عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 09:55 PM
المشاركة 18
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وقبل أن تصل إلى البصرة لقيها رسولان أرسلهما عثمان بن حُنيف - والي البصرة من قبل الخليفة علي - وهما الصحابي الجليل عمران بن الحصين

والتابعي أبو الأسود الدؤلي , فاستأذنا عليها , فأذنت لهما , فدخلا وسلّما عليها , وسألاها عما جاءت إليه , فذكرت لهما ما الذي جاءت له من القيام

بطلب دم عثمان , لأنه قُتل مظلوما ً في شهر ٍ حرام وبلد ٍ حرام ٍ , وتلت قول الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ

أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)) النساء .

فخرجا من عندها إلى طلحة بن عبيدالله , رضي الله عنه , فقالا له : ما أقدمك ؟ فقال : الطلب بدم عثمان , فقالا : ما بايعت عليا ً ؟ قال : بلى

ولا أستقبله إن هو لم يخل بيننا وبين قتلة عثمان . فذهبا إلى الزبير بن العوام رضي الله عنه , فقال مثل ذلك .

فرجع عمران بن الحصين , وأبو الأسود إلى عثمان بن حنيف فأخبراه , فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون , دارت رحى الإسلام ورب الكعبة فانظروا

بأي زيفان نزيف مشيرا ً إلى حديث عبدالله بن مسعود مرفوعا ً : ( تدور رحا الإسلام لخمس وثلاثين ) . فقال عمران بن الحصين : إي والله

لتعركنكم عركا ً طويلا ً .

قال عثمان بن حنيف لعمران بن الحصين : أشر علي .

قال عمران : اعتزل , فإني قاعد في منزلي .

قال عثمان : بل أمنعهم حتى يأتي أمير المؤمنين , فنادى في الناس يأمرهم بلبس السلاح والاجتماع في المسجد , فاجتمعوا , فأمرهم بالتجهّز .

فقام رجل وعثمان على المنبر , فقال : أيها الناس , إن كان هؤلاء القوم جاءوا خائفين فقد جاءوا من بلد ٍ يأمن فيه الطير , وإن كانوا

جاءوا يطلبون بدم عثمان فما نحن بقتلته , فأطيعوني وردّوهم من حيث جاءوا , فقام الأسود بن سريع السعدي , فقال : إنما جاءوا

يستعينون بنا على قتلة عثمان منا ومن غيرنا , فحصبه الناس , فعلم عثمان بن حنيف أن لقتلة عثمان أنصارا ً في البصرة , فكره ذلك .