عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4955
 
رضا الهجرسى
من آل منابر ثقافية

رضا الهجرسى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
138

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2013

الاقامة
القاهرة ..مصر

رقم العضوية
12158
12-02-2015, 02:47 PM
المشاركة 1
12-02-2015, 02:47 PM
المشاركة 1
افتراضي ملك درب القطة .. مسرحية كوميدية
مسرحية كوميدية

ملك درب القطة

تأليف \ رضا الهجرسى


المشهد الأول

تفتح الستار
غرفة بابها فى مواجهة المسرح بها مكتبين على يمين ويسار
الباب يوجد على المكتبين ملفات الأيمن ملفاته مرتبة والأيسر
الملفات مبعثرة بدون ترتيب وموضوع عليه يافطة خشبية مثلثة
مكتوب عليها ( فرغلى الليمونى .. عبقرى زمانه وصاحب رسالة)
ومظاهر الغرفة تدل على أنها فى مصلحة حكومية
يدخل رجل تخطى الخمسين من عمره( عبده الساعى )
ماسكا منفضة تراب وينظر للمكتب الايمن مبتسما
عبده : الله عليكى يا ست زوبة يا أروبة انتى .. دايما مكتبك نضيف
ومرتب ومريحانى
ينظر للمكتب الأيسر بأرف وهو يرتب الدفاتر ويوضبها
عبده : أما انت يا عبقرى زمانك .. اشوف فيك يوم متطلعلوش شمس يا قادر يا كريم ..دايما تعبنى وهادد حيلى
تدخل امرأة تخطت الخامسة والثلاثين من عمرها ممتلئة الجسم
تحمل شنطة يد كبيرة كبيرة على كتفها تضعها على مكتبها وهى
زوبة أو زينب تنظر لعبده
زوبة : بتدعى على مين ع الصبح يا عم عبده
عبده : صباح الخير يا ست زوبة يا أروبة يا طيبة انتى
تصرخ فى وجهه
زوبة : حتى انت يا عم عبده ..حرام عليكم
عبده : سامحينى يا ست زوبة ..زلة لسان .. انا لقيت كل المصلحة
بتندهلك .. زوبة الأروبة .. قلت يجوزده لقب العيلة .. أروبة
وهى تفتح جرنال ملفوف به سندويتشات فول وطعمية
زوبة : ما علينا .. ما علينا .. الحقنى بكوباية الشاى المعتبر المنعنع
من ايدك الحلوة دى .. ومتنساش المية يا راجل يا طيب
عبده وهو يغادر من الباب
عبده : من عنيا يا ست أروبة .. هوا
زوبة وهى تضع السانويتش فى فمها
زوبة : أروبة ..أروبة .. يعنى هتيجى عليك يا عم عبده
تدخل امرأة تقترب من الخمسين نحيفة القوام فى شياكة محتشمة وترتدى نظارة وتتكلم بغرور وكبرياء وقوة ةتحمل ملف بيدها
يقف الساندويتش على فم زوبة وتعيده بسرعة وتلفه وتجرى عليها وتحيها فى احترام شديد
زوبة : صباح الخير يا سيادة المديرة
فى أرف
المديرة : صباح
تنظروتشير لمكتب فرغلى وفى أرف
المديرة : هو عبقرى زمانه لسه موصلش .. طبعا ما هى ميغة ..
زوبة : أكيد سيادتك المواصلات أخرته .. سيادتك عارفه المواصلات فى بلدنا عاملة ازاى ..
تدير زوبة وجهها وتتكلم بهمس
زوبة : وانتى هتعرفى منين ما دامت عربية المصلحة بتجيبك من على باب البيت لباب المصلحة .. جتنا نيلة فى حظنا الهباب
المديرة : بتقولى حاجة يا أروبة
زوبة : لا يا افندم انا بقول ربنا يخليكى لينا وللمصلحة ..والله يا فندم أنا دايما بقول انك سبب تقدم المصلحة وان المصلحة تبوظ وتتوه من غيرك ومن غير توجيهاتك وأدارتك الرشيدة
المديرة : شكرا شكرا يا أروبة .. انتى موظفة كفوء .. وتقريرك هيبقى ممتاز ..
ترفع زوبة يدها للسما
زوبة : يخليكى لينا .. ويربحك ما يخسرك يا قادر يا كريم ..
المديرة : خلاص يا بنت .. خلاص .. ويلا أأقعدى على مكتبك
ولما ييجى فرغلى بيه .. ابعتيهولى فورا
تجلس زوبة على مكتبها ويدخل رجل تخطى الثلاثين طويل فى وسامة محببة ( فرغلى اللمونى ) ويجرى على زوبة بسرعةو يأخذ سندويتش من أمامها ويبدأ فى أكله فى نهم والمديرة فى ظهره لا يراها
فرغلى : الله ينور عليكى يا أروبة .. ده واقع م الجوع .. قوليلى هى الحيزبونة وصلت ..
تشير له عليها فى خوف
فرغلى : فى ايه يا أروبة.. مالك .. آه يا لئيمة انتى يعنى انتى عاملة نفسك مش فاهمة ..أفهمك الحيزبونة فى اللغة العربية الفصحى معناها ..
يدير نفسه فيجد نفسه وهو يضع الساندويتش فى فمه وجها لوجة مع المديرة .. فيقف مبهوتا فى ذهول لا يتحرك والمديرة تنظر له فى توعد واضعة يدها فى وسطها
المديرة : كمل يا عبقرى زمانك.. سكت ليه .. كمل ..
يزور ويكح بشدة تجرى زوبة وتضربه بشدة على ظهره وتناوله كوب الماء ليشرب وبعد ان يسترد انفاسه يتكلم بصعوبة
فرغلى : هو حضرتك هنا من أمتى بالظبط .. فاهمانى سيادتك
بالظبط
المديرة : بالظبط بالظبط
فرغلى : أيوه .. بالظبط بالظبط
المديرة : وهتفرقك معاك ايه يا عبقرى
فرغلى : يوووووووووه ..دى هتفرق وهتفرق وهتفرق
المديرة : وهتفرق فى أيه يا عبقرى زمانك
فرغلى : فى المعنى والمضمون اللى ورا المعنى وما يحتوية من إسقاطات بلاغية ونحوية وتربوية ..
تهز رأسها فى يأس
المديرة : وتربوية كمان يا جاهل يا متخلف يا مدعى الثقافة
تشير له بالملف فى يدها
المديرة :على العموم ده مش موضوعنا ..تقدر تفهمنى ايه ده يا افندى..بقى اطلب منك تقرير عن الصادروالوارد ..تقوم تعمل لى تقريرعن اصلاح وتطوير المصلحة .


فى ثقة
فرغلى : ايييوه يا فندم .. الأهم فالمهم..وطبعا الأهم تطوير المصلحة واصلاحها.. وبعدين نبقى نشوف حكاية الوارد والصادر بتاعتك دى..
فى استكانة
المديرة:أنت يافندى هتعمل فيا ايه تانى.. ضغط ورفعتهولى .. سكر وجبتهولى..لوز ونزلتهالى..حتى اللمباجو جالى .. حرام عليك .. والله حرام.. ارحمنى..
انا عندى عيال عايزة اربيهم وملهمش.. غيرى
فى الدنيا..هتيتمهم من بدرى على إيدك ..
فى ثقة وهدوء
فرغلى : أصل حضرتك مش مستوعبة الموقف كويس..
انا افهم سيادتك..
فى فخر وكبرياء
فرغلى :بأه العباقرة اللى زيى أنا ..واللى ربنا خلقها عشان تؤدى رسالة فى الحياة.. بيبقى كل همها فى الحياة ازاى تطور الدنيا وتعمرها ..
يعلو صوته
فرغلى :وبنبقى شمعة تحترق وتضئ من أجل أن تنير للآخرين.. ونخفف آلاام البشرية المعذبة..
وأنا لما قدمت لسيادتك التقرير العبقرى ده.. كنت بقوم بدورى فى الحياة كصاحب رسالة
فى استهزاء وهى تقرأ من الملف
المديرة :وفى رأيك يا عبقرى زمانك ووحيد عصرك.وأوانك..
يا صاحب الرسالة للبشرية المعذبة..والشمعة المحترقة التى تنير الطريق للمعذبين .. علشان المصلحة تتطور يجب التخلص من كل رؤساء الأقسام لأنهم ذات عقلية متعفنة ومتخلفة..وأن هما السبب الرئيسى فى تخلف المصلحة ورجوعها للوراء..ببقراطيتهم المتعفنة ..والله تلاقيك متعرفش يعنى أيه بيروقراطية ..
فرغلى : والله يا فندم ده رأيى.. والصراحة فى الأمور اللى ذى دى متزعلش ..
صارخا فى لغة خطابية
فرغلى : والخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ..
صارخة فى غضب
المديرة :يعنى يا أفندى يا جاهل يا متخلف أنت .. عايز تفهمنى . إن عقليتى أنا متعفنة ومتخلفة ..وإن أنا سبب تخلف المصلحة ..
فى ثقة
فرغلى : يافندم .. الصراحة المفروض متزعلكيش ..
وانا بصفتى عبقرى وصاحب رسالة بيأدى رسالته
صارخة بغضب شديد
المديرة:صاحب رسالة يا جاهل .. يا متخلف .. يا ساقط ثانوية ..
فرغلى :تانية جامعة لو سمحتى .. ساقط تانية جامعة..
آه.. المقامات محفوظة برضه
تصرخ بغيظ شديد
المديرة : عم عبده
يدخل عبده الفراش حاملا صينية على يده عليها علب أدوية
المديرة :ناولنى حباية الضغط حباية الضغط ..
يضع عبده الصينية على مكتب زوبة ويفتح علبة ويناولها حبة مع كوب المياة تتناوله
المديرة :وآدىينى كمان حباية السكر.. لا مش كفاية.. آه.. ناولنى معاها حباية الأعصاب ..
تمسك رأسها بيدها
المديرة :آه يا نفوخى ..هيموتنى.. هيخلص عليا..آه ..
مخى هيتفرتك..
تهتز وتسقط مغشيا عليها ويجرى عليها الجميع

أظلام المسرح


ينير المسرح

يدخل فرغلى وهو يلتقط أنفاسه ووراءه زوبة
فرغلى:ست متعفنة..متخلفة.. ماهو أنا اللى غلطان برضه
تقرير عبقرى زى ده كان لازم أبعته للوزير مباشرة أو
حتى رئيس الوزرا..
زوبة :أيوه طبعا يا خويا..أبعته لرئيس الوزرا ..
فرغلى:عارفة يا مدام زوبة يا أروبة ..
زوبة: آنسة ياخويا ..آنسة ..أنت دايما تنسى كده ..
ومتقليش يا أروبة ..أنت هتعمل زى نسوان المصلحة اللى
غيرانين منى ومن جمالى ودلالى ..
فرغلى :جمالك ودلالاك..ما علينا ..عارفة يا ست أروبة غلطتى أيه
زوبة :برضة أروبة ..ما علينا ..قول يا خويا غلطتك أيه بأه..
فرغلى :أنا وقعت فى نفس الغلطة يوم ما قدمت تقريرى العبقرى
لتطوير التعليم الجامعى لعميد الكلية.. وكان لازم أبعته
لوزير التعليم العالى مباشرة.. ومن بعدها أضطهدنى
وفضل يسقطنى لما اترفدت وضاع مستقبلى العلمى ..
يضع أصبعه على جبهته
فرغلى :يبأه العبقرية تقول أيه ..
زوبة :أيه ..
فرغلى: نبعته للوزير..والأحسن نبعته لرئيس الوزرا على طول..
يخرج ورق من درج مكتبه ويناوله لزوبه
فرغلى :آدى الورق.. وآدى القلم.. وآدى العبقرى صاحب الرسالة..أكتبى يا ست زوبة يا أروبة ..والمؤمنة الوحيدة بعبقريتى ورسالتى .. فى وسط السطر..بسم الله الرحمن الرحيم..
من فرغلى اللمونى عبقرى و صاحب رسالة.. إلى السيد
المبجل رئيس ال ..
يدخل رجل تخطى الخمسين من عمره يميل لملامح البلطجية ويلبس بالطو ( توكل ) ويقاطعهم
توكل : السلام عليكم..
فرغلى : سلام يا سيدى ..
توكل : سيادتك الأستاذ المبجل.. فرغلى اللمونى ..
فرغلى : ايوه يا سيدى.. أنا الأستاذ المبجل فرغلى اللمونى .. أى خدمة ..
صارخا فى فرحة
توكل :العفو يا ملك..أنا اللى خدامك وطوع يمينك..ورهن أشارة من صباعك الصغير ..
بغضب وتعجب
فرغلى : نعم يا خويا .. ملك حتة واحدة ..
بتفاخر
توكل : أيييوه ملك .. وسيد الملوك كمان ..
فرغلى : ملك ايه ..وبتاع أيه.. انت مين يا جدع أنت..
وعايز أيه ..
توكل : أنا بشير السعد والهنا يا ملك.. وواحد من رعاياك المخلصين ..
فرغلى :أنت شارب حاجة يا جدع أنت..أختصر وقول عايز أيه
وأنت مين ..أنا وقتى ثمين ..
توكل : محسوبك توكل القرندلى المحامى بمملكة درب القطة
زوبة : درب البسة ..
توكل : القطة يا هانم .. درب القطة ..
زوبة : هانم الله يستر أصلك يا خويا ..
فجأة يبكى بحرقة ويمسح دموعه بمنديل
توكل :يؤسفنى ويمزق حشايا قلبى..ومعاميع فشتى ..
أن أبلغكم نبأ وفاة عمكم المبجل.. الله يرحمه ..
فرغلى :عمى أنا .. أنا عمرى ما كان لى أعمام..النمرة غلط
يا عم توكل ..
زوبة : أفتكر يا خويا..يمكن كان ليك واحد وتهتوا من بعض
فرغلى : تهنا أيه ونيلة ايه .. ما تبطلى يا أروبة جو الأفلام الهندى ده .. النمرة غلط يا حاج توكل ..
توكل : لأ يا ملك النمرة صح ..أصل دى حكاية قديمة ..
وخلاف فرق بين الأخين..أنت كنت لسه صغير لما
أبوك الله يرحمه خدك وطفش بيك من درب القطة ..
وساب كل حاجة لعمك..عشان كان خايف عليك وعلى
مستقبلك ..
زوبة : أيوه ..زى ما حصل بالظبط فى الفيلم الهندى ..كان له
عم ..وتاه منه ..
فرغلى : أفصلى شوية..اتكتمى ..خلينا نفهم ..يعنى انت عاوز تفهمنى .. أن عمى أخو أبويا .. مات وأنا ورثته..
توكل : ورث كبير ..مملكة كبيرة .. ومستنية الملك ..
فى فرحة
فرغلى :يعنى أنا ورثت مملكة وبقيت ملك ..
صوت زغرودة من زوبة
توكل : تمام يا ملك..ملك مملكة درب القطة ..
زوبة : مبروك يا ملك ..درب البسة ..
توكل : القطة يا هانم ..القطة ..
فى صوت حالم
فرغلى :ملك .. أنا ملك..ملك مملكة درب القطة ..
يعلو صوته
فرغلى :ودى فين ع الخريطة دى يا عم توكل
تزغرد زوبة زغرودة مجلجلة
فرغلى : شكرا شكرا يا أروبة ..غيرى التقرير وأكتبى
أكتبى فى وسط السطر ..إستقالة ..
تجلس زوبة على المكتب
زوبة : فى وسط السطر ..إستقالة العبقرى ..فرغلى اللمونى
كتبت يا أستاذى ومعلمى..إستقالة العبقرى..فرغلى اللمونى
فرغلى : الله ينور عليكى يا زوبة يا أروبة..أيوه..أستقالة العبقرى
زوبة :عجبتك يا عبقرى ..يعنى هتفتكر زوبة ..لما تستلم مملكتك
درب البسة ..
توكل غاضبا
توكل : القطة يا أروبة القطة ..عارفاه القطة ..
يقترب توكل منها ويفرد ضوافره
توكل : نو نو نو نو
تفرد ضوافرها كالقطة وتقلد القطة وكأنها تخربشه
زوبة : خخخخخخخخخخخخ
توكل :نو نو ..نو نو
زوبة :يا خويا القطة ..البسة ..المهم طمنى يا عم توكل ..هى المملكة فيها رجالة نغشين وحلوين كده ..
توكل : طبعا ..مليانة رجالة تشرح القلب الحزين ..
زوبة : أنا ليا طلب واحد يا ملك..هو طلب زغنن قد كده..
فرغلى : أأمرى,ده أنتى الوحيدة المؤمنة بعبقريتى..ورسالتى ..
زوبة : هو طلب واحد مالوش تانى يا خويا ..عريس ..عريس يسترك لحسن أنا خللت خلاص ..وهطق من جنابى ..
فرغلى : يا توكل
توكل ينحنى
توكل : مولاى الملك
فرغلى : أبقى شوف لها عريس من مملكتى
توكل : أمر مولاى نافذ
ترقع زوبة زغرودة متواصلة وهم يخرجون من باب الغرفة
يدخل عبده الفراش مستغربا فيجد ورقة على الأرض يقرأها
عبده : إستقالة العبقرى
تدخل المديرة فى عصبية
المديرة : ايه الهيصة دى, دى مبقتش مصلحة ..دى بقت سويقة
يقترب منها عبده فى فرح وهو يرفع الورقة عاليا
عبده : البشرى ..البشرى ..
المديرة : مالك يا عبده انت كمان فيه ايه..
عبده : أعذرينى سيادتك ..خبر أستاهل عليه ترقية ..
المديرة : خبر أيه اللى مفرحك قوى كده ..
عبده : العبقرى ..
المديرة : فرغلى ..عمل أيه المعفن ده مفرحك قوى كده ..
عبده : قدم إستقالته ..وسابها لسيادتك ..أهى ..
تتناول الورقة وتقرأها فى ذهول
تضع يدها على شفتيها وتزغرد زغرودة مجلجلة متواصلة
مع نزول الستارة ..
( تسدل الستارة )

نتابع قريبا مع المشهد الثانى