عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
3052
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
798

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
05-23-2019, 09:18 PM
المشاركة 1
05-23-2019, 09:18 PM
المشاركة 1
افتراضي زهـــــــــور برية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
من الموسوعة الأدبية

زهــــــــــور برية

التربة الخصيبة المعطاء ناءت باكتناز الخصب ، ناءت بالفرح
فرنّقت بالزهر آفاق البرارى الشاسعة
وفجرت عيونه مجلوة الحدق
الزهر لم تزرعه يد ...
عطية الليالى الدافئة .. بوح الهوى
وفيض خصبٍ مفعم القوى مركز الرحيق
الطفل عاد .. فى جناحه الألوان والعطور والنغم
وفى يديه معزفٌ مسحور
وفى خطاه رقصة الفراشة الضحوك
عرّيت أقدامى
وسرت فى حقل الزهور اليانعة
ألامس الندى فى عشبه النضير
ومدت الزهور جيدها الجميل
نحوى ... ونادتنى عيونها المشتاقة الوهج
فملت نحوها
هفا قلبى :
" حبيبتى ...
" الله ما أحلاك ...
" ما أحلى اشتعال اللون فى خديك
" ما أحلى القلق
الله ، ما أحلى الدوار من عطورك الخمرية الفواحة العبير "
***
حدقت فى عيونها ...

شربت من عيونها الندى ...

ربّت فى حنوّ فوق عودها الرهيف

سألت عن أسمائها
وفى ارتجافة القلق
سمعت همسها الشفيف
لمحت فى أغوارها حكايات
تريد أن تبوح
ممزوجة بالشهد والعطور والنغم
لو أننى نُحيلة
لكنت قد قطرت من عطورها الرحيق
لو أننى غمامة
لكنت قد رويتها بدمعى الشفيق
لو أننى الندى
لقبلت شفاهى البليلة العيون
ورطّبت أوراقها العطشى لملمس النسيم
لكننى لم أكن إلا عابرة
تسوح فى مرابع الحقول
تأسرها الألوان والأنغام والعطور
وتنسج الألحان من أوامها اللهيف
***
وددت لو أنى لبثت فى جوارها
أصغى إلى حكاياها ... إلى أسرارها
أذوق أسرار الرحيق فى أغوارها
ألمس فى كفىّ رعشة الورق
يرجعه النسيم فى مضاجع الغسق ...
لكننى لم أكن إلا عابرة
تسوح فى مرابع الحقول
تأسرها الألوان والأنغام والعطور
وتنسج الألحان من أوامها اللهــــــــيف
***
الشمس غابت
ضاعت الألوان فى ظل الغسق

وغامت الزهور فى الظل العميق ...
لملمت خطوى ...
عدت فى أسر الليالى الضائعة
ولم يزل فى لحظى الحزين
بقية من لونها البهيج ...
وفى فؤادى غيمةٌ من الشجن
ونفحةٌ مليئةٌ بالشجو من عطــــر البرارى المزهــــــرة
فإننى لم أكن إلا عابرة
تســـــوح فى مرابع الحقــــــول