عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
2745
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
10-15-2015, 06:56 AM
المشاركة 1
10-15-2015, 06:56 AM
المشاركة 1
افتراضي نعمـة التنـوع و نعمـة التغيـر و التبـدل
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : إن من نِعَم الله علينا نعمة التنوع , التنوع في كل شيء , في الجمادات و السوائل و الغازات , في الجراثيم و الطفيليات و المجهريات , في الطيور و المخلوقات البرية و البحرية , في اللغات و طريقة العيش , في الشكل و اللون , في الروائح و الأصوات , في الإنسان نفسه , مزاجه و صحته و حالته , و في أشياء كثيرة لا يحصيها إلا الله عزوجل .
أخي المسلم : هذه النعمة هي نعمة عظيمة جليلة , تحلو الحياة بها و تتكامل , تسعدك من حيث لا تشعر , تلفك منذ أن تستيقظ و حتى تنام , بل إنها كثيراً ما ترافقك في نومك , ترى منها المئات , في عملك , في ذهابك و إيابك , تراها و تسمعها , تشمها و تحسها , لا تتكرر ساعتك معها , فساعتك هذه ليست كساعتك قبل قليل و ليست كساعتك بعدها , و كيف لا و الأشياء التي تحيط بك كثيرة جداً تجعل لحياتك كل ثانية طعماً جديداً و لوناً مختلفاً , منغصات و مفرحات , أشياء جميلة و غيرها قبيحة , كلها لها دور في حياتك لتصبح أجمل و أسعد , تماماً كما الملح و السكر , و نعمة التبدل و التغير شكل خاص من أشكال نعمة التنوع , فالإنسان على سبيل المثال يكون طفلاً فشاباً فشيخاً , تغير و تبدل فتنوعت حياته , و نعمة التغير و التبدل تكتسب خاصيتها عندما يكون التغير و التبدل نحو الأفضل , و لأن كل ما يأتي من الله هو الأفضل فكل تغيير و تبديل من الله للإنسان هو نعمة تستحق الشكر .
أخي المسلم : برغم كل التنوع حولنا , أصفر أخضر , أزرق أحمر , طويل و قصير ..الخ , و مع ذلك فهناك من يشكو من الملل و الضجر و التعاسة , يتأففون و ربهم على نعمته هذه لا يشكرون , و لو أنهم تصوروا حياتهم لوناً واحداً و شكلاً لا يتغير و نسخاً طبق الأصل لربما عرفوا قيمة هاتين النعمتين العظيمتين و لشكروا مولاهم عليهما كلما زفرت رئاتهم و نبضت بإذن بارئها قلوبهم .
اللهم لك الحمد حمد العارفين , حمد المخبتين النادمين , حمد المستغفرين الأوابين , حمداً يليق بجلالك و عظيم نعمك و سلطانك .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق – آخر تعديل 15 تشرين 1 2015


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه