عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2013, 03:15 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
غياب القائد الفذ الضرورة:

يمكننا أن نسرد المزيد من الأسباب ألأخرى العديدة التي تؤشر إلى قرب فشل الانقلاب غير تلك التي ذكرناها سالفا، ومن بين هذه الأسباب التي لم نتحدث عنها بتفصيل قد يكون اختيار رئيس وزراء كهل ويبدو انه منتهى الصلاحية.

ايضا احد من أهم هذه الأسباب الأخرى هو انه لا يمكن لانقلاب أن ينجح يقف ضده الطلاب..والاحتجاجات ضد هذا الانقلاب يقودها الآن الطلاب ولن تتمكن اي قوة على الأرض من إعادتهم إلى مقاعد الدراسة إلا إذا ما سقط الانقلاب. فكما يقول حسنين كروم في مقاله "المصريون اسرى لفكرة الزعيم الملهم": "هل تعرفون في التاريخ كله حاكما قمع الطلاب وتحداهم ثم أفلح؟" …ويقول "اتقوا غضبة الطلاب، فدولتكم البائسة بكل جبروتها المرتبك، قد تستطيع إطالة عمر الحاضر المزري الذي صنعته، لكنها لن تستطيع تأخير قدوم المستقبل إلى الأبد’".



لكن أهم ألأسباب لفشل هذا الانقلاب على الإطلاق هو حتما غياب القائد الفذ الكرزمي والقائد الضرورة.

فالتاريخ يقول بأنه لم يسبق لثورة أن نجحت إلا إذا كان لها قائد بهذه المواصفات. شخص يمتلك مواصفات القيادة الفذة ، شخص جرئي يقف أمام الجماهير ويخطب فيهم فينسط الجميع ويبهر الصغير والكبير الطالب والمدرس والجندي والعامل والفلاح والمثقف.

شخص يرهب أعداءه بسحره الطاغي وعبقريتة المزلزلة.

شخص ممتليء حيوية ولديه قدرة على التفكير الاستراتيجي، سريع البديهة، تشع منه طاقة ايجابية فيحسم الكثير من الأمور بإشارة من إصبعه.

شخص لديه قدرة على استنهاض الهمم. شخص قادر على بيع الناس ألامل بمستقبل أجمل وأفضل فتتحرك عجلة الإنتاج ويحقق نتائج مبهرة في وقت قصير وتظهر علامات الرخاء والقوة.

شخص قادر على أن يحفظ للناس كرامتهم. شخص مرفوع الرأس ويطلب ويشجع من حوله بأن يرفعوا رؤوسهم افتخارا بإنسانتيهم وانتمائهم. شخص يشعر الناس حوله بالأمن والأمان والاطمئنان ويحقق لهم ذلك.

شخص يمتلك رؤيا واضحة وفلسفة حكم مميزة وفكر ثوري يشبع بثوريته غريزة الناس في حب التغيير ويأتي بجديد يبعث الأمل في النفوس ويحقق العدالة الاجتماعية وينصف المظلوم والارملة واليتيم.

شخص يكون هو لوحده على رأس هرم السلطة ويتحمل بكل شجاعة المسؤولية عما يدور ضمن حدود مملكته ويكون كل من حوله مجرد أدوات لتنفيذ رؤيته الثورية ونظريته في الحكم في الحكم.

وهذا الشرط الأهم لم يتحقق ضمن سياق هذا الانقلاب.

فنحن نجد بأن شخصية الرئيس المؤقت الذي جاء به الانقلاب اقرب إلى شخصية مدير مدرسة ، شخص أكاديمي لا حضور ولا فلسفة ولا فكر ثوري يذكر له. بينما من يقود الدفة يجلس في المقاعد الخلفية ويختفي عن الساحة في الظل إما خلف نظرات سوداء أو خلف الستارة والكواليس. شخص يقول في السر غير الذي يقوله في العلن. شخص انحاز منذ اللحظة الأولى لفئة من الجمهور على حساب الفئة أو الفئات الأخرى فانقسم المجتمع في زمنه انقساما حاد وتعطلت ماكينة الإنتاج وحصل تراجع في كل المجالات. شخص يعمل بهمة من اجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والحفاظ على ما كانت عليه الأحوال قبل الثورة. شخص يفتقد إلى كل مقومات القيادة الفذة الكرزمية.

شخص أثبتت الأيام والاحداث بأنه ليس ذلك القائد الفذ ،الضرورة المخلص المنشود.... فصار من الضروري أن يذهب ويذهب معه هذا الانقلاب.