عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4728
 
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني

عمر ابو غريبة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
468

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jun 2010

الاقامة

رقم العضوية
9422
09-04-2010, 11:51 PM
المشاركة 1
09-04-2010, 11:51 PM
المشاركة 1
افتراضي مَا لَمْ يَقُلْهُ امرؤُ القَيسِ فِي مُعَلَّقَتِه
ما لم يقله امرؤ القيس في معلقته

شعر: عمر ابو غريبة
================
قِفـــــا نحــْـــــكِ عن لحــــمٍ ورُزٍّ مفلفَلِ
بِوَفْــــرِ الغِنى في ظِـــلِّ عيشٍ مـُـــــدلَّلِ

ولا تذكـُــــــرا ليْ الفقــــــرَ إني بلوتـُـه
فلم أرَ حـــــالاً مثــلَ حــــــالِ المُبهـــدلِ

فقد مَــلَّت الأمعــــــــــاءُ زِرّ فلافــــــــلٍ
وقَصْــــعَةَ فـــــــــولٍ بالطَّحينـــــةِ مُثقَلِ

أعَيبٌ إذا ما النفـــسُ تهفــــــــو لهَـبرةٍ
وتلك كــــــلابُ القـــــومِ غُصَّتْ بمــأكلِ

تبارَوا بحفْـــــلاتٍ ونصْــــــــبِ ولائـــمٍ
ونحن قِـــــرانا الخـــــلُّ دونَ مُخَـــــــلَّلِ

وجُــــلُّ الذي يطهــــونه بــات فَضــــلةً
ولستَ تــــــرى فيهم نـــــدى المتفضِّلِ

ولو عضَّ نابُ الجوعِ في الغدِ بعضَهم
لأفطـــرَ أعشــــــاباً وحـــلّى بحنظــــلِ

يبيتون مِـن تَخْــــمِ البطـــــــون بنفخةٍ
وللجـــــــوعِ نفخٌ في الفقــيرِ المُجندَل

فلا أخرجَ الرحـــــــــمنُ منهم رياحَهم
بغيرِ انفجــــــــارٍ في المَعِيِّ مُجلْجِـــلِ

فـرُبَّ طـــــبيخٍ بات عنــــدي ثلاثــةً
فعالجتُــــــه طَهيـــــاً برَشَّـــــــةِ فُلفلِ

ولُقمتنـــــا زيتٌ يُــــــؤادِمُ زعــــــــــتراً
وزادُهـمُ الكافْيــــــارُ في كل مَحــــــــفَلِ

ولا تســــــــألَنّي عنه لستُ بعـــــــارفٍ
فما هــــو ذا الكافيارُ يا راعي َ الطَّــلي

مآدِبُ ما كان الرشـــــــيدُ يذوقُهــــــــــا
ولا ذاق منهــــــا إبنُ أمِّ الســـــــموألِ

حَــوَتْ كلَّ أصـــــــنافِ الطعامِ وفوقَها
تدور بأطبــــــــاقٍ بما لَــــــــذَّ حُـــــفَّلِ

كأنك في الفردوسِ ما رُمُتَ حاضــــــرٌ
وما تشتهي إلا وجـــــــــاءك مِن عَـــلِ

وأمـــــردَ مثل الــــــــدرِّ يخــــدم ضيفَه
ويدعــوك هيا ســـــــــيدي فتفضّــــــلِ

تجشَّـــــأ من فَــــرطِ الطعـــــامِ ضيوفُه
وناخوا على ريش النعـــــــــامِ ومُخملِ

وحان أوانُ الخمـــــــرِ في عقْبِ مـــأكلِ
فيا صـــاحِ عاقـــرْ حَلْبةَ الكَـــرْمِ واثْمَلِ

تطوف عليهم بالكؤوسِ كـــــــــواعبٌ
بثغرٍ ضَــــحوكٍ مثلِ حَـبِّ الســفرجـلِ

يُـرَجْرِجنَ أردافـــاً تُنادي لِصفعِهــــــــا
كما اهتزَّ فوق الصحنِ كُوزٌ من الجِلِي

فأفٍّ لكم أيقظـــــــتمُ فيَّ شـــــــــهوةً
ونَهمــــــــــاً إلى أكـــلٍ وحُـــبَّ تطفلِ

فعوُدا إلى زيتٍ يُـــــــــــؤادمُ زعتراً
وقصعةِ فــــــــولٍ بالطحينـــــةِ مُثقلِ

وتسطيحةٍ فوق الفـــــــــراش بِعَقْبِهِ
وأكؤُسِ شــــــــــــايٍ كالنبيذِ المُزَلَّلِ

تُدار علينــــــــا كل حـــــينٍ بــدورةٍ
ولا ننثنــــي إلا لداعــــــي التبـــوُّلِ

نمُـــــدُّ إلى فـــــــولٍ أياديَ قصَّرتْ
ونتركُ حُـــــلْماً للعشــــــــــاءِ بأوَّلِ

فإنْ فاتني اللحمُ الطريُّ ففي الكرى
مَــآدِبُ تُغني حيلــــــةَ المُتجَمِّـــــلِ.