عرض مشاركة واحدة
قديم 01-11-2015, 04:43 PM
المشاركة 17
عمرو مصطفى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كتبت في الجملة الأولى كمبادئ عامة و فسرتها في الجملة الثانية كمنهاج نظري ، ولعلك تعرف الفرق بين النظري والتطبيقي ، فلا يكفي مثلا أن تقول أنا مؤمن إذا غاب الإيمان في السلوك . هكذا المسلمون اليوم ، واقعهم مهما دافعت عنه يبقى رمزا متميزا للتخلف . هناك قول للمفكر محمد عبده في هذا الموضوع : في الغرب إسلام بلا مسلمين ، و في بلادنا مسلمين بلا إسلام .


أيضاً سأقول لك هذا الكلام ينتقص من قدر الإسلام .. فكيف يكون الإسلام مجرد منهج نظري يترك تطبيقه لأهواء البشر .. أو يحتاج إلى الثقافة الغربية كي نحسن تطبيقه عملياً !.. هذا كلام يضحك الثكلى يا عزيزي .
هل تعرف تعريف الإيمان كما هو عند أهل السنة ؟
قول وعمل ونية .. قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح .. فالإيمان لا يكون إيمان إلا بالعمل .. فكيف يكون الإسلام
دين نظري وليس عملي؟
كلامك مازال فيه تعميم معيب .. بسبب المنظار الغربي الاستشراقي
الذي تضعه على عينيك .. المسلمون اليوم واقعهم يبقى رمزاً للتخلف
كل المسلمين! .. لايوجد مسلم قائم بدين الله على منهاج النبوة ؟!..
لايوجد مسلم ليس بمتخلف؟!.. كل ما سبق مخالف للسنن والأثار عن النبي صلى الله عليه وسلم ..وقد ذكرت لك نحواً منها في الرد السابق ..
أما استدلالك بالـ(مفكر) محمد عبده فجيد أنك سميته مفكراً .. وبما أننا كلنا ذوي عقول فكلنا مفكرين وكلنا نتكلم في أي شيءفي الدين..
إلا التخصصات العلمية الدنيوية كالطب والهندسة !.. فالكلام فيه دون تخصص ودون دراسة جماعية خاضعة لمؤسسات هو عين التخلف! ألا يذكرك هذا بشيء ما ؟!
العبارة التي نقلتها أنت وتتناقلها الألسن دون وعي .. هل فكرت فيها جيداً .. كيف يكون هناك إسلام بلا مسلمين ومسلمين بلا إسلام ..
ستقول لي أنه يقصد تطبيق الغرب العملي للإسلام النظري ..أقول لك
هذا غير واقعي وغير صحيح .. الإسلام لا يفصل بين العمل والاعتقاد .. لايوجد مسلم يعتقد ولا يعمل ولا يوجد مسلم يعمل ولا يعتقد ..
تبقى الأمور المشتركة التي قد تصدر من بوذي أو عابد قرد .. الصدق والوفاء بالوعد والجدية في العمل .. وهذا عند المسلم يكون وازعه تقوى الله وعند غير المسلم يكون وازعه المصلحة الدنيوية أو
تقوى غير الله .. تقوى القرد الذي يعبده من دون الله ..
وهل ما سبق هو الإسلام .. الصدق والوفاء بالعهد والجدية في العمل
كل ما سبق أخلاق يجب على المسلم أن يتصف بها .. لكن لو اتصف بها غير مسلم هل نقول هذا صار إسلاماً .. بل نقول فيه شبه بأخلاق المسلمين ..
لو كان المتكلم ضابطاً لما يقول .. لقال رأيت في الغرب أخلاق إسلامية بلا مسلمين .. ورأيت في بلادي مسلمين بلا أخلاق إسلامية..
هكذا ينضبط الكلام .. فليس كل المسلمين بلا أخلاق إسلامية..
لكن لعل صديق اللورد كرومر كان يرمي إلى شيء أخر بعيد..
ناهيك عن أن الفساد في الغرب قد فسد .. فلا تحدثني عن الوهم والسراب الذي عاد به من عاد من خارج بعد أن تمت( قرطسته ).

الحياة الكريمة ، يؤسس لها الأشخاص في تصرفاتهم و هي مرتبطة باجتهاداتهم في سبل الرقي بها ، و لا تقولني ما لم أقله ولا تخلط كثيرا بين الإسلام و بين تصرفات المسلمين .
قل لي بربك .. ما هو دور الدين في الحياة إذن .. ؟
وما هو تعريف الحياة الكريمة ؟.. وهل الإسلام لم يخبرك كيف تحيا حياة كريمة ولم يطبق الرسول والصحابة عملياً معنى الحياة الكريمة؟
السبب في ذلك التعميم ..هو خلطك بين الأمور الشرعية والأمور الدنيوية التي قاعدتها الشرعية أنتم أعلم بشؤن دنياكم ..
وأنا لا أقولك مالم تقله .. فرق بين القول ولازم القول .. وأنا لا أخلط بين الإسلام وتصرفات المسلمين.. كلامك مسطور وواضح والرد عليه واضح أيضاً..

أسأل الله العفو و التوبة والمغفرة ، من كل الذنوب والخطايا ، و هذا على الأقل ينفي عني الأنانية المفرطة ، عندما اخترت لفظ الأنانية فقد اخترت لفظا مخففا ، لأن الأنا يستعملها الجميع ، بل الأنانية في بعض المواقع هي تعبير عن قوة الشخصية و الإيمان بالذات ما لم تتحول إلى احتقار الناس أو منعهم حقا من حقوقهم الأساسية ، و لم أصف العلماء بصفة مطلقة الشر . و بينت العلّة عندما قلت أنهم لا يقولون لا أعلم وكان أغلب جواب الإمام مالك رضي الله عنه لا أعلم . ، وهنا كل من يقول فيهم لا أعلم استثنيته عند تقديم العلة ، رغم ذلك فأنا أتنازل عن لفظ التعميم . لأقول جلّ العلماء .


أسأل الله ان يتقبل مني ومنك صالح الأعمال ..
ولا داعي لصرف اللفظ عن ظاهره في السياق.. فالمدح قد يكون ذماً بحسب السياق.. وهذا معروف عند العرب..
والإمام مالك كان يجيب بلا أعلم أحياناً كثيرة .. وليس جل إجاباته..
وكذلك على دربه سار العلماء من بعده إلى يومنا هذا .. هناك كلمة مشتهرة على لسان الشيخ الألباني رحمه الله كان يجيب كثيراً على الفتاوى بقوله : نصف العلم ..لا أدري.. أى أن قولك: لا أدري تحوز بها نصف العلم ..
وأنا أريحك فمن وصفت لا ينطبق عليهم وصف عالم أصلاً ..
فالعالم الشرعي ليس بكثرة الروايات والإجازات الشرعية بل العالم الحقيقي هو المتبع للأثار والسنن.. الذي يعلم ويعمل ويدعو الناس للعلم النافع والعمل الصالح .. وهذا موجود في كلام السلف رحمهم الله
فنحن في زمان قل أن تجد عالم .. بل حتى طلاب العلم على منهاج النبوة هم قلة ..

يا سبحان الله ، أنا لا أنظر إلى الأمور بمنظور غربي ، ولا أنكر ماهو معلوم في الدين ، و لكن لا أرى مانعا في أخذ ما هو نافع في الثقافة الغربية و الإبداع الإنساني ، وما يضيرك لو منع الدعاة من الإفتاء ما لم تستند فتواتهم إلى دراسات علمية ، و ما المانع من تقنين الفتوى ، فهل أنا ألغيت الفتوى ، ما الذي يمنع أن يكون العالم تابعا لمؤسسة بدل التغريد خارج السرب أو التستر بجلباب العلم و تنفيد أجندة خفية .

المشكلة كما قلت .. أنك لا تدرك أن الثقافة لا تنفصل عن الدين ..
وأنا أدندن معك منذ بدا الحوار حول هذا ولعلك لم تنتبه ..
وما يضيرك لو قلت نأخذ من القوم ما به نتقدم في الأمور الدنيوية
وقد سبقونا إليه ولا نكتفي بالاستهلاك بل نطور ونبتكر.. لكنك مصر على لفظة (ثقافة).
ومسألة الفتوى .. لابد أن تفرق هل الفتوى في أمر شرعي ورد فيه نص .. مثل أمور العقائد وعلوم الفرائض والمعلوم من الدين بالضرورة ؟..
أم في أمر حادث يحتاج لاجتهاد لمعرفة حكمه الشرعي ..؟
الثاني لاشك يحتاج فيه العالم للبحث والدراسة والتصور وسؤال أهل التخصص كل بحسبه .. مثلاً حكم التدخين .. لم يفتي العلماء بحرمته
إلا بعد التأكد من ضرره الطبي والمادي الغالب على ما فيه من مصلحه.. فصار الحكم في المسائل الحادثة التي ليس فيها نص بعينها مبني على التصور الصحيح لها ثم إدراجها تحت نص عام فتأخذ الحكم العام .. سواء بالتحليل أو التحريم ..
فلا يجوز الخلط بين الحالتين فنصير لبحث مسائل ورد فيها نص وحكم شرعي ونعيد الحكم عليها من جديد .. وهذا هو العبث بالثوابت.

أين اكتشفت التناقض ، أنا لا أدعي الإفتاء ، و لا أقول إلا رأيا يحتمل الصواب والخطأ و لا ألزم به أحدا ، و هذا حق من الحقوق الأساسية للإنسان .

أعرف أنك لا تدعي الإفتاء لكنك وقعت في الإفتاء دون أن تدري
وقولك أن هذا مجرد رأي .. تنسف وجود العلماء القادرين على الفتيا وتقول مجرد رأي .. وأنه حق من حقوق الإنسان .. من أين أتيت بهذا الحق .. من عند الله .. أم من الأمم المتحدة ؟!
لو قلت هذا الرأي في الطب لقامت الدنيا ولم تقعد لكن العلم الشرعي مستباح.. كل يقول رأيه وكأنها مبارة كرة قدم .. حتى كرة القدم لها محللين متخصصين ..

الفتوى هي توقيع حكم شرعي نيابة عن الله

هذا تعريف الفتوى الشرعية .. ومن قال أن الفتوى المجردة عن الإضافة لا تكون إلا في الشرع.. هل تعتقد أن كلامك الذي انتقدته عليك له علاقة بالشرع ..
أنا قلت أنك نفيت وجود من يقوم بالفتيا الشرعية بفتوة منك .. ولم أنسبها للشرع لتعرف مقصدي ..

ليست مجرد رأي بل هي قانون ملزم لا يقوم به خارج المؤسسة التشريعية و مؤسسات الإفتاء الرسمية غير العلماء .


هذا الكلام غير منضبط وغير دقيق.. ليست كل فتوى شرعية تكون ملزمة فهناك فتاوى كثيرة لعلماء في مسائل لم يلزموا بها أحد لوجود الخلاف السائغ في حكم تلك المسألة بل كل يعمل بما ترجح له من الأدلة الشرعية .. وما المذاهب الأربعة إلا نتاج الاختلاف في الفتوى
في الأمور الفقهية .. ولا يلزم مسلم التقيد بالفتوى إلا في حالتين .. أن يكون الدليل مع تلك الفتوى فلا ترد .. أو يكون المذهب الرسمي للدولة ملتزم بتلك الفتوى ويلزم به الرعية .. ويحكم به القضاة الشرعيين في مسائل النزاع .. أما عموم الفتوى فلو سألت عالم فأفتاك بغير دليل شرعي فلا يجب عليك أن تلتزمها .. إلا عند الضرورة كما بينه المحققون ..
ولعلك تقصد القضاء بما ذهبت إليه..
القضاء الشرعي هو صاحب الحكم الملزم وليس مجرد الفتوى ..
والإنسان لن يلجا للقضاء من أجل فتوى في مسألة فقهية ..
الأمور الشرعية أكثر دقة مما تتصور..

هناك نوازل يفتي فيها العلماء دون القيام بدراسات


هذا يتوقف على نوع النازلة .. وطبيعة الدراسة .. فليس كل نازلة
تحتاج لدراسة كما تقول .. ولو عرفت شروط المجتهد في النوازل
لأصابك العجب من شدة القيود التي وضعت للمجتهد ..
ولعرفت أن المجتهد لابد أن يعرف الواقع الذي ينزل عليه الحكم
ولعرفت أنه بعد كل ذلك إما أن يصيب أجراً أو أجرين .. ومن أفتى في نازلة بدون ضوابط شرعية فهو أثم ..

هناك من أفتى بتزويج القاصرات



وهل تزويج القاصرات بمصطلحك أمر نازل .. يحتاج لاجتهاد ..
ومامعنى قاصر في الشرع .. مازلت تخلط ..

هناك من يفتي بالإخراج من الملة

التكفير حكم شرعي له ضوابط شرعية إذا توفرت في المعين
حكم به أهل التخصص في هذا الشأن .. فلو كانت فتوى من عالم
فهى غير ملزمة إلا بالضوابط التي ذكرت .. ولو كانت من هيئة قضائية فهي ملزمة وتترتب عليها أحكام أخرى يقوم بتنفيذها الحكام ..

هناك من أفتى بمقاطعات إقتصادية

هذه فتاوى جماعات حزبية وليست بفتوى عالم مجتهد مثل الألباني
وابن باز وغيرهم .. فالمجتهدين ستجدهم قد حسموا تلك المسائل أن مردها لولي الأمر فهو الذي يقدر الخسائر والمكاسب من تلك المقاطعات ولا تقوم بها أفراد وجماعات فهي افتئات على ولي الأمر.
وأن هذه من الأفكار الدخيلة على بلاد الإسلام وليست من منهاج المسلم ..

هناك من أفتى بتحريم العمل في بلاد المهجر " دار الكفر" هناك و هناك ، وكلها فتاوى لا تستند إلى دراسات علمية تجيزها بل مجرد رأي يبنيه العالم وفق فهم خاص لأمور تكبر علمه . مما جعل الفتوى تصبح محط استهزاء و يصبح لقب العالم محط شبهة .

مرة أخرة تخلط بين المسائل القديمة التي أدلى فيها العلماء بدلوهم
ثم تجعلها مع النوازل الحادثة.. مسألة الإقامة في ديار الكفر عد إليها في كتب أهل العلم.. وفرق بينها وبين السفر المؤقت لقضاء الحاجات..
وليس العيب في العلماء بل العيب فيمن تسوروا العلم من غير بابه
وشوهوا الدين في نظر العوام .. وتلقف هذا التغريبيون وبدلاً من أن
يوجهوا النقد لهؤلاء المتسلقين .. بدأو في الحط على ثوابت الدين ووصم الجميع بالجهل .. بعضهم فعلها عن جهل بسبب فيروس التغريب وبعضهم مغرض..

عندما تخرج فتوى تمنع حق الإضراب عن العمل و تجعلها بدعة شيوعية و فكرا غربيا ، و ترى في النقابات المهنية المدافعة عن العمال مجرد منظمة شيطانية وعيد العمال مجرد طقس جاهلي ، فنحن أمام ردة عن الحاضر..


بما أن الأصول عندك غير واضحة فلاشك سيترتب عليها عدم استيعاب لما قد يتفرع عنها .. فأنت لا تدري لماذا يحرم العلماء زيادة أعياد من عند أنفسنا ولا لماذا يمنع الإضراب في ديننا (الإضرار على الحقيقة).. فالمسألة ليست نازلة في أمر دنيوي بحت .. الأمر متعلق بالاعتقاد يا أخي الكريم .. فبدلاً من الكلام في التفريعات نردك إلى الأصل الأصيل الذي يريحك .. عد لكتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) ومضمونه واضح من اسمه .. كذلك راجع ما كتب في البدع والسنن كذلك السنن التركية ..
ونصحية عامة لك .. عد لكتابات الشيخ العلامة الأديب محمود شاكر
أباطيل وأسمار .. ورسالة في الطريق لثقافتنا .. عد لكتابات الأستاذ
محمد جلال كشك .. الغزو الفكري ..ودخلت الخيل الأزهر..
لتطلع على جزء مهم من المعركة الطويلة المريرة معركة الغزو الفكري للأمة بعد فشل الغزو العسكري لها ..
عد لثقافتك الإسلامية الوطنية وضع أول قدميك على الطريق الصحيح.. بعد خلع المنظار الغربي طبعاً !
والله أسأل أن يهديني وإياك لصراطه المستقيم .. وأن يجعل ما نكتبه هنا خالصاً لوجهه .. فالإخلاص عزيز .. والذي لا يخلص يتعثر..