عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2015, 10:32 PM
المشاركة 19
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الفصل الحادى عشر
_____________

توقع البنهاوي العراقيل التي سيضعها الملعون وهم في طريقهم إليه، عن طريق مريديه من الجن والأنس.. بالفعل بدأت بتعطل سيارتهما، وعدم استجابة جميع سيارات الأجرة لتوصيلهما لمحطة القطار.
لكن الله لم يتخل عنهما، وسخر لهم عبدًا من عبيده ليعاونهم، فوقفت لهما سيارة ملاكي، دعاهما صاحبها لتوصيلهما. في الطريق إلى محطة القطار، سأله عبد الباسط..
- أشكرك سيدي، ولكن.. ما الذي جعلك تتوقف وتضيع وقتك لتوصيلنا، وأنت لا تعرفنا؟
صمت الرجل قليلا وكالمغيب..
- لا أدري.. هذا ليس بطريق عودتي للمنزل، وهذه أول مرة أصطحب فيها غرباء لا أعرفهم في سيارتي
هتف البنهاوي في وجه عبدالباسط عاليا، فارتعد جسده..
- الله أكبر..إن كيد الشيطان كان ضعيفا.. ألم أقل لك ثق بالله.
خلال سفرهم الطويل بالقطار، سرد البنهاوي قصته مع الملعون وما فعله من طرق لطرده، من ترديد الأذان في أذن الفتاة، لأن الشيطان إذا سمع الآذان خرج إلى العراء.. ومن رش مياه على فتاة سبق قراءة القرآن عليها..وخنقها وضربها ودهن ثلاثة وثلاثين موضعا من جسدها بالمسك.. حتى جلدها بالسوط.. كل هذه الوسائل فشلت في إخراجه وطرده، رغم تجربتها على الجن والأرواح الشريرة، وقدرتها المذهلة على طردهم. لكن هذا الملعون تحميه هالته السوداء القوية، فهالته السوداء تلك التي ورثها عن أبيه الملعون إبليس، من القوة لكيلا تتأثر بمثل هذه الطرق المعتادة.
- لذلك يا بني وهبك الله هذه الهالة، لتستطيع مواجهته، وطرده من أرض الله التى عاث فيها فسادا وفجرا وفسوقا..
في تردد، كشف عبدالباسط ما داخله من خوف، بعد ما سمعه منه
- لقد فعلت يا سيدي كل شيء كنت أنوي فعله في مواجهته وفشلت؛ فكيف أنجح أنا؟
قبل جبهته في تقدير واحترام..
- يجب أن تعلم يا بني أن الشيطان مثل الكلب، يهاجمك حين يشعر بخوفك.. فثق بالله واقتل الخوف بداخلك..