عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2015, 10:27 PM
المشاركة 18
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل العاشر
__________

تركه البنهاوي في خلوته دون إلحاح عليه، حتى يستعيد قوة هالته، ويرد نفسه، ويتخلص من آثارالصراعات التي واجهها في أول مرة له. ثم رتب البنهاوي مع عميد الكلية إجازة مفتوحة له ولعبد الباسط، وذهب إليه حيث أبلغه أنه جاهز لبدء مهمته. بادره بطرق الموضوع مباشرة..
- دعنا الآن لا نضيع الوقت، فالشر ينتشر ويجب مواجهته
والسيطرة عليه..
- وكيف؟..
- ألم يقل لك أبيك كيف؟..
- سبق وقلت إنه لم تمهله ساعته وقضاء الله وقدره..
- يا الله..وكيف سيواجه فتي غر مثلك أمير من أمراء الظلام الأسود؟!..
- ثق بالله.. هذا ما قاله لى أبي..وكرره على مسامعي..
- ونعم بالله نصيرا.. قل لي، ماذا أنت حافظ من القرآن؟
- كله..
- فليكن سلاحك هو القرآن.. وستقرأ سورة الأعراف والكرسي..
- بل سورة البقرة.
- ولما سورة البقرة، وليست سورة الأعراف، والتي ذكر فيها الله قصة إبليس ورفضه أن يسجد لآدم، عندما أمره الله..
بسم الله الرحمن الرحيم..
"وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ"
صدق الله العظيم..
هذه الآيات يذكر فيها كفره وعصيانه لأمر الله، وغضب الله عليه، وطرده من جنته..
- نعم، ولكني سمعت من أبي هذا الحديث عن أشرف الخلق..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لَا تَجعَلُوا بُيُوتَكُم مَقَابِرَ ، إِنَّ الشَّيطَانَ يَنفِرُ مِنَ البَيتِ الذِي تُقرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ )
- فتح الله عليك يا بني..إذًا هيا بنا، فأمامنا سفر طويل..
- سفر!.. إلى أين؟
- إلى بطن الصعيد، في وادٍ يسمى وادي الجن. فقد وجد غايته في جسد هذه المرأة المسكينة، التي تحملت تلبسه لقوة جسدها. إنه يحتاج لاتصال مادي حتى يستطيع أن يحرك الأشياء ويحرق ويدمر.. مهمتك أن تطرده من جسد تلك المرأة كي يغادر الأرض.
دخلت أمه حاملة بيدها حقيبة جلدية، وضعت بها بعض ملابسه..
وبدأت رحلتهم ومهمتهم المقدسة..