الأمكنةُ الخَاليةُ تَعُجّ.....
هَل سَمَعْتِ يَومًا
مَا قَالت السنَابل الذَاوية للغَرَابيل
قاَلتْ طوبى للجائعين،،
و مَا صفّقتْ سُعُوف النَخَيل
في وَجْة الريح
- ارحلي بَعيدًا
كلّ الخَمَائِل الليْمُونيّة
تَنْتَظر عَودةَ المَطَر
سَنَوات و نَصْف السَنَة
خَلَعْتْْ أبْوَابي
و لم نَدْخُل شَوارِع البَلَاد
ضَيَاع يُلَاِزُمنا
تَحْتَ صوتٍ خَمْدتْ حَنَاجِرُه
دَمْعَةٌ مُسبّحة
من عَيْنَيِنِ عَسْلِيتَين
تُسَرْبِلُهَا شُجون الطفُولة الوَرْدِيّة
منْ أينَ جَاءت ْ
َلستُ أدْري
تَقُول لونَ شَعْرها أصَفَر
و إنّها قَصيدةٌ عَذْرَاء
هِي تَقُول
كانتْ نَائِمةً في ذاكَرتِي
تَقْرأ الأشْعَار كلّ ليْلٍ
و تَمْسَحُ جَسَدي بِزهر الخُرَامى
عندَمَا أنَام على سَرير الهَذَيَان
الأمكنةُ الخَاليةُ تَعُجّ
و تَزْدَحِم بعرق الأرواح
ناسيةً دواوين الشعر
و ما أبكتْ مَوَاويل العشّاق
يَتَمَاشى الوَقْت ،
كـعبير الفَنَاء يَتَأتلَق
لكنْ لا يَصِل إلى نَهد السَمَاء..
... حين تغيبين
بلا وشوشة وداع
أسمع صوتي الحزين
في شبابيك الريح
و تَتَشابكُ الأغنيات بلذّة السَمَاع
غِوَايَات الوَقْتِ
و سَاعَات رمليّة صَدِئتْ دَقَّاتها
يَتَمَايلُ عَلَى جَبَل الهَيَجَان
لذيذُ الأرَق
نَحْنُ نَتَهَادى بالبَهَاء المُزيّف حِينًا
نَشُقّ عَزيمَة الابْحَار
و مَا أعْطَتْنا خَوَاتِم الرَحَلات فرصةً
لـنَتَوهّم بِدَايةَ الانْفِصَال .
كالمُنْتظِر رِحْلة البَقَاء
يَغْمِسُني الغِيَاب في شَاطىء الحَسْرة
مَطَرٌ خَفِيفٌ يَبْكي
يبلّل أنَامَل أنْثَى
كَانتْ تَكْتُبني سَحَرًا خُرَافيّا
تُوَاريني تحْتَ وِسَادَتِها البَاردَة
و الِدْفء يَخرج من جِلدي المَغْسول
بِرَغْوة شَذَاها المُعَتّق
أرحل إلى صَيفها الثَالث
مُذ عَرَفَتْني أيّام الفُقْد