عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2010, 10:10 PM
المشاركة 19
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


قدمت عائشة , رضي الله عنها , ومن معها من الناس فنزلوا أعلى المِرْبدَ قريبا ً من البصرة .

وخرج أليها من أراد أن يكون معها من أهل البصرة . وخرج عثمان بن حنيف بالجيش فاجتمعوا بالمربد , فتكلم طلحة بن عبيد الله

وكان على الميمنة , فندب إلى الأخذ بالثأر لعثمان بن عفان , والطلب بدمه , وتابعه الزبير بن العوام رضي الله عنه فتكلم بمثل مقالته

فرد ّ عليهما أُناس من جيش عثمان بن حنيف , وتكلمت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , فحرضّت وحثّت على القتال , فتناور

طوائف من أطراف الجيش فتراموا بالحجارة , ثم تحاجز الناس , ورجع كل فريق إلى حوزته , وقد صارت طائفة من جيش عثمان بن حنيف

إلى جيش عائشة رضي الله عنها , فكثروا .

وجاء حارثة بن قدامة السعدي , فقال : يا أم المؤمنين ! والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل عرضة ً للسلاح

إن كنت أتيتينا طائعة ً فارجعي من حيث جئت إلى منزلك , وإن كنت أتيتينا مكرهة ً فاستعيني بالناس في الرجوع .

وأقبل حكيم بن جبلة - وكان على خيل عثمان بن حنيف - فأنشب القتال , وكان أصحاب عائشة رضي الله عنها , يكفّون أيديهم

ويمتنعون عن القتال , وجعل حكيم بن جبلة يقتحم عليهم , فاقتتلوا , وأمرت عائشة رضي الله عنها , أصحابها فتيامنوا حتى انتهوا إلى مقبرة

بني مازن , وحجز الليل بينهم , فلما كانوا اليوم الثاني قصدوا للقتال , فاقتتلوا قتالا ً شديدا ً حتى زال النهار , وقُتل خلق كثير من أصحاب عثمان بن حنيف

وكثرت الجراح في الفريقين .

انقسم أهل البصرة لما سمعوا بقدوم عائشة رضي الله عنها , ثلاث فرق : جماعة حبّذت خروج عائشة رضي الله عنها وانضمت إليها

وجماعة بقيت على ولائها لوالي البصرة عثمان بن حنيف , وأنكرت على عائشة رضي الله عنها , خروجها ,

وجماعة اعتزلت الجماعتين .