عرض مشاركة واحدة
قديم 09-24-2010, 09:15 AM
المشاركة 22
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
الفتاة الصغيرة



أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ
سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
غِي وُدّهَا بِطِلابِهَا
أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا
جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَـ
ـنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْـ
ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ
يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا
أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
ـتِ حَكِيمَةُ ـ وَلِمَا بِهَا
إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
يَلْعَبْنَ في مِحْرَابِهَا
وَالجِنّ تَعْزِفُ حَوْلَهَا،
كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
فَخَلا لِذَلِكَ مَا خَلا
مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
وَلَقَدْ غَبَنْتُ الكَاعِبَا
تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
وَأخُونُ غَفْلَةَ قَوْمِهَا،
يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
حَذَراً عَلَيْهَا أنْ تُرَى،
أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
يَأتي بِرَجْعِ حَديِثِهَا
فَمَشَى، وَلمْ يَخْشَ الأنِيـ
ـسَ فَزَارَهَا وَخَلا بِهَا
فَتَنَازَعَا سِرّ الحّديِـ
ـثِ، فَأنْكَرَتْ، فَنَزَا بِهَا
عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
فَطِنٌ لِمَا يُعْنى بِهَا
صَنَعَ بِلينِ حَديثَها،
فدنَتْ عُرى أسبابِها
قالتْ قَضيتَ قضيةً
عدلاً لَنا يُرضى بِهَا
فَأرَادَهَا كَيْفَ الدّخُو
لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لـهَا
في قُبةٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
إنَّ الفتاةَ صَغيرةٌ
غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
وَاعْلَمْ بِأنّي لَمْ أُكَدَ
مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
إنّي أخَافُ الصُّرْمَ مِنْـ
ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
فَدَخَلْتُ، إذْ نَامَ الرّقِيـ
ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ
مِنْ شِدّةٍ لِلِعَابِهَا
قَسّمْتُهَا قِسْمَيْنِ كُـ
ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
فَثَنَيْتُ جِيدَ غَرِيرَةٍ،
وَلمَسْتُ بَطْنَ حِقَابِهَا
كَالحُقّةِ الصّفْرَاءِ صَا
كَ عَبِيرُهَا بِمَلابِهَا
وَإذا لَنَا نَامُورَةٌ
مَرْفُوعَةٌ لِشَرَابِهَا
وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
وَمُفَدَّمٌ يَسْقي بِهٍا
هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
وَوَدِيقَةٍ شَهْبَاءَ رُدّ
يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
شَمْسٌ بِحَرّ شِهَابِهَا
حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
فَالجَمْرُ مِثْلُ تُرَابِهَا
كَلّفْتُ عَانِسَةً أَمُو
ناً في نَشَاطِ هِبَابِهَا
أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
فشكت إليَّ كَلالَهَا،
وَالجَهْدَ مِنْ أتْعَابِهَا
وَكَأنّهَا مَحْمُومُ خَيْـ
ـبَرَ،بَلَّ مِنْ أوْصَابِهَا
لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
وَرَدَتْ عَلى سَعْدِ بْنِ قَيْـ
ـسٍ نَاقَتي، وَلِمَا بِهَا
فَإذا عَبِيدٌ عُكَّفٌ،
مُسَكٌ عَلى أنْصَابِهَا
وَجَمِيعُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْـ
ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
ـتَبْطَنْتُ مِنْ إشْرَابِهَا
وَعَلِمْتُ أنّ اللـهَ عَمْـ
ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا