الموضوع: ثورات دموية
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2014, 03:03 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عبداالله المنصور
تقول " نحن متفقان رغم الإختلاف ومختلفان رغم الإتفاق.الفرق أنك أسقطت نظرية الإنفجار العظيم وصورة جمالية التصادم الذي أنتج نجوماً وكم نتمنى أن هُناك نجوم.يسعدني أن تمنحني جزء من وقتك الثمين وبصراحة أنا ممتن لك لأنه بمثابة درس أتعلمه .الخلاف بيننا ليس يعني أنني مستميت للدفاع عن وجهة نظر خاصة بي لربما لم أصل للرؤية الشمولية التي تملكها فإعذرني لوكنت جدلياً
الصدام يحدث دائماً نوعية هذا الصدام ومسبباته هي من تتدخل في ناتج الصدام محفزات لتفاعل كيميائي قد تعطي ناتج مفيد وقد يكون الناتج قاتل
ثورات كثيرة قامت بها الشعوب ولكنها سرقة الثورة العربية ضد السلطة العثمانية حققت الإستعمار وبعد الإستعمار ماذا حققت دويلات بدل إمبراطورية ثم صراعات داخلية ثم تحالفات. الثورة العربية كنموذج لتصادم ناتجه لم يكن جيد .ونماذج أخرى كانت غاية نتائجها دروس عظيمة فالتضحية .خذ مثلاً الحرب الفيتنامية ومعسكر شرقي وغربي الحرب الكورية جدار برلين الإجتياح السوفييتي لأفغانستان
تصادم ولد تصادم آخر حين يأتي غريب لينهض بثورة بلد سيدمرها سايس بيكو كان هدية الغرباء للسكان المحليين في الثورة العربية .
- وانا أيضاً استاذ عبدالله قطعا لا أدافع او أبرر الفكر الدراكولي واقف ضده بكل جوارحي وعقلي، ولدي قناعة من خلال دراساتي المتواضعة و المتعلقة بالدماغ واليات عمله بان التطرف مرض نفسي ، حالة نفسية معينة تتحصل كنتيجة لظروف قاهرة في حياة المتطرف ، والإنسان المتطرف اما ضحية لظروفه المأساوية وأما مسلوب الإرادة لانه حتما تعرض لبرمجة عقلية جعلته يرى الامور بمنظار الاخر المتطرف .
انما ما اردت قوله هو ان الامور محكومة دائماً بنواميس طبيعية يمثل الصراع والتصادم محورا أساسيا لها وهي واقعة لا محالة شئنا ام أبينا . ويبدو ان كل شئ له دورة حياة مثل النجوم و يمر في مراحل ولادة وشباب ثم كهولة وموت .

انت لا ترى نجوم وانا أيضاً لا ارى نجوم والسبب اننا الان في مرحلة السديم اي في مرحلة الجزئيات التي ترتطم ببعضها البعض وتتصادم فهذا هو حال الامة العربية وهذا الوضع من مخلفات سايس بيكو ومخلفات الاستعمار الذي تركت العالم العربي مشرذما مجزئا مفتتا وبالتالي فان الصدام والصراع والثورات والحروب أمرا متوقعا وطبيعيا وهو أمرا صحيا وضروريا ويمثل مرحلة مهمه من مراحل ولادة النجوم وبالتالي الثقب الاسود العربي اي الولايات المتحدة العربية .

ونحن ومن واقع ما نعرفه عن ولادة النجوم وبالتالي الثقب الاسود لا بد من وقوع الصدام لترتفع درجة الحرارة الى معدلات قياسيه اولا 15 مليون درجة مئوية ثم الى 200 مليون درجة مئوية عندها يحدث الاندماج بين ذرات العنصر الواحد المتجانسة وربما تكون هناك حاجة الى درجات حرارة اعلى اذا كنا نتوقع اندماج بين ذرات غير متجانسة .

في الطبيعة ترتفع درجات الحرارة الى تلك المستويات القياسية كنتيجة لتصادم الذرات ببعضها البعض ولدى الشعوب والأمم فهناك اسباب لرفع درجة الحرارة ولا يحدث الاندماج من دونها ومنها الثورات ومنها الحروب الداخلية الاهلية والحروب مع اطراف خارجية . وكلما اشتدت هذه التناقضات والصراع عنفا كلما ارتفعت درجة الحرارة وتهيأت الظروف لولادة الثقب الاسود العربي .
الان ما يجري لدى الامة العربية المفتتة هو حشد من العناصر التي تعمل على رفع درجة الحرارة الى معدلات قياسية فمن ناحية هناك هذه التنظيمات المتطرفة وهناك الثورات الداخلية والتي يسميها البعض بثورات الربيع العربي وهناك حروب القوى الاستعمارية والقوى الخارجية المعتدية وعلى راسها الاستعمار الفارسي الذي احتل العراق والشام ولبنان واليمن والبحرين ويسعى لاحتلال باقي البلاد العربية .

هم لا يدركون حتما انهم مجرد وسائل وادوات تحركها نواميس الطبيعة ويتم من خلالها رفع درجة حرارة الامة العربية الى مستويات قياسية والنتيجة الحتمية هي صحوة الضمير العربي وارتفاع الوعي العربي وفي كل الأحوال حدوث الاندماج وبالتالي ولادة الولايات المتحدة العربية .

طبعا يقال في قصة تشكل الكون وولادته ان صداما عنيفا مدمرا يحدث بين كتلتين واحدة مادة وأخرى لا مادة والذي يحصل هو فناء سحابة ( كتلة ) اللامادة وكتلة المادة
ولا يتبقى الا القليل من سحابة المادة ومنها يتشكل الكون .

بالقياس وحتى تتوفر الشروط لولادة الولايات المتحدة العربية فقد يكون هناك حاجة للمزيد من عناصر التدمير والفناء والقتل والثورات والحروب الاهلية والخارجية وكلما اشتدت الأزمات وكلما تعمق الصراع والصدام وكلما اتسعت الاعتداءات الخارجية كلما اصبحنا اقرب الى ولادة الثقب الاسود العربي وقد يتطلب ذلك فناء جزء مهم من الامة تماماً كما يحدث في الطبيعة .