أهرول داخل دهاليز صمت
داخل قوقعة تتنفس بالظلام
وأخطو وكلي خوف
لا أحمل إلا عودا من ثقاب
أخاف أن أشعله فافقد أملاً
أو تهب نسمة فتبتلع ضيائي
وأصرخ بأعلى صوتي
لا يستطيع الخروج من جوفي
أصاب برعشة
لأن الصمت كمم فمي
خاطه بحبل صمت أسود
مشيت وقد أغمضت عيني
أتحسس ما حولي
لكن الصمت والظلمة
زاد من نبضاتي
صمت جائر وظلمة قاتلة
أحسست بنسمات
تلفح وجهي
أيقنت أن هناك
روحا خائفة تقترب مني
جازفت
و أخرجت عود الثقاب
ولكن الروح اصطدمت بجيدي
فصرخت جزعا
ولكن الصمت مازال مكمم شفاهِ
فأشعلت عودي
فتحت عيني
ورأيت أمواج من الأطياف محلقة
وقد رسمت ببنان رقيقة ناعمة
ورأيت شعر أشقر
يتطاير على جدرانها
ومبسم لثغر يرتعش من سكناتها
وجيد كخيزران تمايل من عثراتها
ولمست يدا كالحرير
وعينان ناعستان صافيتان
سبحان من سقاها بكحل
زان مقلتيها
ومياه هادئة
تنساب كلؤلؤة
من بؤبؤه عينيها
وفقدت إحساسي
من جدران صمتي
قلبي تعلق بهواها
وما لبثت بحنانها سوى لحظات
أحرقت أناملي
من عود ثقابي
وعدت إلى رشدي
وضربت كفي
بحافة سريري
لحلم طار أدراج الرياح
ووضعت وسادتي فوق رأسي
لأغتصب النوم
ولكنه جفاني
وطارت يمامتي
وبقيت لوقت جاثيا
لكن الوقت كان عزائي