عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2016, 11:32 AM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة
أحمد أبازيد Ahmad Abazed

كما هو كلّ ما ارتبط بتدمر ... يذكّرنا بالعار الطويل الذي تحمّلته الحياة بينما كانت صرخاتهم تشقّ الصحراء .... آلاف من الحكايات كانت هناك لا بدّ أن تُنبش كلّها و لا نسمح لها بالذهاب في النسيان , حتى تبقى ذاكرة البشريّة ملطّخة بهذه الأوجاع .... كلّ عملٍ عن تدمر يستحقّ أن نحتفل به و أن نقرأه حريصين على ما تناثر فيه من دم و عائلات و ذكريات .... حتى نكتشف لا تاريخنا فقط ... و إنّما لنكتشف انفسنا , و إن كنت ما زلت على قناعتي أنّ أفضل من يكتب عن تجربة السجين هو السجين نفسه , فمهما كانت براعة الكاتب عنه سيبقى ثمّة ما هو ناقص في مشهد الحرف : ذاك القعر من السنين الذي تخرج منه الذكريات القاتمة , لديّ بعض الملاحظات على اللغة , لكنّه جهد مشكور للدكتور أيمن و قلمه و ستُضاف هذه الرواية إلى مكتبة ما لا نسمح به للنسيان
______

كتبت قبل :
لا تمثّل قضيّة تدمر قضيّة سجن توضع مقابل قضايا سجون أخرى , سجن تدمر هو النموذج الأقصى للسجن , و الرمز الأكثر تطرّفاً و نقاءً للعلاقة ما بين السلطة القمعيّة و الكائن البشريّ موضوع الاستعباد , و الدليل الأكثر صدمةً لما يمكن أن يبلغه الإنسان من القدرة على الحياة و من القدرة على تشويه الحياة كذلك .
سجن تدمر هو أحد قضايا الإنسانيّة جمعاء , لأنّه النموذج الكامل الذي تُقاس إليه نماذج القمع و السجن و التعذيب و حالات الإنسان النفسيّة و الجسديّة جميعاً , و هو سلطة مادية مورست على مجتمع من آلاف السجناء و سلطة رمزيّة مارست تأثيرها على عشرات الملايين لا يقع وزرها على السلطة التي أقامته فقط , وإنّما على الإنسانيّة جمعاء , لأنّ ما كان يحصل فيه لم يكن يطال أجساد سجنائه و إنّما كان يمثّل حرباً على الإنسان كمعنى و كوجود بالمطلق .
و لذلك الطرح المتكرّر لقضيّة سجن تدمر , ليس باعتباره واقعةً جزئيّة تتعلّق بأحد السجون , و إنّما باعتبارها بلغت من التجريد و الواقعيّة معاً ما يجعلها مسألة كليّة .... تستدلّ بها الإنسانية على نفسها , مثل النازية و الحرروب العالمية و الحب و الوباء و الأمومة ... الخ
أن ننتمي للإنسان و نسعى لفهمه يجب أن يعني الانتماء لعذاب السجناء ... وإن أردنا العمق لا بدّ أن نبلغ تدمر