عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 03:04 AM
المشاركة 105
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أوجه الإعجاز العلمي في هذا الموضوع:


الإشارة الإعجازية الأولى: السماء بناء وزينة ما لها من فروج


لقد وردت في القرآن الكريم آيات بينات كثيرة لها دلالاتها الإعجازية العلمية في كثير من المجالات العلمية المتخصصة. ولقد تطرق العديد من علماء المسلمين الأجلاء ـ جزاهم الله خيراً ـ إلى بعض الآيات ـ التي ذكر فيها موضوع السماوات والأرض. فربطوا بين دلالاتها وبين ما كشف عنه العلم في هذا الميدان.

لقد توصل العلم في عصرنا هذا من خلال المعارف التي جمعت والدراسات التي أجريت، إلى نتيجة ذات أهمية قصوى، تشير إلى نظرية الانفجار الأعظم التي كانت الانطلاقة الأولى لنشأة هذا الكون، وما رافقها من تناثر في أجزائه في كل الاتجاهات، وبالتالي توسع دائم في الكون إلى أجل مسمى. هذا ما أخبرنا به العلم حديثاً، لكن القرآن الكريم كان سباقاً إلى كل هذا، حيث ورد الخبر وحياً في كثير من الآيات الكريمات نذكر منها على الخصوص: (
أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما). الأنبياء (30)

(والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون). الذاريات (47)

(ءأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها). النازعات (27 ـ 28).

كما أشار الحق ـ تبارك وتعالى ـ إلى موضع كيفية تشييد السماء في قوله: (أفلم ينظرا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج). ق (5). فهذه الآية الكريمة لها طابع إعجازي علمي قوي، حيث تؤكد وتكمل ما جاء من إعجاز علمي في الآيات السالفة الذكر، وتوحي بأن السماء (هذا المخلوق الذي من فوقنا) قد بنيت وزينت واتسعت وكبرت بدون أن يكون لها فروج. وكل شيء قد تطور في أجل مسمى إلى ما هو مكتوب له، وأنجز من داخلها بقدر وتقدير من رب العالمين. فلا تشقق ولا ثقوب ـ مع ذلك الإحكام والاتساع ـ في هذه السماء أو تخرج منها، بل هناك فقط ما ينزل منها وما يعرج فيها مصداقاً لقوله تعالى: (
يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها) الحديد (4).

(وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً وهم عن آياتنا معرضون). الأنبياء (32). ربما العلم ما زال لم يتأكد بعد من هذه التنبؤات العظيمة التي جاء بها القرآن الكريم، فالإنسان بكل ما أوتي من علم وتكنولوجيا لم يصل بعد إلى الحد الأخير من الكون (3). فهو ما زال يبحث ويكتشف كل يوم أموراً أخرى كونية كانت بالأمس غائبة عنه، وينجز قياسات وتجارب، ويجمع معلومات على معلومات، وهي على قيد الدراسة والتحليل. وإن وصل ذات يوم، فسيكون القرآن الكريم مرة أخرى، قد سبق العلم والعلماء (أي الإنسان) في مجال جد جد حساس يتطلب علماً وتكنولوجيا جد جد متطورة، وتنبأ ـ منذ خمسة عشرة قرناً ـ بمعلومات وحقائق لم تكن معروفة للإنسان في ذلك الوقت.

الإشارة الإعجازية الثانية: أبواب من السماء


لقد وضحنا أن السماء (كل السماوات والأرض) نظام مغلق على نفسه فيه من العوالم ما لا يعلمه إلا الله تعالى (Systeme Ferme)، بل لها فروع للتعامل بين أقطارها أو مع بيئة خارجية (إن كانت)، بل لها أبواب محكمة قدر لها قدرها في علم الله الواسع، تفتح وتغلق ـ لمن شاء رب العالمين ـ فهذه أبواب من السماء للأشعة الشمسية وهذه للمطر، وتلك أبواب في عالم الغيب لأهل الجنة والملائكة، وهي أبواب لا يعلمها إلى الله ـ عز وجل ـ وصدق قوله تعالى: (
ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون). الحجر (14 ـ 15).

(إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط). الأعراف (39).

(ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر). القمر (11).

(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا * وفتحت السماء فكانت أبوابا) النبأ (18 ـ 19).

الإشارة الإعجازية الثالثة: في السماء رزق الإنسان


يقول الله عز وجل: (وفي السماء رزقكم). الذاريات (22).

لقد بنيت هذه السماء، وسخرها الله ـ عز وجل ـ للإنسان. فهي تمطر ماء وتسقط ثلجاً. ومع تطور العلم والتكنولوجيا استخدمها الإنسان في عصرنا هذا لبناء المكوكات الفضائية وفي الاتصالات اللاسلكية عبر محطات أرضية وأقمار اصطناعية، وأسهمت بقسط كبير المحطات الفضائية والهواتف النقالة ومجالات أخرى مدنية وعسكرية للاتصال والمراقبة والرصد في ذلك. وفعلاً أصبح الفضاء مصدراً تجارياً متميزاً، تتقوى به الدول والأمم وتهيمن به على الآخرين.

وخلاصة القول:
لقد خلق الله ـ عز وجل ـ الإنسان وكرمه وفضله بالعقل على سائر المخلوقات، وجعله خليفته في أرضه، وأمره ونهاه، فأمره بأول آية قرآنية أنزلها على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطلب العلم والمعرفة، وكشف له ـ جزءاً ضئيلاً من علمه الواسع ـ ما كان محتاجاً له ومحجوباً عنه، وأنزل القرآن بالحق تبياناً لكل شيء، وهدى، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأنبأه فيه بشيء من الغيب في الآفاق وفي الأنفس ليرى الناس سبق القرآن للحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا في العصور الحاضرة. اقرأ قوله ـ تبارك وتعالى ـ: (
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق). فصلت (53).



//

انتهى ..

إدريس الأشقـر