عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2010, 02:39 PM
المشاركة 17
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


قال ابن اسحاق : وحدثني يحي بن عبّاد بن عبدالله بن الزبير , عن أبيه عباد , عن عائشة رضي الله عنها قالت :

لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء بن العاص بن الربيع بمال ٍ , وبعثت فيه بقلادة ٍ

لها كانت خديجة - رضي الله عنها - أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها , قالت : فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم , رق َّ لها

رقة شديدة , وقال : ( إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها , وتردّوا عليها مالها , فافعلوا ) , فقالوا : نعم يا رسول الله .

فأطلقوه وردّوا عليها الذي لها .

قال : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ عليه , أو وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يُخلّي سبيل زينب إليه

أو كان فيما شرط عليه في إطلاقة , ولم يظهر ذلك منه ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيُعلم ما هو , إلا أنه لما خرج أبو العاص إلى مكة

وخلِّي سبيله , بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة ورجلا ً من الأنصار مكانه , فقال : ( كونا ببطن يأجج حتى تمرّ بكما زينب

فتصحباها حتى تأتياني بها ) . فخرجا مكانهما , وذلك بعد بدر ٍ بشهر أو قريب منه , فلما قدم أبو العاص مكة أمرها باللحوق بأبيها , فخرجت تجهّز .

وقالت زينب - رضي الله عنها - بينما أنا بمكة للحوق بأبي لقيتني هند بنت عُتبة , فقالت : يا بنت محمد , ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟

قالت : قلت ُ أردت ذلك , فقالت : أي ابنة عمي , لا تفعلي , إن كانت لك حاجة بمتاع ٍ مما يرفُق بك في سفرك , أو بمال ٍ تتلبغين به إلى أبيك

فإن عندي حاجتك فلا تستحي مني , فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت : والله ما أراها قالت إلا تفعل , قالت : ولكني خِفتها ,

فأنكرت أن أكون أريد ذلك وتجهّزت .

فلما فرغت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , من جهازها قدّم لها حموها كنانة بن الربيع بعيرا ً , فركبته , وأخذ قوسه وكنانته , ثم خرج بها

نهارا ً من قريش ٍ , فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بـ ( ذي طوى ) فكان أول من سبق إليها هبّار بن الأسود بن المطلب , والفهري

فروّعها هبّار بالرمح وهي في هودجها , وكانت المرأة حاملا ً - فيما يزعمون - فلما رِيعت طرحت ذا بطنها , وبرك حموها ( كنانة )

ونثر كنانته , ثم قال : والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما ً , فتكركر الناس عنه .

وأتى أبو سفيان حتى وقف عليه , فقال : إنك لم تُصب , خرجت بالمرأة على رؤوس الناس علانية ً , وقد عرفت مصيبتنا

ونكبتنا , وما دخل علينا من محمد ٍ , فيظن الناس إذا خرجت بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا , إن ذلك عن

ذل ٍّ أصابنا عن مصيبتنا التي كانت , وإن ذلك منا ضعف ووهن , ولعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ٍ

وما لنا من ذلك من ثؤرة , ولكن ارجع بالمرأة , حتى إذا هدأت الأصوات , وتحدّث الناس أن قد رددناها , فسلِّها سرّا ً , وألحقها بأبيها

قال : ففعل , فأقامت ليالي , حتى إذا هدأت الأصوات خرج بها ليلا ً حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه , فقدِما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله , قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرّية أنا فيها , فقال لنا : ( إذا ظفرتم بهبّار بن الأسود , أو الرجل الذي سبق معه

إلى زينب فحرّقوهما بالنار ) . قال : فلما كان الغد بعث إلينا فقال : ( إني كنت أمرتكم بتحريق هذين الرجلين إن أخذتموهما , ثم رأيت أنه لا ينبغي

لأحد ٍ أن يعذب بالنار إلا الله , فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما ) .