عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2014, 03:39 PM
المشاركة 10
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
ثمة خبطات رقيقة على نافذة غرفتى ..هى فيروز تفاجئنى ..مازالت على حالها ..لا ارى منها سوى جسد تغطية عبائتها لكنها لاتخفى جسدا لصبية
فيروز .. حدثينى عنك
تقول فى نبرة حزينة لنكمل القصة...لم اقاطعها فهى فى النهاية قصتها
بعدما نجح موشية فى تعيين شلومو جابىاً للاموال فى دار المال..زاره موشيه فى الديوان
ووجده منهمكاً فى مراجعة بعض الدفاتر التى اصطفت على طاولة عملة بينما مالت قلنوسته الصفراء المميزة التى يفخر اليهود بارتدائها فى ذلك الوقت من زمن الاندلس
غمم موشيه فى حنق (احمق) وهو يشاهد شلوموا يحك رأسه فى سرعة ويعدل قلنوسته ثم يعاود مطالعة الدفتر امامه
-الطبيب موسى اللاوى بشخصه عندنا ..اى ريحاً طيبة .
.جاء الصوت من خلف موشيه فرسم ابتسامة مداهنة على وجهه وهو يرد التحية لأسامة بن الخطيب كبير خزنة بيت المال..يعرف ان تعيين شلومو لم يجئ على هوى الخازن
الا ان صوت اسامة ضرب رأسه وهو يقول فى مكر
اهديتنا بنابغة يا موسى فلولاه ماعرفنا الطريق الصحيح لجمع الجباية من حى اليهود ..قهق اسامة وهو يربت على كتف شلومو
بامكانك الانصراف يا سليمان ..فقد غربت الشمس كان سليمان النطق العربى لاسم شلومو
نهض شلومو يتبع موشيه الذى اومأ برأسه للتحية مرة اخرى لاسامة وهو يطفأ المشاعل ليغلق ديوان بيت المال وحينما هم شلومو بمساعدته اخذه موشيه من ذراعه وهو يجره جراً خارج الديوان غير ابه بنظرات الحراس شديدى القوة .
حينما ابتعد به عن مرأى اسامة بن الخطيب فى شارع جانبى نزع قلنوسة شلومو الصفراء والقاها بطول ذراعه..صرخ شلومو وهو ينحنى لجلب القلنسوة..شده موشية بقسوة من ناصية شعره ..انهض يا احمق وقد بدأ الفضول بالمارة ..انسى امر القلنسوة
رد شلومو بحيرة
لكنها هى ما تميز اليهود وغمم بحسرة وهى غالية الثمن
لوح موشيه بسبابته فى وجه شلومو ثم يجذبه وهو يسرع الخطي بعيداً عن الاعين الفضولية للتجار حيث يقع ديوان بيت المال بقلب اشهر اسواق المدينة
طلب من شلومو الا يتوقف وهو يسير
لا اريد شيئاً يميزك كيهودى.لا نريد نفوراً من المسلمين والمسيحين منك
هز شلومو راسه بحيرة اكثر وهو ينظر من بعيد لقلنوسته المرمية
ولماذا ينفرون ..انى انفذ ما يطلب منى فقط
حينما اطمأن موشيه انه ابتعد به لمكان لا يوجد به كثير من المارة
تفرس فيه ملياً..حقاً تنفذ الاوامر ..لهذا اشتكى الى حى اليهود باكمله..بعد تدقيقك مع كل بيت واعطاء قوائم باسم كل يهودى يستحق عليه الاموال ..لم تترك احد يالا براعتك يا شلومو
رد شلومو فى غباء
ولكنى انفذ الاوامر
اغمض موشيه عينيه فى نفاذ صبر ..ثم جذبه مرة اخرى من ذراعه وهو يسرع به عبر الطرقات الملتوية المرهقة السير رغم رصفها بالقرميد..كان لشلومو تقريبا نفس هامة موشيه الا انه يحمل جسد نحيلاً لا صحة فيه وقد ارهقه المسير وقبضة موشيه القوية تشتد عليه وقد علم بعد طول عناء انهما يتجهان لحى اليهود الذى تقع احد ابوابه قرب السوق
توقف بغتة وهو يتملص من يد موشية وقد تفصد جبينه بالعرق الغزيز واتسعت عينيه بهلع وموشيه يلصقه بجدار الحى تساءل فى تردد ورجاء:-
ماذا تنتوى ..لم انفذ سوى الاوامر
خبط موشيه يده فى الحائط فازداد توتر شلومو وصوت موشية يردد
اية اوامر ايها الاحمق..انا من اعطاك هذا المنصب ..تنفذ اوامرى انا وليست اوامر هذا المأفون ابن الخطيب.. ابعثك لمنصب قد يفيد بنى يهود كلهم..فاجدهم يشكون قلة مالهم بدلاً من زيادته..لطمه بقسوة
تضع يدك فى جيوب بنى قومك يا اخرق.. تستحق عقاباً ثمن فعلتك يا شلومو
تلقى شلومو اللطمة وقد احمر وجهه من شدتها ودق قلبه من الهلع ..لم تكن اللطمة ما تؤلمه بل خوفه مما قد يصنع موشيه به هل يفقد عمله هل يأخذ المال من راتبه هل وهل ترددت الالاف الاحتمالات فى عقله..وقد وقف صامتأ وموشيه يقطع الطريق امامه وقد انهمك فى تفكير طويل

توقف وقد اى اثر للغضب من محياه وقد وضع يده برفق على كتف شلومو
اقترب عيد الفطير شلومو الحبيب
افترت نواجز شلومو عن ابتسامة خبيثة وهو يتذكر عيد الفطير العام الماضى قابلتها نفس الضحكة الشريرة من موشيه
كان طعم الفطير رائعا وهم مخبوز بدم ذلك الشحاذ المسيحى الذى اقتنصناه
ضحك شلومو وهو يتذكر والعام الذى قبله بدم ذلك التاجر المسلم المغربى
كان شلومو يضحك ثم قجأة توقف وهو يقترب من موشيه بهمس ..اشياء كهذه لا تذكر هكذا موشيه
هز موشيه رأسه بتفهم مصطنع وهز ذقنه عدة مرات
بالطبع اذا ماعرفوا اننا نخلط دم الغرباء بدقيق الفطير المقدس سيكون الامر وبالاً على حى اليهود باكمله
اتسعت عينيا شلومو من الرعب وهو يقول نعم نعم ..على ان اترك الان ..زوجتى حدفا تنتظر ..كان بودى ان تشرفنا على طعام العشاء..لكن اليوم سبت لا طبخ اليوم موشيه الحبيب
جذبه موشيه بعنف اكثر من ذراعه
هل تتذكر البرميل الابرى يا شلومو ..الذى كنا نعصر فيه الغرباء حتى نحصل على اكبر دم للفطير المقدس..اقسم بتوراة موسى ان اضحك فيه يا شلومو اذا خالفت اوامرى
هم شلومو بالكلام وقد سمره الرعب الا صوت موشيه كتم صوته
لا تغرك كلمة غرباء فقط للفطير فمن يضع يده فى جيوب بنى اسرائيل ويفلسهم يعتبرونه اغرب الغرباء
الصقه مرة اخرى بالحائط
انصت الى جيدا يا شلومو
حينما تنادينى خارج حى اليهود فاسمى موسى اللاوى ..اياك ثم اياك ان تذكر اسم موشية ..هل فهمت يا سليمان
هز شلومو رأسه عدة مرات وقد تملك الرعب منه

الامر الثانى يبدو انك ايها الاخرق اكتسبت ثقة بن الخطيب اريدك ان تجد فى كتابة الصكوك لجباية الاموال من التجار
همس شلومو لكنك تعرف انهم لا ييثقلون على التجار بالضرائب مخافة ان تخرب الاسواق وترتقع الاسعار
شدد موشيه قبضته اطع اوامرى دون نقاش واذا ما اعترض بن الخطيب سيكون عليك ان تشكوه
اشكوه
نعم تشكوه للخليفة
وسنعمل على صيغة الشكوى حتى يطرد بن الخطيب
كيف
دع الامر لى
والان انصرف مؤكد ان حدفا خالفت شرائع اليهود اليوم وطبخت لك طيرا سميناً
هرع شلومو فرحاً بالخلاص ليطرق بوابة حى اليهود تتبعه نظرات موشيه ..بينما خرجت فتاة تغطيت بالكامل برداء اسود
هم موشية بالانصراف الا ان قدمية لم تطاوعة فقد عرف فيها سارة ..التى مضت لا تلوى على شئ ولم تنتبه لوجوده
توقف بحيرة ثم قرر ان يتبعها..مضت بخطوات ضعيفة تستند على الجداران ..كادت تقع عدة مرات
فيدق قلب موشيه لهفة عليها..لم ينسى تلك المشاعر العنيفة التى تحركها سارة بداخله..طالما يشعر انها صنعت له شيئاً من السحر ..كان يعرف اين تتجه ففى نهاية هذا الطريق تقع بحيرة صغيرة تحفها الاشجار كان يلتقيها فيها سابقاً ..كان الظلام بدأ يحل على المدينة وقد خفف انتصاف الشهر القمرى منه الا حينما تمر سحابة فتحجبه وتحجب سارة عنه ولم يأخذ موشيه جواده اليوم اراد التنزه على قدميه فى يوم عطلته ..لعن حظه الغائر وهو يتبعها قلقاً..توقف وقد وصلت لحافة البحيرة ..رمت الرداء الذى يحجبها عنه ارضا ثم نزلت لمياه البحيرة
صرخ بعنف
سارة ماذا تفعلين
التفت له سارة بلوعة ولما تصدق عينيها وهو ينتزعها انتزاعاً من الماء ويلفها بالرداء
لاحظ تكور بطنها وهو يحملها..وضعها برفق..وهو يشبع بصره من وجهها وقد بلله الدمع ..مسح وجنتيها برفق وهى تشهق
هو عوفديا وحزفيال يشيران لبطنى ولا يطلقان عنى سوى جالبة العار
تنهد موشيه بحسرة سارة حبيبته تحمله طفله ولن يطلق عليه سوى طفل زنا..ضمها الى صدره وهو يختنق اه يا سارة
سمعت ان لك عشيقة جميلة جميلات قصر الخليفة
ضحك بخفة لا احد يضاهى سارتى
مسد بحنان شعرها ..لن اسمح لعفوديا وحزقيال بمسك بسوء فقط ذكريهم انك قابلتنى اليوم واطلبى اليهم زيارتى غدا فى ديوان الكمياء بصر الخليفة
غصت سارة الن تأتى للحى
سأتى حبيبتى فى عطير الفطير
ضحكت سارة انه الاسبوع القادم
ود لو ان الزمن توقف وهى تستند على صدره وتغفو ..كان قد مضى ساعتين على الغروب ايقظها موشيه بحنو ..ابتسمت لرؤيته وكانت تظن انها تحلم
اننى فى السادس ..يجئ طفلنا اوائل الخريف..ربت على بطنها المتكور ..سيكون جميلاً كأمه
قامت من جلستها وهو تزهو بجسدها..وتضحك هل انا حقاً جميلة.اجمل من جاريتك القشتالية
وقف بدوره وهو يضحك بل اجمل نساء العالم وعلينا ان نرحل يا جميلتى ..غصت الابتسامة من وجهها فربت على وجنتها
حينما وصلت لباب حى اليهود ودعته تظرة اخيرة ..نظرة حملت المها وضياعها ..حدجها الحارس بسخرية وتشفى لبطنها المتكور رفعت اصبعها فى وجهه ساخبر موشيه فحلت محل السخرية نظرة خوف
ما كاد موشيه يتخذه طريقاً عبر السوق ومنه للطريق المؤدى لقصر الخليفة حتى احاطت به عدة جياد..نظر بتوجس وهو رئيس الحراس المسمى طارق يترجل
موسى اللاوى ..حدجه بنظرة مزدرية
لقد كسرت يد صفوان ابن الخليفة ..اين جوادك..علينا الرحيل الان

ادرات لى ظهرها وهى تغادر ..لأين يا فيروز
قالت بحزن احكى لاحقاً..قلت باستسلام كنت اتمنى ان استمع لبقية قصة سارة ..جاء صوتها باكياً اية سارة فى قصتنا اكثر من سارة ثم تلاشت واختفت