الموضوع
:
العلماء هم الدعاة
عرض مشاركة واحدة
09-13-2010, 07:22 PM
المشاركة
6
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
المسألة الثالثة :
في الحديث عن هذه الظاهرة التي أشرت إليها ، وهي : الفصل بين العلماء ( أي علماء الشرع : أهل الفقه في الدين ) وبين الدعاة ،
أو بين العلم والدعوة (أي طلب العلم الشرعي والدعوة) ، وهذا الفصل - مع الأسف - تركز في أذهان كثير من المسلمين في هذا العصر ،
لأسباب كثيرة- سأذكر شيئا منها فيما بعد .
بل إن هذا المفهوم الخاطئ لم يتركز في الأذهان فقط ، بل صار له أثر في الواقع أي فيما تعيشه الدعوات ، وما يعيشه كثير من الدعاة في كثير
من بلاد العالم الإسلامي وكما أسلفت كان التفريق بين العلماء والدعاة من سمات أهل البدع ، حيث إنهم اتخذوا رؤوسا جهالا .
والداعية عندهم - أعني أهل الأهواء والبدع - هو من يخضع لأهوائهم ، ويلتزم بها ، ويقول بمقولاتهم وينشرها وينتصر لها ، ولو لم يفقه من الدين شيئا .
ونجد هذا جليا في الفرق الأولى : كالخوارج ، فإن دعاتهم ليسوا العلماء الأكابر ، لا فيهم ولا من غيرهم ، بل بضاعتهم في الفقه والعلم قليلة
وعلى غير طرق سليمة ، بل أجهل الناس وأقلهم أحلاما ، وهكذا المعتزلة ، والقدرية ، وأهل الكلام ، وسائر الفرق على هذه السمة - غالبا - على تفاوت بينهم .
فهؤلاء - أي أهل الافتراق - هم الذين يفصلون بين الدعوة وبين الفقه في الدين ، لأنهم - أصلا - يقل فيهم الفقه في الدين .
وأكثر زعمائهم ودعاتهم إنما يمتازون بالولاء لفرقتهم ، وبالولاء للمقولات التي هم عليها ، ولا يفقهون من الدين إلا القليل ، ومنهم من لا يفقه شيئا .
وأغلب دعاة هذه الفرق والذين نشروها في الأقاليم الإسلامية قديما من العوام ومن الجهلة أو الذين لهم أهداف وأغراض شخصية أو شعوبية ،
أو عصبيات ، ويسيطر عليهم الجهل المهلك .
رد مع الإقتباس