عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2013, 12:01 PM
المشاركة 13
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
المصريون أسرى لفكرة الزعيم الملهم
من مقال : السيسي ليس ناصرا جديدا وإنما جمال مبارك تحت قناع عسكري’
حسنين كروم
القدس العربي
December 2, 2013

ونظل مع أبناء من كان اقاربهم من الإخوان، ومنهم الدكتور شادي الغزالي حرب، وهو ابن شقيق زميلنا وصديقنا الدكتور أسامة الغزالي حرب، ووالد أسامة كان معتقلاً بعد تنظيم سيد قطب عام 1965، المهم ان شادي كتب مقالا يوم السبت في ‘المصري اليوم’ قال فيه:
تأثرت إلى حد كبير في تكويني الفكري بالزعيم الخالد جمال عبدالناصر رغم أني ولدت بعد وفاته بثماني سنوات، لكنني من خلال أسرتي، خاصة والدي العزيز د. طارق الغزالي عشت كثيراً من اللحظات التي فاتتني في عهد عبدالناصر وتأثرت بها، بل انني كنت ومازلت أحفظ أغاني عبدالحليم التي ألهبت مشاعري الوطنية ورسخت داخلي عشق هذا الوطن والسعي الدائم لغد أفضل له، وهو ما دفعني للقراءة المتعمقة في هذه المرحلة المهمة في تاريخنا وما تلاها بعد ذلك في عهد السادات، وقد توصلت بعد كل ذلك لاستنتاج أن عبدالناصر كان زعيماً عظيماً لن يتكرر، بنى دول قوية تستند الى هوية وطنية لا تتزعزع قد يكون بها الكثير من العيوب والثغرات، ولكنها استطاعت الصمود أمام كل التحديات الخارجية وآخرها الاحتلال الإخواني، لكنها فشلت في التصدي للتحديات الداخلية كنتيجة مباشرة لغياب الديمقراطية، ظل المصريون أسرى لفكرة الزعيم الملهم من بعد وفاة ناصر وحتى 30 يونيو، ظناً منهم أنهم يستطيعون استنساخ تجربة ناصر في زمن مختلف وبأشخاص مختلفين، فكان الالتفاف حول شخص الفريق أول السيسي بعد إقدامه على الخطوة الشجاعة بأن انحاز للشعب المصري الذي ثار في 30 يونيو، فسارع أبناء جيل عبدالناصر وكل من تربى في هذا البلد على تقديس الرئيس، سارعوا لتمجيد وتألية السيسي ليصنعوا منه ‘ناصرا’ جديداً، وكأننا لا نتعلم من ماضينا أبداً. لن أتطرق هنا للفرق في زمن ناصر وزمن السيسي، الفرق في الشخصيات، ناصر كان رجلاً غزير الثقافة مطلعاً على تجارب الدنيا له فلسفته الفكرية الخاصة، أما الفريق السيسي فهو ضابط كفء ترقى لأعلى المناصب داخل المؤسسة العسكرية استجاب هو كقائد للمؤسسة العسكرية لنداء الوطن وانحاز للشعب عندما خرجت جماهيره يوم 30 يونيو، فكان الشعب هنا هو القائد والمعلم كما وصفه ناصر من قبل، إذن فالفرق كبير بين الشخصيتين، وهو ما يجعلني أؤكد أن ناصر كان شخصية فذة من الصعب جداً تكرارها ومن المستحيل صناعتها، لكن المشكلة الآن ليست في الفريق أول السيسي بأي حال من الأحوال المشكلة في هذه الطبقة من المثقفين الذين لا أقول انهم كلهم ينتمون للتيار الناصري، فبعضهم طالما هاجم ناصر وسياساته، لكنهم جميعاً تربوا على النظرية الناصرية وعلى نظرية الزعيم الملهم والمخلص التي امتدت في عهود السادات ومبارك.
الغريب أن هؤلاء لم يتعلموا من درس الشعب في 25 يناير و30 يونيو عندما اثبت لهم فعلياً انه القائد والمعلم، هؤلاء يصرون على إعادة انتاج تجارب هي نفسها التي أدت بنا إلى ما نحن فيه، ويحاولون ايهامنا بأنها ستأتي بنتائج مختلفة، أتمنى أن يدرك الفريق السيسي خطورة ما يزينه له البعض ويظل ثابتاً على موقفه التاريخي، يحمي البلاد ولا يحكمنا كما سبق أن وعد، خاصة في ظل المتربصين بالبلاد داخلياً وخارجياً، وأن يدرك الجميع ان ناصر لن يتكرر وأن زمن الزعيم الملهم قد ولى الى غير رجعة