الموضوع
:
سيدة النبؤات- رواية قصيرة
عرض مشاركة واحدة
12-21-2013, 05:42 PM
المشاركة
9
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
تاريخ الإنضمام :
Aug 2009
رقم العضوية :
7565
المشاركات:
238
فتح لها زرد الباب ثم أغلقه، لا يدرى احد
ماذا حدث لبدر في تلك الليلة، ولا الليالي القليلة بعدها، ولم يخرج احد من
عائلة الكردي ليطمئن عليها..
كل ما نعرفه أن البعض شاهد بدر بعد عدة أيام وق د
زاغ بصرها، تجرى في الطرقات ذاهلة، وتصرخ بألم...وان زرد وقف بذهول يضرب كفا
على كف لا يفهم شيئا.
لقد شهدت طرقات القرية التراب الذي إهالته بدر
على وجهها لتداريه عن أعين الفضوليين والأطفال الذين
تبعوها يغنون حتى
بيتها...وان أمها فتحت لها الباب وأدخلتها، وان ذات الباب ظل موصدا في وجه
زرد ولم
يفتح له إلا بعد سبعة أشهر لتُرمى له تلك الابنة
البائسة
السوداء كلونه تماما، وان خل فمها من الأسنان، ولم تغطى
الضحكة
وجهها.
لم يفهم زرد أبدا كيف يلقون صغيرة
كهذه في خرقة بالية... ولم يعدم زرد
طريقة في إرضاء صغيرته، ورغم تخلى الجميع عنه إلا أن زرد الغريب لم
يمد
يده ولم يرحل، بل ظل صامدا في وطنه الجديد، ولم يبخل
عليه النهر
أبدا، وقد زرع أمام بيته كثير من المزروعات التي تقيه شر الحاجة.
ولكنه ظل
يلتمس أخبار بدر أم
طفلته التي رحلت عن البلدة كلها، وتزوجت
احد الأعيان في بلدة أخرى.
اسقط في يد زرد المسكين فهو لم
يطلقها، ولم
يطلب منه احد أن يفعل... فقط وجوده لم يعن
لأحد شيئا، لكنه كان كل جمعة يجوب
طرقات البلدة كلها
على قدمه، وزرد الصغيرة، ينثرون
رائحة البخور للتطهر،
ويغنى أغانيه الحماسية بصوته
الرخيم، لم يوقفه احد...تركوه وتجاهلوه...ولكنهم
توجسوا
منه دائما الشر.
- -
بلدة البحر والنهر هذه لم يكن بها مخبأ
للطيبة
أن الليل بدا يدخل يا طبيبتي ليس جميلا أبدا أن
أكمل حكايتى
في الليل...لليل شرور وأسرار، أنا وأنت في غنى عنها..أرقبك
تحملين
شنطتك بصعوبة وتجرين قدمك جرا
.
–
شعرت بنظراتك المحرقة تخترق
ظهري وهم يقودوني مقيدة لغرفتي المتروية المفردة- غرفة المجانين
شديدي الخطورة.
رد مع الإقتباس