عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2010, 01:39 AM
المشاركة 24
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الثاني :
محور الكتاب المدرسي : كيف يؤلف الكتاب المدرسي و طريقة إخراجه الفنية و ماهي المقومات التي يقوم عليها الكتاب المدرسي؟
نعرف أن الكتاب المرسي اليوم هو الركيزة التي لا ينبغي للمعلم الخروج عنه حسب تعليمات وزارات التربية والتعليم ، مما جعل المعلم مقيد بذلك لكتاب قلّ من يخرج عنه ، وإن خرج يعتبر في نظر بعض المشرفين إخلال بالعملية التعليمية .
أما التأليف فكلنا نعرف كيف يؤلف ذلك الكتاب . قبل فترة قرأت كتاب القراءة أظن في الصف الرابع الابتدائي للبنات ، وعدد المؤلفين والمدققين يفوق الثمانية ، وبه من الأخطاء الإملائية، والنحوية ما به ،وفي نظري هناك أسباب أدت إلى ذلك ومنها :
1ـ التأليف حسب ما يراه بعض المخططين ، والخبراء في وزارات التربية والتعليم ، وليس للمجتمع أي دخل في ذلك التأليف ، أو حتى اختيار الموضوعات التي تحتاج لها الناشئة في هذا المجتمع ، وكما يقال ( لا نرى لكم إلاّ مانرى. )
2ـ عدم مناسبة بعض الموضوعات المدرجة في تلك المناهج لفئات الطلاب والطالبات العمرية .قرأت بعض كتب التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية ، ووجدت عدم مناسبتها لسن الطالب في تلك المرحلة العمرية فمثلا( الحائض والنفساء ) أو (نصاب الإبل والغنم )، قد لايدرك الطالب أو الطالبة معنى ذلك . فهذا يعطي دلالة على عدم وعي وإدراك المخططين لصنع لذلك المنهج ، ومدى مناسبة تلك المواضيع لذلك السن .
3ـ كثرة المناهج الدراسية خصوصا في المرحلة الابتدائية ، وعلى الطالب والطالبة إحضار تلك الكتب كل يوم (والله إني أنظر لهم كل صباح ، وهم يجرونها خلفهم ، وكأنها بهيمة تساق إلى المسلخ) ناهيك عن الجهد الذي يبذل في سحبها . ما كان ينبغي أن تكون بذلك الحجم والكمية ، وكان بودي أن تقتصر على مواد أساسية ، وهي ( القراءة والكتابة ـ الرياضيات ـ القرآن الكريم ) أو أنها تجمع في كتاب واحد فمثلا (الرياضيات مع العلوم ـ ) حتى يسهل على التلميذ حملها ، والتركز عليها باعتبارها أساس لذلك السن .
4ـ تكرار بعض المواضيع ، والتي أذكرها في صغري ، وكأنها منزّلة من رب العالمين ، ولا يحق لنا التغيير أو استبدالها بمواضيع أكثر فائدة .
5ـ عدم مناسبة الكثير منها لعصرنا اليوم ( أعرف أن في العالم المتقدم يتم البحث عن كل جديد ومفيد) مع الأخذ في الاعتبار تقييم تلك المناهج أولا بأول ، وعدم الاستمرار عليها سنين دون تعديل وتطويّر يذكر .
فكان على أولئك المعنيين أن يضعوا في الحسبان أمور عدة منها :
1ـ البحث عن كل جديد في هذا العصر ، ونستفيد من خبرات من سبقنا شريطة عدم الإخلال بعقيدتنا وأخلاقنا السامية ، مع مراعاة طبيعة مجتمعنا الإسلامي ، والعربي .
2ـ إنهم عداد الأمة ، ومستقبلها ، وثروتها التي تقاس بهم الأمم ، لذا كان لزاما على ساسة التعليم في تلك البلدان أن تجند المخلصين ، والمعدين للقيام بمهمة التخطيط لتلك المناهج ، وعدم الزجّ بمن لاعلم لهم بذلك من المحسوبين على التعليم .
3ـ تشكيل لجان أكثر حرصا على متابعة تلك المناهج ، ومناسبتها للطالب ، والطالبة ، ومن ثم تقييم صنعها ، ونتائجها لنقف ونعرف إلى أي مدى كان أثرها .
4ـ إشراك جهات عدة في صنعها ( من المثقفين ـ والميدانيين في حقل التعليم ) ولا تكون حكرا على مجموعة أكل عليهم الزمان وشرب ، وهم يقبعون على مقاعدهم دون أي نجاح يحسب لهم .
نسمع ونرى عن تعديل لبعض المناهج هنا في بلدي ، لكنني لا أرى حتى الآن أننا وصلنا إلى الهدف المطلوب أو إلى ما نصبوا إليه .ولربما أن أصحاب المطابع لتلك الكتب يريدون ذلك ، ولربما أن بعضهم من أولئك المعنيين في وزاراتنا .
قد تكون بعض سياسات التعليم في بعض البلدان خصوصا في عالمنا العربي مرتبطة بسياسة الدولة ، ولربما أن بعض الدول لا ترغب أو لاتدرك معنى التطور، والدخول في سباق مع غيرها من الدول المتقدمة ، لذلك هي تسعى جاهدة ليبقى الوضع كما هو ، ويكفينا أننا نعلم .