عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2010, 03:06 PM
المشاركة 18
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


قال ابن اسحاق : وأقام الربيع أبو العاص بن الربيع بمكة , وأقامت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة

حين فرّق بينهما الإسلام , حتى إذا كان قبيل الفتح , خرج أبو العاص تاجرا ً إلى الشام , وكان رجلا ً مأمونا ً , بمال ٍ له

وأموال لرجال من قريش , أبضعوها معه , فلما فرغ من تجارته , وأقبل قافلا ً , لقيته سرّية لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فأصابوا ما معه , وأعجزهم هاربا ً , فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله , أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله -

صلى الله عليه وسلم - فاستجار بها , فأجارته , وجاء في طلب ماله , فلما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبّر وكبّر الناس معه

لصلاة الفجر , صرخت زينب من صُفّة النساء : أيها الناس , إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع .

قال : فلما سلّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصلاة أقبل على الناس فقال : ( أيها الناس , هل سمعتم ما سمعت ؟ ) قالوا :

نعم , قال : ( أما والذي نفس محمد ٍ بيده , ما علمت بشيء ٍ من ذلك حتى سمعت ما سمعتم , إنه يُجير على المسلمين أدناهم ) .

ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم , فدخل على ابنته , فقال : ( أي بنية , أكرمي مثواه , ولا يَخْلُصن َّ إليك , فإنك لا تحلّين له ) .

ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص , فقال لهم : ( إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم ,

وقد أصبتم له مالا ً , تُحسنوا وتردّوا عليه الذي له , فإنا نُحب ذلك , وإن أبيتم فيء الله الذي أفاء عليكم , فأنتم أحق به ) .

فقالوا : يا رسول الله , بل نرده عليه , فردّوه عليه . حتى إن الرجل ليأتي بالدلو , ويأتي الرجل بالشَّنَّة والإدواة , حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ

حتى ردوا عليه ماله بأسره , لا يفقد منه شيئا ً , ثم احتمل إلى مكة , فأدّى إلى كل ذي مال ٍ من قريش ماله , ومن كان أبضع معه , ثم قال :

يا معشر قريش , هل بقي لأحد ٍ منكم عندي مال له يأخذه , قالوا : لا , فجزاك الله خيرا ً , فقد وجدناك وفيا ً كريما ً , قال : فأنا

أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا ً عبده ورسوله , والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوّف إن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم , فلما

أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت , ثم خرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( تاريخ الطبري )

ورد ّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , زينب , على النكاح الأول لم يُحدِث شيئا ً بعد ست سنين .

قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة : أن أبا العاص بن الربيع لما قدم من الشام ومعه أموال المشركين , قيل له : هل لك أن تُسلم وتأخذ

هذه الأموال , فإنها أموال المشركين ؟ قال أبو العاص : بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي .

وهكذا أسلم أبو العاص بن الربيع , وعادت إليه زوجته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أنجبت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن خالتها أبي العاص بن الربيع ولدا ً اسمه ( علي ) مات صغيرا ً .

وأنجبت بنتا ً اسمها ( أُمامة ) تزوّجها علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بعد وفاة خالتها فاطمة ( الزهراء ) سنة 11 هـ

حيث توفيت فاطمة - رضي الله عنها - بعد وفاة أبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر .

توفيت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثامنة للهجرة ( 630 م )