عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
0

المشاهدات
5385
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
3,710

+التقييم
0.74

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
05-17-2015, 12:53 AM
المشاركة 1
05-17-2015, 12:53 AM
المشاركة 1
افتراضي تحليل قصة قصيرة للاستاذ سمير الجندي بقلم: عبد المجيد جابر
النص:
"وقفت أمام الباب. لم أطرقه. تفصلني عنه خطوة. وقفت أنتظر كما كنت أفعل ذاك الزمان.
كنا نسمي تلك الغرفة القابعة أسفل الدرج في بيت القواس، في حوش الشاويش: "الفيلا". كانت غرفة صغيرة كنا نرصّ أجسادنا فيها رصًّا.
دارت السنون برأسي المثقل بالشيب. تذكرت جلساتنا الرباعية، هشام وعدنان وإسحق وأنا، وأحيانًا صلاح وزيدان كانا يأتيان.
كانت شروق، والدة هشام، بل والدتنا جميعًا، تحبنا، وتداعبنا بكلامها المعسول والمعطر بزهر الورد المقدسي. تسألني: "كيف أمك؟" فأقول لها: "بخير يا خالتي". ثم تسترسل قائلة : "أمه، لا يوجد مثيل لها على وجه الأرض، لقد عوضها الله عن فقدان نعمة البصر، فهي امرأة معدلة، صبورة، بيتها نظيف، وطبخها شهيّ، متعلمة، وخلوقة، وحافظة للقرآن، وأولادها أرتب أولاد".
دمعت عيناي. تركت المكان قاصدًا قبر أمي لأحتضن رائحتها الطيبة. (درج الطابونة ص25،24)
التحليل وجمالية المكان:
ويشكل المكان في النص صورة تعكس وعي المؤلف للعالم، ولذلك نلحظ في قصصه حضوراً خاصاً للمكان ولاسيما في مرحلة الطفولة،
والبعد الدلالي الذي يؤديه المكان في قصصه، يظهر بجلاء ووضوح في مشاهد وصف المكان التي تشكل وثائق تعكس واقع شعب فقد بيته وأمنه كان ينتمي السارد إليه، ووصف الدار والخلان والأصحاب يدل بوضوح على مأساة هذه الطبقة العربية الفقيرة التي أجبرت على ترك منازلها.
وهذا لا يعني بحال من الأحوال أن وصف المكان لا ينطوي على دور جمالي تزييني أخاذ، وبذلك تمتزج وظائف المكان لتؤدي أكثر من دور بآن.
وقد تحولت الغرفة هنا من الحقيقة المجردة إلى الرمز المليء بالايحاءات، بعد أن أصبحت جزءاً هاماً من حياة سمير، لم تعد الغرفة التي يعرفها الجميع بمعناها العادي المجرد، بل تعدت هذا لتحمل مشاعر الحب والصداقة المسلوبة بقوة الغاصب، هي ذكريات غرفة سلب المحتل ألفتها وأهلها وخلانها وشتت شملهم، وهي رمز لوطن ضاع وأمن افتقد.