عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 11:19 AM
المشاركة 3
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...



من هو سندباد العــــراق ؟؟؟


شاعر عراقي كبير .. لا يحتاج الى بطاقة تعريف
انه شاعر الفقر والثورة ..
ولد في بغداد العرب عام ستة وعشرين
وحمل شهادة اللغة العربية وآدابها
اشتغل مدرّسا ومارس الصحافة في مجلة الثقافة
لكنها أغلقت وفصل من وظيفته بسبب مواقفه الوطنية
هكذا هو مصير الشرفاء الفصل والطرد والتشرد والنفي
حمل هموم الانسان وعذاباته منذ أن وعى وجوده
على الأرض كانسان ينتمي الى آدم وبنيه
وطاف بها في الأفاق فسافر الى سوريا ثم الى بيروت ثم الى القاهرة .. وأبحر في أساطير الشرق حتى أشبع نهمه منها
ثم حل بموسكو وعمل مدرسا في جامعتها
ثم باحثا علميا في معهد شعوب آسيا
وفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وستين اسقطت عنه الجنسية العراقية فغادر الى القاهرة ملجأ الشعراء وأقام فيها حتى عام الف وتسعمئة وسبعين
ثم ألقى عصا الترحال في مدريد ليتنفس فيها
عبير جذورها العربية وان جاز أن أخلع عليه اسما
لأسميتها اسبانيا الأندلسية
ولم يتوقف هناك في مدريد
حيث شد رحاله الى باريس عاصمة النور
وفي أحد مقاهيها التي تطل على كنيسة عتيقة
أطفأ شاعرنا شموعا لا عد لها من عمره المكدود
فقد دب الشاعر على كوكب الأرض
وبالتحديد على الجزء العربي الحزين من هذا الكوكب
وقضى من عمره أربعين عاما في عوالم الشعر مقيما
بديار الشعراء ..
يكتب فيها الشعر للناس ويغني للحرية
المفقودة
كانت أول قصيدة تحبو على أرض شعره
وهو في الاعدادية المركزية في بغداد
ففي حصة الرسم انفتحت قريحته الشعرية
فخرج عن مألوف زملائه الطلبة
وبدلا من أن يرسم بالريشة
خط كلمات القصيدة الأولى
والقى مدرس الرسم عليه القبض متلبسا بقصيدة رائعة
فاتهمه بالشعر وأخذ يتلو دليل اتهامه أمام طلبة صفه
بعد أن أوعز اليهم بترك دفاتر الرسم
لكن الشاعر الصغير والذي لم يكمل العشرين من عمره
ورغم الاعجاب الشديد الذي أبداه مدرس الرسم بكلماته
لم يكن راضيا عن نفسه ولم تعجبه مقدرته
فحمل قصيدته بقلب لاهث وراح الى مدرس اللغة العربية
ظنا منه أنه الأقدر على تقييم كلماته
ولم يتردد معلم العربية في أن يشيد بما قرأ
فهل عرفت من هو ؟؟؟؟؟؟؟؟
ارتبط اسم هذا الشاعر باسم بدر شاكر السياب
فقد كانا زميلين بدار المعلمين العالمية في بغداد
فلمس بكلمات زميله بدر ذلك الجنوح الرومانسي العنيف
اذ أن روحه كانت مسكونة بالنور الأبيض
والطبيعة التي لم تدركها الشيخوخة بعد
كان هذا الشاعر يحلم دوما بطبيعة غسلها المطر
بطبيعة أخرى غير التي نراها ونستطيع رسمها
فسافر وأبحر وأوغل في الابحار
وغادر وغادر حتى بات عاشقا للمغادرة وللسفر
بل انه كان يعتبر السفر قناعا للموت والميلاد
اما حصاد أسفاره وعصارة ابحاره
فلم تكن طوقا من لؤلؤ البحار التي كان يعبرها
ولا حصاة من تبر الأرض التي كان يشقها
بل كانت شعرا يشبه ما يخرج من بطون النحل
التي تقف بالبساتين فتنتقي أزكى الروائح فتمتصها
لتلد لنا عسلا
هكذا كانت نتيجة أسفار هذا الشاعر
شعرا عسلا كعسل النحل أو أشد حلاوة
فهل عرفت من هو ؟؟
انه الشاعر العراقي - عبد الوهاب البياتي -
نعم هذا الشاعر طاف البلاد شرقا وغربا
والتقى بأناس له أصدقاء في كل شارع مرّ به عبر رحلاته
وخرج من كل شارع بذكرى حملها معه الى عالم الشعر
وأكثرها لا يخلو من الآلام
وسرعان ما كانت تتحول ألآمه الى قصيدة
ينسجها في مخيلته بصمت فيمحو ويضيف ويمحو ويضيف
ويغير بعض ملامحها بقليل من المكياج اللغوي
فيغير بعض الكلمات التي يرها قلقة في القصيدة تماما كالمهندس المعماري الذي يشعر بوجود حجر
غير مستقر في بنائه
وكذا كان عبد الوهاب يرفع الكلمة غير اللآئقة في كيان القصيدة
والتي لا زالت مسوّدة في ذاكرته
ولم يسجل حضورها على الورق بعد
تلك القصيدة التي يتم الباسها أجمل زي قبل أن تولد
هكذا كان يصنع بالقصيدة
أما نفسه فكم كانت الغيوم تتجمع فيها
وتسقط مطرا حزينا
فكم من الكلمات والمصطلحات في قاموسه
امتلأت وكلها من الأحزان وقريباتها
ففي نفسه الغيوم والليالي والأحزان والدخان والألوان
والبروق والرعود
كلها تتجمع في أحشائه وتولد القصيدة
نعم هكذا هو الشعر
يبقى الألم الانساني هو المحرك لوجوده
ومفردات الألم هي التي صنعت منه شاعرا
اضافة الى سياحته في البلاد
التي لم تكن من اجل المتعة والاستجمام ....
بلى لقد كان يبحث عن الحقيقة وعن النور
تماما كالسندباد الذي كان يبحث عن الكنز
وفي نهاية عمره اكتشف ان الكنز مدفون فيه ...
وهكذا هو سندباد العراق عبد الوهاب البياتي
بقي أن نقول أنه عضو جمعية الشعر
وفارق الدنيا قبل أن يرى قهر العالم العربي الذي ازداد مع الألفية الثانية
فقد غادرنا وروحه طارت الى باريها عام تسعة وتسعين
ميلادية بعد أن ترك لنا من آثاره الكثير وهي
- ملائكة وشياطين - شعر - بيروت 1950.
- أباريق مهشمة - شعر - بغداد 1954.
- المجد للأطفال والزيتون - شعر - القاهرة 1956.
- رسالة إلى ناظم حكمت وقصائد أخرى - شعر - بيروت 1956.
- أشعار في المنفى - شعر - القاهرة - 1957.
- بول ايلوار مغني الحب والحرية - ترجمة مع أحمد مرسي - بيروت 1957.
- اراجون شاعر المقاومة- ترجمة مع أحمد مرسي- بيروت 1959.
- عشرون قصيدة من بريلن - شعر - بغداد 1959.
- كلمات لا تموت - شعر - بيروت 1960.
- محاكمة في نيسابور- مسرحية - بيروت 1963.
- النار والكلمات - شعر - بيروت 1964.
-قصائد - شعر - القاهرة 1965.
- سفر الفقر والثورة - شعر - بيروت 1965.
- الذي يأتي ولا يأتي - شعر - بيروت 1966.
- الموت في الحياة - - شعر - بيروت 1968.
- عيون الكلاب الميتة - شعر - بيروت 1969.
- بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة - شعر - بيروت 1969.
- الكتابة على الطين - شعر - بيروت 1970.
- يوميات سياسي محترف - شعر - بيروت 1970.
- تجربتي الشعرية بيروت 1968.
- قصائد حب على بوابات العالم السبع- - شعر - بغداد 1971.
- كتاب البحر - شعر - بيروت 1972.
- سيرة ذاتية لسارق النار- - شعر - بيروت 1974.
- قمر شيراز - شعر - بيروت 1978.
رحمة الله على سندباد العراق
الشاعر عبد الوهاب البياتي

ألقاكم في شخصية أخرى إن شاء الله تعالى

مع تحياتي ... ناريمان الشريف