و أهم قاعدة لدي، و هي الواحدة التي تُلخّص العَشر: إذا كان ما قـُمتَ به يُدعى كتابةً، فأعد كتابته. أو، إذا كان الاستخدام الأمثل لكلمةٍ ما هو المُتعارَف عليه، فأزحها عن طريقك. لا أستطيع السّماح لما تعلّمناه في حصص اللغة الإنجليزية بأن يُعَكّر نغمة السّرد و صوت الحكاية.. إنها إحدى محاولاتي في أن أبقى غيرَ مرئيٍ في الرواية بألّا أكشف عن وجودي للقارئ عِبر استخدام طُرُق الكتابة المتعارف عليها (قالَ جوزف كونراد شيئاً عن أن الكلمات نفسها تقف في طريق محاولتك لقول شيئٍ ما.) إذا كنتُ أكتُب المَشَاهِد دائماً من وجهة نظر شخصية معيّنة في ذلك المشهد، تلك التي يُمَكـّنها موقعها من أن ترى الأحداث وبالتالي روايتها كأنها تنفُخُ فيها الحياة، فأنا إذاً قادرٌ على التركيز في أصوات الشخصيات المختلفة و هي تُخبرك عن نفسها و عن مشاعرها تجاه ما تواجهه و مالّذي يجري حولها، و رغم ذلك.. قادرٌ على أن أبقى غير مرئيٍّ و في الخفاء. الّذي فعله جون ستينبك في Sweet Thursday هو أنه عَنوَنَ فصول روايته بما يدُل على محتواها، لكن بشيءٍ من الغموض؛ “الذين يُحبونهم الآلهه يُصابون بالجنون” إحدى تلك العناوين، “أربعاءٌ مُصابٌ بالقـَمل” عنوانٌ آخر. و قد كان عنوان الفصل الثالث: “1Hooptedoodle ” أمّا الفصل الثامن والثلاثين فقد كان عنوانه: “2Hooptedoodle” كتحذيرات للقارئ، و كأن جون ستينبك يقول: “هذه فصولٌ ستجدني أترحّلُ فيها بالكتابة إلى عوالم فانتازية، و لن تؤثـّر أبداً في مجريات الرواية. تستطيعُ أن تتخطّاها إذا شئت”.