الموضوع: أنا منكِ
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
2944
 
مها الألمعي
من آل منابر ثقافية

مها الألمعي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
186

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Dec 2010

الاقامة
السعودية(عسير)

رقم العضوية
9506
03-23-2016, 04:11 PM
المشاركة 1
03-23-2016, 04:11 PM
المشاركة 1
افتراضي أنا منكِ
أعيش في القصائد والأغاني
أقضي الأغلب من أيامي في موسيقى أبيات شعرية
أتحسس صوتها وهو يرتفع رويدا رويدا إلى أن يلتصق بي
وبعد أن نتحد تنبت أعضائي الجديدة
وتتكسر حدود جسدي
أصبح بخير الشجرة, وشموخ الجبل, بسلام الماء, وعدوانية النار
أقتبس أجنحة العصفور وأجابه الهواء لخلق طريق
وأكون بجمود الجدار
جامد في انتصابه
جامد في استسلامه للهدم
جامد في قبول ثقوبه
لأشهر طويلة نامت واستيقظت معي أبيات أحمد بخيت القائلة
"يشفق نادل تشجيه وحشتها فتندى العين
على البنت التي تأتي وتطلب دائما صحنين
وتجلس وحدها تتناول الإفطار في بلدين"
أرددها, أريد أن تعبر من خلالي كثيرا
وحين أنطق "تندى" أشعر بفمي يستحيل حُزنًا
وقصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل
تُزهر بها عائلة متماسكة
غُرست أصابعهم في أكف بعضهم
"تلك الطمأنينة الأبدية بينكما
أن سيفان سيفك
صوتان صوتك"
ما أروع أن تكون كثيرا هكذا
وتكون متيقنا من كثرتك
وترفعها كرد على الدنيا
وتُنسخ أناك بنحن
يومًا ما سطوت على الألم الكبير في قصيدة "كلمات" لنزار قباني
الكلمات في بدايتها تظهر بدور بطولي
وأنها هوية الحقيقة
أهبط من بيت لبيت برغبة أن أرى العرش النهائي الذي تبنيه الكلمات
لأفجع بأنها عادت لطاولتها لا شيء معها إلا كلمات
القوة تستحيل ضعفا
وتتهشم الحقيقة مع تهاويها بخيبة على الكرسي
..
عندما تكتمل القصيدة تصير سحابة كبيرة
تضمك ثم تغرقك
كقصيدة "أبي" لنزار
"حملتك في صحو عيني حتى
تهيأ للناس أني أبي
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت ولا زلت بي"
"لا زلت بي" يتردد هذا الصوت إلى أن أصير أبي
ثم أبكي إلى أن أعود مها
..
حين يهطل المطر تتراءى لي الأرض مادة أكفًا جافة للسماء
وهو يسقط بقوة لا يدري عن الأسفل الموجوع حاجةً
يلقى لنفسه مسكنا في الشقوق, ولأن الأرض تمتن
تظهر بصحبته خضراء
حين أقول لصديقتي هذه الرؤية
تخبرني أن الشعر يجعلني كمجنونة
لكن أكون على يقين بأنني اتحدث من ألصق نقطة بعقلي

..
الشعر هو السبيل للانسلاخ مما رُسب عليّ وليس أصل فيّ
هو يجعل للنغم الإنساني أبعاد يندمج بها مع سلسلة الأنغام من حوله
وهو الطريقة التي أقول بها للأرض : أنا منكِ
.