الموضوع
:
نعمة الحياة ذي الوتيرة الواحدة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
2
المشاهدات
3034
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
1,305
+
التقييم
0.36
تاريخ التسجيل
Jun 2014
الاقامة
سوريا
رقم العضوية
13019
03-16-2016, 03:59 AM
المشاركة
1
03-16-2016, 03:59 AM
المشاركة
1
Tweet
نعمة الحياة ذي الوتيرة الواحدة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : كم تأففت من سير حياتك و تمنيت أن يكون يومك مختلفاً عن أمسك , أن يأتي بجديدٍ يلبي طموحاتك و غرائزك و ربما جشعك , تمنيت ذلك و ما عرفت أنك قد سهوت عن رؤية نعمـةٍ إلهية عظيمة , حباك الله بها و أنت لا تدري , هذه النعمة العظيمة هي نعمـة الحيـاة ذي الوتيـرة الواحـدة , أتتك تحمل في طياتها نعماً كثيرة , نذكر منها : نعمـة تدبير ما يناسبك من أمرك , و نعمـة استمرار النِّعم التي أسبغها الله عزوجل عليك , و نعمـة الحماية لك من الأسوأ , و نعمـة الخبرة التي تكتسبها و ما تحتويه من نعمـة ارتقائك العلمي أو الفني أو كليهما , و تقدمك بذلك عل غيرك في مجالك , و نعمـة وضعك الجديد المؤهب لك لتلقي نعماً جديدة , و نعمـة إمكانية إنجازك لأعمالك بسهولة أكبر من ذي قبل , و التي اعتدت عليها فأصبحت عليك أسهل , و كذلك نعمـة تكفير السيئات , و نعماً أخرى كثيرة .
أخي المسلم : كلنا يطلب المزيد من النعم و لكن ليكن ذلك بشروط و هي القناعة و الرضا بما يقسم الله لنا بعد اجتهادنا بما أردنا , و ألا يكون ذلك على حساب شكر الله على النعم التي أنعم بها علينا , شكراً حقيقياً , باللسان و القلب و الجوارح , و لا تنسَ قبل ذلك و بعده و في كل حين أن تكثر من سؤال الله العافية .
أخي المسلم : هذه النعمة التي هي مجال بحثنا قد تكون مرة المذاق كريهة الطعم و لكنها لا شك في أنها هي الأفضل لك , و هي نعمـة حقيقية بكل ما فيها من مرارة و سوء طعم , و ما ذاك إلا لأنها اختيار خبير حكيم , عليم بما يناسبك و بما يمكن أن يكون وسيلتك لبلوغ الهدف الأسمى ألا و هو رضوانه سبحانه و تعالى و ما يفيض عن هذا الرضا من جنان و نعيم .
اللهم لك الحمد حمداً أبلغ به رضوانك الأكبر و عطاءك الأعظم و قربك الأقرب و جوارك الألصق و سعدك الأسعد و نعيمك الأنعم و اجتباءك الأكمل و مغفرتك الأتم و عفوك الأشمل و حرزك من كل ما أكره و جودك الذي لا حد له و لا حصر .
الكاتب : د. محمد رأفت أحمد عثمان / دمشق 20 نيسان 2014
لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه
رد مع الإقتباس