عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
2025
 
سرالختم ميرغنى
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سرالختم ميرغنى is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
798

+التقييم
0.28

تاريخ التسجيل
Jul 2016

الاقامة

رقم العضوية
14730
06-30-2019, 11:22 PM
المشاركة 1
06-30-2019, 11:22 PM
المشاركة 1
افتراضي يومُ الخلـــــــــــود
يومُ الخلود

نحن نؤمن بالدار الآخرة لأن من وعد بها هو خالق الكون . ولو كان من وعدنا بها إنسانٌ مثلنا لما آمنا طبعا . ولنتخيل حياتنا هناك فى الدار الآخرة يجب أن نتخلص من أشياء معينة هى مواصفات حياتنا الدنيوية . مخطئٌ من يظن أن الله سبحانه سيبعثنا فى الآخرة بنفس صفاتنا الدنيوية . فإنسان الدنيا كائنٌ مهيأٌ ليعيش متوسط ستين عاما . فإذا بلغ التسعين والمائة وما فوقها ضعف سمعه وبصره وعقله وذاكرته وتجعد جلده وكثرت أمراضه وصار إلى الموت أقرب منه إلى الحياة . هل مثل هذا الكائن يصلح للحياة الأخروية ؟ بالطبع لا . إن السبب الأول فى إلحاد الكثير من الناس هو تصورهم للحياة الآخرة على نفس هيئتنا الدنيوية . وهذا خطأ واضح وفرضية مستحيلة . بادئ ذى بدء ، حياتنا الثانية هى حياة أبدية ، وليس فيها ( أعمار ) وليس فيها طفولة وشباب وكهولة وشيخوخة .. إلخ إلخ . ما يهلك قوتنا وصحتنا فى الدنيا هو عامل الزمن . فى الآخرة عامل الزمن شيئٌ مجهول ، لا نعرف كنهه . فى الدنيا ، خليتنا الأولى فى بناء أجسادنا مصممة على أساس عمر محدد . وهذا التصميم هو الطامة الكبرى التى تقصف بأعمارنا . إن كل عضو فى جسدنا تموت خلاياه فتحل محلها خلايا جديدة ويتواصل هذا التجديد ، ولكن إلى حين ، وليس إلى الأبد . ومن أعضائنا ما إذا ما مات بعض خلاياه لا تحل محله خلايا جديدة ، كالكبد مثلا . هذه العوامل مجتمعة ، مضافا إليها عامل الحوادث العرضية المميتة ، كلها تتضافر لإلحاق الفناء بالإنسان . فى حياتنا الآخرة هنالك أشياء كثيرة مجهولة لدينا الآن . أى أن حياتنا هناك ستُبنى على عوامل لا ندركها نحن فى الدنيا ، ولم نألفها ولم تكن من ضمن علومنا الدنيوية . فالآخرة عالم آخر لا يمت بصلة إلى العالم الدنيوى ، وفيزياؤه غير فيزياء الدنيا ، وبديهياته غير بديهيات الدنيا ، وقوانينه غير قوانين الدنيا ..فهو عالمٌ مختلفٌ تماما عما ألفناه فى الدنيا . سنرى أشياء لم نكن نراها فى الدنيا ، وسنحس بزمنٍ جديد لم نألفه فى الدنيا ، فلا صبح هناك ولا ظهيرة ولا غروب..إلخ . والقرآن يقول لنا " ذلك يوم الخلود " أى أنه يومٌ ثابت ليس فيه شهر ولا أسبوع ولا سنة ..مما يوحى بأن الزمن فى الآخرة شيئٌ جديدٌ لم نألفه فى الدنيا . وفى الحديث القدسى " أعددت لعبادى الصالحين ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر " . وهو ما يؤيد أن مواصفات ومزايا وقوانين الحياة الآخرة لا تشبه ، بل لا علاقة لها ، بمثيلاتها فى الدنيا !