عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2013, 08:12 PM
المشاركة 4
حمود الروقي
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[justify]أهلاً بك ..


مجتمعاتٌ لا تجتمع .. تطرقتَ لها من محورين رئيسيين ، أو لِنقـل من الطريقين المغلقين التي كانت تؤدي إلى الوحدة الإسلامية والعربية ..

فلو ننظر لحالنا مع رفض التباكي على الماضـي ، وعلى نظرية المؤامرة لوجدنا أنفسنا أننا وسط عالم مضطرب بفوضى الذبذبات التي أحدثتها ثورة الاتصال والتقنية ، فالكل منشغل مع نفسه في محيط افتراضي من الناس بكافة أشكالها وخصائصها وأجناسها يحادثها ويجادلونه ، وقد يأخذ منهم أكثر ممّا يأخذ من القرآن والحديث والمسجد وكذلك الأسرة والمدرسة .. !
هذه قنبلة انفجرت في الفضاء وتلقـّاها سكان الأرض خيرًا وشـرًا مقابل ضعفهم في تجربة الجديد في هذا العـالم ، ونخـصّ هنا فئـة الشـباب العربي بشكل خاص ، والذين تعتبرهم الدولة ومؤسساتها ومجتمعها عمــاد الأمة وباني نهضتها ..

الانفجارات التقنية في ازدياد ، وكل يوم يحدثُ شيءٌ جديــد في هذا الـكون ، يصنعه أولئـك القابعون في معاملهم بحثـًا عن إشغـال العــالم والسيطـرة عليه والتكسـّب المادي من ورائـه ؛ حتى أصبحنا ندفع الأمـوال بحـثـًا عمـّا يزيــد من إشغـالنا وابتعادنــا عن العـالم الواقـعي ، عالم الماديات المحسوسة ، عـالم المجتمـع الواحـد بدءًا من الأسـرة ومرورًا بالعمـل وانتهاء بوقـت الفـراغ ، وكل ذلك وما فيه من تعـاملات واقعـيـة بين الأشخاص التي بدأت بالاختفــاء الكـلي من مشهـد الحيـاة اليومـي ..

ولا يزال التطـور العلمـي التقـني قائمـًا في سبـاق على قدم وسـاق للسيطـرة على الكـون بما فيـه ، وها نحـن على استعداد - بلا حذر - لاستقـبال الثورة القـادمة ( القنبلة التي صُنعـت لتدميـر تقنيـة الاتصـال ) ألا وهي الطفـلة المجنونة ( نانو تكنولوجي ) التي أقسمت أن تسحـب البساط من تحت أقدام تقنيـة الاتصالات والمعلومات ، لتحكم العـالم كله ، وتتحكّـم حتى في الحواس الخمس للإنسـان وتدخـل حتـى بيـنه وبين مــلابسـه وفي أعضـاء جســده !!!

ونحن نتطرّق لمجتمعاتٍ لا تجتمــع وما قاله نهـاد قلعـي ، وما تفضلتَ به حـول الابتعـاد عن الهويـة العربيـة والإسـلامية ، نجـد هُـنا وهـناكـ ثورات قامـت وحكومـات تغيـّرت وشعــوبًا عانـت من الكبـت والحرمــان طيـلة عقـود مضـت لِـتعبـّر عن مشاكلها من خـلال وسـيلة الإنترنـت ولِـتسيّـر بعدها الحشـود على الأرض في مشـهد غـاب عنه العـقـلاء وأصحـاب المذكـرات التاريخيـة من كبـار القــوم الذين لا يعرفـون تقنـيـة الاتصـال ولا يستخدمونها ، منهم من عاش في وطـنه غريـبـًا ، ومنهم من اغترب عن وطـنه ، لِيقـود التغيـيـر شـباب البلاكـ بيري والفيـس بوكـ وتويـتر ويتسابقـون في تنظيـم غيـر منظـّم تحـت لواء الشعــارات المختلفـة التي تحمـل رمـز الاختـلاف " إن لم تكن معي فأنت ضدي " ويأتي بعد ذلك أصحـاب الأمـوال لِـيحركوا هذه الحشـود الشـابة بشعـاراتها على الأرض طمعـًا في خـلق أسمـاء لامعـة تتهـافت إلى سلطــة ما بعـد الثـورات ، وقـد يعـود المغـتربون عن الوطـن محمّلين بخـطط من كـان يحتضـنهم خـارجه ، وبأمـوال كـبيرة ؛ لتتحـقـق مصـلحة كـانت شـبه مستحيـلة ..!

ونعـود ونقــول أن هـدف ثورة الاتصـال وتقنيـة المعلـومات أكـبر من مغازلـة شـاب لفـتاة أو تداول حديــث مكـذوب عن النـبي صلى الله عليـه وسـلم ، ويبقى السـؤال قـائمـًا !! هل العـرب المسلمون هـم من يستخدمـون وسائـل الاتصـال والإنترنت ويظهـرون في شاشات التلفـاز ، وهم الذين يسمعون ويصدقـون حديـث الإعــلام بكافـة أنواعه المـرئي والمسموع والمقـروء ؟
من هـم العـرب الآن في وقتنا الحـالي ؟ أيـن هــم ؟ وما الذي يشغـلهم ويفكـرون به ؟ !

أخي الأستـاذ يـزيد الخـالد ..

تذكرتُ موضوعك السابـق عن سؤالك عن كيـف حال العـرب ، فدخلتُ هنا لأجدنا نحـن العــرب نجتمع ولا نجتمع ، يجمعنا التاريخ على أوراقه الصفـراء ، وتفـرّقنا " زلة لسان " السـياسي عبر شريط مُتحركـ في شاشة التلفـاز ، حتى أصبحنا نحـن جيـل التقـنيـة والاتصـال ـ حسب رؤيتي الضيقة ـ نقـود زمـام الأمـور نحو الدبـور ..

اللهم احفـظ بلاد المسـلمين من شـر الفــتن ما ظهـر منها وما بطـن ، اللهـم وحّد كلمة المسـلمين على الخـير وكن نـدًا لأعدائهم ، أنت تعلم كيدهم ونجواهم ، اللهم عـليـك بمن حارب المسـلمين الموحّدين في ديـارهم ، اللهم أهلك كل طاغيـة تجبـّر على الضعـفـاء وقـاتلهم في ديـارهم ، اللهم انصـر الإسـلام والمسلمين في كـل مكــان ، وكن معهـم ولا تكـن عليـهم .. اللهـم آميـــن ...


[/justify]