون إلى المواقف الجاهزة .
الحكمة الأولى التي ينقلها النص و التي كانت حلا لعقدة النص بليغة للغاية ( إزالة الخطأ تعادل كتابة الصواب)
الحكمة الثانية التي ختم بها النص جميلة للغاية
( لا نستطيع إفادة الآخرين إلا بوجود تضحية )
نص موفق و جميل
وشكرا