عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:25 PM
المشاركة 16
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
ثانيا : موقفهم من مصادر التشريع الإسلامى


يدعى الشيعة الاثناعشرية أنهم على الإسلام , أو بمعنى أدق علماء الاثناعشرية جريا على مذهب علماء الأمة الذين فرقوا بين العوام والعلماء عند الشيعة
كما يدعى علماؤهم أنهم الفرقة الناجية المعنية فى حديث النبي عليه الصلاة والسلام عن افتراق الأمة ,
ومن البدهى المعروف أن للإسلام مصادر تشريع معتمدة تتمثل فى القرآن والسنة والإجماع ,
فما هو الموقف الذى اتخذته هذه الطائفة من القرآن والسنة والإجماع ,
لا سيما إن وضعنا بأذهاننا أن الشيعة تنفرد بمعتقدها فى آل البيت الذى يقررون فيه أن النبي عليه الصلاة والسلام ترك الثقلين ,
فالثقل الأكبر هو القرآن الكريم والثقل الأصغر هو آل البيت ,
من هذه النقطة سنعالج مدعى الشيعة الاثناعشرية أنها على الإسلام ابتداء , عندما نعرض موقفهم من مصادر التشريع الإسلامى كما أننا سنرى ماذا فعلوا مع الثقلين وهل يتبعون آل البيت فعلا أم أنها أسطورة كأساطيرهم المتعددة ؟

موقفهم من الثقلين :
ولنبدأ بالثقل الأصغر الذى لا يحتاج إلى كثير حديث لأنه متفق عليه بين المؤرخين والعلماء فضلا على أن كتب الشيعة نفسها تقرر ذلك وتعترف به وهو أمر الغدر اللانهائي الذى تعاملت به الشيعة مع أهل البيت الذين يدعون محبتهم ,
فكانت البداية مع الإمام على بن أبي طالب حيث أوهنوا عزمه عندما اتخذ عاصمتهم الكوفة مقرا له وسبهم بأقذع الألفاظ لتخاذلهم عنه وامتلأ كتاب نهج البلاغة وهو كتاب الأوثق والأكثر بروزا على الإطلاق وما فيه يلزمهم , ففي نهج البلاغة وصفهم الامام علىّ بأن الفائز بهم فاز بالسهم الأخيب , وتمنى لو أن معاوية صارفه فيهم صرف الدينار بالدرهم فيأخذ منهم عشرة ليعطيه رجلا واحدا من أتباعه ,
ثم انشقت عليه فرقة منهم وكفروه وهم الخوارج والذين هم من شيعته فى الأصل فناظر بعضهم وحارب البعض الآخر فى النهروان عندما قتلوا وروعوا الناس وكان من قتلاهم عبد الله بن خباب رضي الله عنه وزوجته ,
ثم كانت الطامة عندما استشهد الإمام علىّ على يد الخارجى عبد الرحمن بن ملجم ,
وأما الإمام الحسن فقد عاصر مع والده وخبر أهل الكوفة وعرف أنهم لا شك خائنوه , فبادر للصلح مع معاوية بعد أن كاد أحد شيعته وهو المختار بن أبي عبيد الثقفي أن يهم بالغدر بالحسن واقتياده لمعاوية مقيدا ! "17"
فلما بدر منه الصلح سماه الشيعة مذل المؤمنين بدلا من أمير المؤمنين , وطعنوه فى فخذه وهددوا حياته حتى اعتزلهم
وأما الحسين رضي الله عنه فقد غرروا به ثم انقلبوا عليه جميعا لم يبق منهم على العهد رجل واحد وكانوا جميعا هم وقود الجيش الذى قاتل الإمام الحسين وقتله فى فاجعة عظمى للأمة , واليوم تتهم الشيعة أهل السنة بقتل الحسين وتمارس اللطم والتطبير والنواح على الإمام الذى غدر به أجدادهم فصدق فيهم المثل القائل ( يقتلون ويمشون فى جنازة القتيل ) "18"

ومن بعد الحسين غدروا أيضا بالإمام زيد بن على زين العابدين فعاهدوه وبايعه من أهل العراق والكوفة تحديدا سبعين ألفا حتى إذا حانت لحظة الخروج انسلوا منه كما تنسل الشعرة من العجين , وذلك عندما طلبوا معرفة موقفه من أبي بكر وعمر فترضي زيد عليهما وقال فيهما خيرا فانفضوا عنه
فهذا ما فعلوه بالثقل الأصغر ,

أما الثقل الأكبر
فقد كانوا الطائفة الوحيدة من المسلمين التى قالت فى كتاب الله عز وجل ما لم تقله اليهود والنصاري حيث أطبق علماؤهم على أن القرآن محرف , وأن الصحابة تلاعبوا به بعد وفاة النبي عليه عليه الصلاة والسلام وحذفوا أسماء أهل البيت والآيات الدالة على إمامتهم وافتروا فى هذا الشأن ما يزيد عن ألف رواية نسبوها زورا وبهتانا إلى أئمة أهل البيت وهم منها براء ,
وكانت الطائفة الوحيدة التى ألفت كتبا فى إثبات هذا الكفر البواح , على نحو ما سنرى ..

طعنهم فى القرآن الكريم
لا شك أن القرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية بلا جدال وهو مصدر التشريع الرئيسي ويتبعه فى الأهمية السنة النبوية المطهرة , وإنكار أى حقيقة تخص حجية القرآن الكريم وثبوته وحفظه من الله عز وجل لا شك أنه كفر مخرج عن ملة الإسلام لأن الطعن والتشكيك فيه معناه نسف العقيدة الإسلامية من جذورها ,
ومما يلفت النظر جليا إلى مدى الحقد المجوسي على الإسلام وكيف أنه تعدى حتى حقد اليهود والنصاري ,
أن الشيعة كانوا هم الطائفة الوحيدة التى قالت بتحريف القرآن رغم أن المستشرقين واليهود والنصاري والذين هم أهل خبرة بالتشكيك فى كل الثوابت ما فكروا للحظة واحدة أن يشككوا فى ثبوت القرآن الكريم ثباتا مطلقا لأنه منقول بالتواتر جمعا عن جمع بأوثق مرجعيات النقل على نحو جعلهم يوفرون مجهودهم مسبقا ويكتفون بتكثيف جهودهم للطعن على السنة , ومحاولة إيجاد تناقض ظاهرى من أى وجه بين القرآن والسنة
وكان عداء المستشرقين رغم كونه نابعا عن حقد وغل أيضا إلا أنه كان عداء ذكيا , وليس حقدا أعمى مجردا من العقل على نحو ما رأينا فى الشيعة الفرس الذين أطبقوا على تلك المقالة الشنيعة وتداولوها سرا وأنكروها ظاهرا ولا زال الإنكار عندهم سيد الموقف رغم الفضائح المتوالية التى تفجرت عقب طباعتهم لكتاب عالمهم النورى الطبرسي ( فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب )

والمحققون الذين تناولوا تلك التهمة التى ألحقت العار بالشيعة الإثناعشرية عبر القرون أطبقوا أيضا على أنها ثابتة فى حقهم مهما حاولوا سترها برداء التقية , ورغم التقية المكثفة إلا أن المعاصرون منهم أفلتت منهم الزلات التى أكدت تلك الجناية ,
فكانت محاولتهم للرد أن لجئوا إلى رد التهمة لأهل السنة فقالوا أن بعضا من علماء السنة قالوا بالتحريف واستغلوا فى ذلك روايات النسخ التى ثبتت بالقرآن الكريم وشتان بين النسخ والتحريف فالنسخ ثابت فى القرآن بقوله تعالى
[مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {البقرة:106} .

فلما فشلوا فى ذلك لجئوا إلى الروايات الساقطة فى كتب الموضوعات أو المرويات التى أجمع العلماء على تضعيفها وكلها روايات لا تقول بالتحريف بل هى روايات تتحدث أيضا عن النسخ وعن القراءات الشاذة ,
أما كلمة التحريف بنصها ولفظها وصراحتها فلم توجد مطلقا عند أى عامى من السنة فضلا على العلماء
وقد قام علماء السنة برد كيدهم إلى نحورهم عندما تناولوا اتهاماتهم بالنقد والتفنيد "19" من أكثر من وجه فضلا على اكتشاف القرائن التى توجب الثقة فى أن الشيعة تعتقد فعلا بتحريف القرآن

ومنها
* أن علماء السنة أطبقوا على أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله وأجمعوا على أن القائل بنقصان حرف واحد أو تحريف آية هو كافر كفرا بواحا ومن يتوقف فى كفره كافر مثله ,
* أن علماء السنة ليس عندهم آراء قالت بالتحريف كما هو الحال عند الشيعة ولهذا لجأ الشيعة للروايات الساقطة فى محاولة للبرهنة على وجود تلك الروايات عندنا فكان الرد أنها روايات ساقطة ومبين سقوطها بالنص الصريح فضلا على عدم وجود رواية تقول بالتحريف كرأى لعالم من علماء السنة بينما عند الشيعة قال بالتحريف صراحة أكثر من ثلاثين عالما أحصاهم النورى الطبرسي فى كتابه سابق الذكر
* كانت الضربة الكبري التى فضحت علماء الشيعة أمام عوام الشيعة أنفسهم وأهل السنة أنهم رفضوا إلى اليوم أن يصدروا حكما بتكفير القائل بتحريف القرآن !
وهذا وحده يجزم بأن علماء الشيعة مجمعون على ذلك وإن أنكر بعضهم فى الظاهر على سبيل التقية , لأنه لا يوجد مسلم يتردد فى تكفير القائل بالتحريف بعد أن وعد الله سبحانه بحفظ القرآن
[إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] {الحجر:9}
* القول بتحريف القرآن عند الشيعة أحد ضروريات المذهب لأنهم عندما عجزوا عن إثبات الإمامة بالآيات الصريحة قالوا أن الصحابة خانوا الأمانة فحرفوا القرآن وحذفوا أسماء الأئمة
* ومن القرائن القوية أيضا أنهم يكفرون جميع الصحابة عدا ثلاثة ,
والصحابة هم نقلة القرآن الكريم ونقلة السنة ,
والشيعة الإثناعشرية لا تأخذ السنة المروية عن طريق الصحابة مطلقا ـ كما سيأتى ـ فكيف يمكن أن نتصور أنهم قبلوا أن يأخذوا القرآن عن الصحابة وهم كفار عندهم , وهل يؤخذ الدين عن كافر ؟!
* ومن القرائن أيضا أن القرآن الكريم لا وجود له فى الحوزات العلمية وهى الجامعات التى يتخرج فيها علماء الشريعة عندهم ويتدرج الطالب من رتبة ثقة الإسلام وحجة الإسلام حتى آية الله ثم آية الله العظمى ويتولى المرجعية الكبري التى تكون بمثابة شيخ الأزهر عندنا أو رئيس هيئة كبار العلماء بالحجاز ,
والناظر لمناهج الدراسة لا يجد لعلوم القرآن وجودا فى الحوزات رغم أنها جامعات شريعة ,
وبينما أهل السنة لا يقبلون الطلبة فى العلوم الشرعية بغير إتمام حفظ القرآن نجد أنه لا يوجد مرجع ـ أقول مرجع وليس عالم ـ يحفظ ولو جزء واحدا كاملا من القرآن الكريم هذا فضلا على أنهم يجهلون أبسط مبادئ علوم القرآن كالناسخ والمنسوخ والقراءات والتفسير وغيرها
* النورى الطبرسي الملحد الذى قام بتأليف كتاب فصل الخطاب هو عندهم صاحب أحد كتبهم الثمانية المعتمدة وهو خاتمة محدثيهم ومجتهديهم كما أن ترجمة هذا الملحد تحظى عند الشيعة بتعظيم وتبجيل لم يسبقه إليه أحد حتى قالوا فيه ما يقارب قولهم فى الأئمة المعصومين ,
ثم كانت الطامة عندما دفنوه فى المشهد المرتضوى وهو عندهم أشرف بقاع الأرض التى لا يدفن فيها إلا كبار علماء المذهب من الذين حملوا على عاتقهم دعوى التشيع
فهذا التعظيم وهذا التبجيل عندما نراه لملحد كفر كفرا بواحا ونشر كفره هذا وأصر عليه وعندما حاول بعض معاصريه من علماء الشيعة الرد عليه قام بتأليف رسالة أخرى للرد على من رد إليه ,
فهل يكون مثل التعظيم والتبجيل على غير اتفاق بل وتشجيع ويقين بدعوى هذا الملحد
* كانت إحدى الفضائح الكبري أن القول بتحريف القرآن لم يقتصر على المتقدمين وهم أصحاب الكتب المعتمدة مثل الكلينى والمجلسي والطبرسي والحر العاملى والمفيد شيخ الطائفة , بل قال كبار المعاصرين بنفس القول حيث صرح الخوئي زعيم مرجعية النجف السابق بأن الروايات متواترة فى هذا الشأن ولا أقل من الوثوق بصدور بعضها عن المعصومين , هذا فضلا على الخومينى زعيم الشيعة المعاصرين فى كتابه ( القرآن )
وعلىّ الكورانى الذى صرح بالتحريف على موقعه وهو أحد علمائهم المعاصرين وأيضا ياسر حبيب الذى صرح على موقعه كذلك بنفس القول
* وضع علماء السنة أمامهم عقبة كئود عندما طالبهم إحسان إلهى ظهير متحديا بطلبين صغيرين وتحداهم أن ينفذوا أحدهما ومنحهم الفرصة لثلاث سنوات فعجزوا عن ذلك ,
وكان الطلبان
أن يأتوه بسند القرآن عن طريق أئمة أهل البيت لأنه وفقا لمدعاهم لا يأخذون الدين إلا عن أئمة أهل البيت فأين القرآن الذى نقله الأئمة واحدا بعد آخر إلى شيعتهم ؟!
والطلب الثانى أن يأتوه برواية واحدة ولو ضعيفة عن أحد أئمتهم المعصومين تقول بأن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله غير محرف ولا مبدل , وقبل إحسان إلهى ظهير أن يأتوه برواية واحدة فى مواجهة ألف رواية تقول بالتحريف على لسان الأئمة فعجز علماء الشيعة إلى اليوم عن تلبية هذه الطلبات مما أثبت بشكل قطعى أنهم يؤمنون بتحريف القرآن
* تحدى علماء السنة أيضا أن يبرز الشيعة من ينهم حافظا واحدا لكتاب الله مرتلا إياه كما هو الحال عند أهل السنة حيث يتجاوز عدد قراء القرآن الكريم عشرات الآلاف فى العالم السنى ,
بينما ما نقلت الشيعة لنا قارئا واحدا للقرآن الكريم ولا شاهدنا لهم محفلا رتلوا فيه القرآن ولو مرة واحدة على غرار المحافل التى يقيمونها بالعشرات لينشدوا فيها القصائد الكفرية المعروفة باسم اللطميات
* السلبية الرهيبة التى تتعامل بها الحوزات العلمية فى قم والنجف أثارت حتى بعض الشيعة أنفسهم , ففي إحدى مقالات محمد جواد مغنية المنشورة فى كتاب بنفس العنوان , انتقد مغنية بشدة السلبية التى ظهر الشيعة بها إزاء حادثة طبع إسرائيل لنسخ من المصحف الشريف بها بعض الأغلاط والتحريفات , واهتز العالم الإسلامى للنبأ وتم جمع النسخ من فلسطين ولبنان وحرقها وقام الأزهر بطباعة ثلاثة آلاف مصحف وأعادت توزيعه فى المناطق التى تعرضت لتلك الحادثة وبمثل هذا قامت بلاد العالم الإسلامى أما فى النجف وقم ـ على حد تعبير مغنية ـ فلم تهتز لهم شعرة ولم يبدو رد فعل من الأصل "20"
* عندما انتشرت الأنباء وتطايرت بفعل تطور شبكات الإتصال والفضائيات وعرف العامة فى البلاد الإسلامية موقف الشيعة من القرآن , حاول الشيعة أن يبدو بعض الإهتمام بالقرآن الكريم ومن ذلك أنهم طرحوا فى الحوزات مختصرات للتفسير وقامت إدارة موقع ( يا حسين ) وهو موقع شيعي يحظى برقابة العلماء , بوضع عدد من التلاوات للتحميل بعد أن كان نشاط الموقع السماعى والمرئي قاصرا على اللطميات فقط
غير أن تلك المواقف زادت الطين بلة ,
فتدريس بعض علوم القرآن مختصرة فى الحوزات معناه اعتراف رسمى بأن القرآن لا محل له من الإعراب فى جامعاتهم التى من المفروض أنها تخرج لهم الفقهاء وعلماء الشريعة ,
والطامة الأخرى أن المتأمل فى التسجيلات القرآنية الموجودة فى موقع يا حسين سيجد أنها تسجيلات سنية محضة لمشاهير القراء فى العالم الإسلامى السنى , فالسؤال القائم الآن أين هم قراء الشيعة ؟!
وكيف يكون الثقل الأكبر مهملا على هذا النحو ؟!

فإذا كان هذا حالهم مع الثقلين الأكبر والأصغر فمن أين يأتون بالتبجح الذى يظهرون به زاعمين أنهم يتبعون الإسلام وأهل البيت , والقول بتحريف القرآن الذى استفاض فى كتبهم قديما وحديثا وعدم تكفيرهم أو حتى تفسيقهم للقائل به يعطينا فكرة عن كنه هذا الدين الذى ما جاء إلا لهدم الإسلام عن طريق التسلل والمداهنة والتظاهر بالتمسك بالدين وأهل البيت بينما الشيعة هم أنفسهم وباعترافهم ما خان أحد أهل البيت قدر خيانتهم لهم

وسنضع أمام القارئ الشيعي المنصف أدلة قاطعة على قول علماء الشيعة بالتحريف ليضيفها إلى القرائن السابق ذكرها والتى تكفي وحدها لأى عقل متبصر ليدرك أن القرآن الكريم وهو الثقل الأكبر فى مدعاهم لا وجود له فى شريعتهم
فمن أين يأتون بالفتاوى والأحكام ؟! وكيف يأمن عوام الشيعة قوما أهانوا كتاب الله عز وجل إلى هذه الدرجة حتى عاير النصاري المسلمين بأن فيهم من يقول بالتحريف , كما فعل نصاري الأندلس فى مناظرتهم لابن حزم حيث احتجوا عليه بقول الرافضة بالتحريف وذكر هذا فى كتابه الفصل فى الملل والأهواء والنحل , فضلا على أن أحد القساوسة المعاصرين وهو زكريا بطرس خص كتاب فصل الخطاب بالشرح والتحليل لمدة ثلاثة أشهر على قناة الحياة النصرانية الصادرة من قبرص

والأدلة الدامغة التى سنطرحها لن تكون كأدلة الشيعة المتهافتة التى تعتمد على الرواية , لأن الروايات تحتمل الكذب والصدق إلا إذا كانت الرواية متواترة فهى عندئذ ثابتة ثباتا مطلقا ,
لهذا لن نحتج فى بيان قول الشيعة بتحريف القرآن بأى رواية غير متواترة , وسنجعل إعتمادنا الأصلي على الآراء ,
وأكرر سنعتمد على آراء علماء الشيعة الصريحة بالقول بالتحريف وهى التى نضعها جنبا إلى جنب مع إصرار علماء الشيعة بالإجماع على عدم تكفير أو إسقاط عدالة القائل بتحريف القرآن
* كان صاحب البداية مع القول بالتحريف على بن إبراهيم القمى صاحب تفسير القمى وهو شيخ الكلينى صاحب كتاب الكافي , ومن أعاظم علماء الإمامية وتوثيق الرجل على أعلى درجاته عندهم ,
ألف تفسيره هذا للقرآن وضمنه الإقرار الصريح بوقوع التحريف والنقص فى كتاب الله تعالى , فى أكثر من موضع منها فى الجزء الأول ـ ص 48 , 100 , 110 , 118 , 122 , 123 , 142 , ـ وفى الجزء الثانى ص 21 , 111 , 125
بل وزاد على ذلك أن ضرب أمثلة للآيات المحرفة
* محمد بن يعقوب الكلينى وهو صاحب كتاب الكافي أوثق وأكبر مراجعهم الحديثية على الإطلاق والذى يزعمون أن المهدى الغائب قد اطلع عليه فقال فيه ( كاف لشيعتنا )
وفى هذا الكتاب من أهوال الأقوال ما لا يعلمه إلا الله , ويكفي أن نطالع فهارسه فحسب وعناوين الأبواب لندرك أى دين هذا الذى وثقه المهدى المزعوم , أما بخصوص تحريف القرآن فهو منتشر عبر صفحات الكافي فى عشرات المواضع حاملا الروايات التى وثقها وصححها علامتهم المجلسي وغيره والتى تضرب الأمثلة للآيات المحرفة ,
بل إن بوب بابا كاملا فى أن القرآن الكريم لم يجمعه إلا الأئمة حيث تقول الأسطورة عندهم أن علىّ بن أبي طالب جمع القرآن الصحيح وتوارثه الأئمة من بعده وأن المهدى سيظهر بهذا القرآن عند ظهوره !
* باقر المجلسي , وهو أعظم علمائهم تأثيرا وصاحب موسوعة بحار الأنوار , ويتميز المجلسي بأنه أكفر علماء تلك الطائفة على الإطلاق حيث حشد فى كتابه بحار الأنوار هذا عشرات الآلاف من الروايات والآراء التى يندى لها جبين أى مسلم فى حق النبي عليه الصلاة والسلام وآل بيته والصحابة وخص أبا بكر وعمر بالكثير من قذاراته تلك
أما فى القول بالتحريف فقد ضرب فيه بسهم وافر كعادته كما يقول الدكتور ناصر القفاري فى كتابه ( أصول مذهب الإثناعشرية ) ونقل باقر المجلسي إجماع علماء الطائفة على القول بالتحريف سواء فى كتابه الموسوعى أو كتاب مرآة العقول
* نعمة الله الجزائري , وهو صنو المجلسي فى الزندقة , حيث صرح بالتحريف فى كتابه ( الأنوار النعمانية ) أحد الكتب الجوامع عندهم , ولم يكتف بهذا ,
بل نقل رواية تفسر لماذا يستخدم الشيعة القرآن الموجود رغم اعتقادهم بالتحريف , حيث قال
( قد روى عن الأئمة عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة القرآن الموجود فى الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن الموجود من أيدى الناس ويخرج القرآن الذى ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه )"21"
* المفيد وهو الملقب عندهم بشيخ الطائفة , وأعظم وأجل فقهائهم على الإطلاق صرح فى كتابه أوائل المقالات بإجماع علماء الإمامية على التصديق والإيمان بتحريف القرآن حيث قال نصا
( واتفقوا ـ أى علماء الإمامية ـ على أن أئمة الكفر والضلال ـ يعنى الصحابة ـ قد خالفوا فى كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وأجمعت الخوارج والمعتزلة والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية ) " 22"

والذى يتأمل فى هذا النص البالغ الخطورة الصادر عن شيخ الطائفة وكبيرها وهو المفيد , يجد أنه نقل إجماع العلماء فى طائفته وحدها على القول بهذا الكفر البواح , واعترف فى نفس الوقت بأن سائر المسلمين من جميع الفرق سواء أهل السنة وهم أصحاب الحديث أو الخوارج أو المعتزلة أو المرجئة قد خالفوا الإمامية فى هذا القول المنكر ,
فالخطورة فى الاعترافين تتمثل فى أن تلك المقالة هى للشيعة الإمامية وحدها والطامة الأكبر أن أعظم علماء الطائفة ينقل الإجماع فى ذلك وشيخ الطائفة عندما ينقل الإجماع ولا يكذبه عالم واحد منهم فهذا يشير ضمنا أنه بالفعل من ضروريات المذهب عند الشيعة القول بتحريف القرآن ,
أما العلماء الذين قالوا بالعكس من ذلك فقد برر نعمة الله الجزائري والنورى الطبرسي أن أقوالهم تلك محمولة على التقية
* فرات بن إبراهيم الكوفي صاحب تفسير الفرات وكذلك العياشي فى تفسيره المعروف باسم تفسير العياشي وتفسير الصافي للفيض الكاشانى وتلك التفاسير تعتبر من التفاسير التى شاعت يها أقوال التحريف وحملت نماذج عديدة لآيات القرآن الأصلية بزعمهم
* صالح المزندرانى أحد ثقات علمائهم ما نصه
( وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث ( يعنى كتب أحاديثهم هم ) من أولها إلى آخرها ) "23"
هل تعلمون معنى هذا الكلام , إنه يعنى ببساطة أن روايات التحريف مستفيضة وكلها متواترة وشملت سائر كتب الحديث عندهم كما هو واقع فعلا عندما تم جمع تلك الروايات على يد النورى الطبرسي
* كان أكبر الزنادقة من علمائهم فى هذا المجال هو النورى الطبرسي الذى سبق أن بينا مكانته عند الطائفة وكيف أنه من أشرافهم , قام بإصدار كتابه الشهير ( فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب ) وهو الكتاب الذى طبعته إيران طبعة حجرية قديمة ثم جددت طباعته فى أوربا بعد ذلك وهو الآن منتشر بالنسخة المخطوطة على الإنترنت ,
وهو كتاب تكفينا منه مقدمته التى يقول فيها هذا الملحد
( هذا كتاب لطيف وفر شريف عملته فى إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ـ يقصد الصحابة ـ ) "24"

وفعل فى هذا الكتاب ما لم يجرؤ على فعله أى عالم شيعي حيث قام بجمع ألف رواية متواترة عن أئمة أهل البيت , وهى مكذوبة عليهم قطعا , وضمنها فى هذا الكتاب , والأنكى من ذلك أنه أورد جميع الآيات المحرفة بزعمه بل أورد سورة كاملة هى سورة ( الولاية ) التى يزعم أن الصحابة أسقطوها بكاملها من المصحف والمطالع لتلك السورة الموضوعة يكتشف مدى حماقة صاحبها التى فاقت حماقة مسيلمة الكذاب الذى كان أول مبتكر لنهج تقليد القرآن
وقامت الدنيا ولم تقعد بعد صدور الكتاب وحاول بعض علماء الشيعة تلافي الفضيحة لكن الطبرسي لم يمهلهم إذ عاجلهم برسالة أخرى أضافها للكتاب الأصلي وكرر فيها أقوال ثلاثين عالم من أساطين المذهب كلها تقول بالتحريف الصريح وكانت تلك الأقوال متناثرة ويسهل تبريرها على نحو ما , فجاء الطبرسي فهدم المعبد على رءوس علماء التقية وسارت بالفضيحة الركبان ولم يعد خافيا على أحد مدى إجماعهم على القول بتحريف القرآن وكافئوه على ذلك بالدفن فى أشرف بقعة عندهم ـ كما سبق القول ـ وهى الإيوان الثالث فى الصحن الشريف "25"
وأخطر ما قام به النورى الطبرسي أنه بين الإجماع على القول بالتحريف فى طائفته بالتفصيل فلم يكتف بنقل الإجماع بل عرض أقوال سائر أساطين المذهب وحصرها ,
والطامة الكبري أنه أحصي أربعة علماء فقط لا غير خالفوا الإمامية فى القول بالتحريف , وحتى هؤلاء الأربعة لم يتركهم النورى الطبرسي بل حمل أقوالهم على التقية ليصبح الإجماع بين علمائهم تاما وعاما ونقل هذا التبرير وهذا الحمل على التقية عن قول شيخهم نعمة الله الجزائري ,

وبعد تلك الأدلة الدامغة المستفيضة على القارئ العاقل سواء كان سنيا أم شيعيا أن يسأل نفسه , هل مثل هذا المذهب المنحرف من الممكن أن يكون مذهب آل البيت أو يمت لهم بصلة ؟!
وإذا كان أعظم مصادر التشريع عندهم محرف ومبدل فمن أين يستقي هؤلاء العلماء فتاواهم لا سيما فى غياب المعصوم الذى يحتجون بقوله ويرون القرآن مع المعصوم ضرورة للافتاء
فإذا بالقرآن محرف عندهم والمعصوم غائب منذ 1200 عام , فمن أين يستقي هؤلاء الناس دينهم بالضبط ؟!
والسؤال الأكثر منطقية
أن كتب الرسائل العملية للمراجع وهى الرسائل التى تحتوى الفتاوى التى يصدرها هؤلاء العلماء , مثل فتاوى الخومينى المنشورة بكتاب تحرير الوسيلة وفتاوى الخوئي المنشورة فى منهاج الصالحين وغيرها .
هذه الكتب لو تأملها الشيعي المنصف ببعض التركيز سيجد أنها ورغم ضخامة عدد صفحاتها وكمية الفتاوى الموجودة فيها إلا أنها لا تحتوى على آية واحدة من كتاب الله فى معرض الاستشهاد ؟!
والحال نفسه للذى يتأمل المواقع الإليكترونية لكبار المراجع مثل السيستانى مثلا يجد الفتاوى والإجابات تحمل جملة بسيطة مختصرة على مقدار السؤال فقط خالية من أى دليل أو حتى شبهة دليل كما لو كان الناطق بالفتوى نبيا معصوما !
والملحوظة الأخيرة ,
وهى أن الثقل الأكبر وهو القرآن الكريم , من المفروض أن يكون اهتمام الشيعة به يفوق اهتمام السنة لكونهم قسموا الدين لثقلين أكبر وهو القرآن وأصغر وهو أهل البيت ,
ولكن الغريب أنهم كفروا أمة الإسلام قاطبة بزعم أنهم أعداء أهل البيت رغم انعدام أى دليل أو شبهة دليل على ذلك , فى نفس الوقت الذى أفسحوا فيه المجال بالتعظيم والتفخيم لمن اعتدى على الثقل الأكبر بأبشع اعتداء وقال بأنه محرف !

ولنا لقاء مع موقفهم من السنة ,