عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 12:12 AM
المشاركة 8
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: تــــــركــــوا أثــــــلامـــــــاً ...
جبـران خليـل جبـران

ثمة أدباء يكتبون لمنطقة معينة في زمن معين
فلا يتعداهما ما يُنتجون
فيما الآخرون يتوجهون في كتاباتهم الى كل انسان في كل زمان ويبدعون
فيستمر نتاجهم حيّا نضرا يثير الاهتمام والاعجاب!
من هؤلاء جبران خليل جبران
فبرغم انقضاء أكثر من ثمانين عاما على غروبه
لا زالت كتاباته حيّة في أذهان العرب والغرب
شاعر.. وأديب ..ورسام
في مدينة بشري شمالي لبنان وفي ظلال الأرز كان مولده
عاش طفولته طالبا متمردا على النظام
لكنه كان فطنا حاضر النكتة ..
يتلهى برسوم كاريكاتيرية للمعلم بدلا من أن يصغي اى شرحه !!
وفي البيت كان ينصرف الى التصوير
كان التلوين بالفرشاة هوايته المفضلة منذ عامه السابع
ولما بلغ الحادية عشرة من عمره
ضربت حياته أزمة دمغت حياته بالسواد
حيث أوقف والده بتهمة الاختلاس 00.. فضاقت سبل العيش بوجه العائلة
فاضطرت الأم الى مغادرة لبنان طلبا طلبا للرزق
وهربا من من ذل الفقر
حملت أولادها الأربعة الى مدينة بوسطن الأمريكية
وهناك لفت هذا الصغير انتباه معلميه بشدة
فذكاؤه ونهمه الى الاقتباس وبراعته في الرسم ..
هذه البراعات شدتهم اليه
وهذا ما شجعه أن يضع رسوماته في منشورات
دور النشر
والعائد منها كان يوفر له ما يكفيه لنفقاته الخاصة
خفق قلبه لأول مرة بحب شاعرة فتية
اسمها ( جوزفين )
حين التقاها في أحد المعارض
فيما بعد .. أتقن اللغة الانجليزية .. وبرع في فن التصوير
ولمّا يكتف بشهرته كرسام .. بل عرف ككاتب
حيث بدأ ينشر مقالاته في جريدة ( المهاجر ) الاسبوعية
وكتب بحثا طويلا في ( الموسيقى )
ظهر عام ألف وتسعمئة وخمسة .. كباكورة لأعماله
اشتق فيه نهجا تميز بالبساطة الانيقة على براعة في الخيال .
غادر جبران بوسطن وعاد الى بيروت حاملا قلبه الجريح
فزار أباه في ( بشري ) فألفاه مُعدما قد شاخ قبل الأوان .
في مطلع العام الدراسي بنفس العام سجل اسمه في معهد الحكمة
وقد صنف في الابتدائي ..
فعزّ عليه وقد أتقن الانجليزية وفن التصوير
أن يزامن أحداثا ثقافة لهم
فاشتكى أمره الى الخوري ( يوسف الحداد )
وقد قال عنه فيما بعد ( اقشعرّ بدني .. وشعرت أن أمامي
عقلية بارزة في فتى له حكمة الشيوخ ..
فلم يكن الصغير عند القاء الأُمثولة يفتح كتابه
بل كان أذنا وعينا ..
كان كلما شرعت باعطاء دروسي
يغرس سبابته وراء أذنيه
ويقبض بباقي أصابعه على صدغيه
ويلبث محدقا الي أو مُطرقا
فاذا راقه الدرس ثابر الى النهاية ..
والاّ انصرف عنه الى ورقة بيضاء يخط عليها
رسوما أو عبارات
وكان يأتيني بمقالات من عنده
فأرى فيها جسما متناسق الأعضاء
.. عليه مسحة من الجمال
تحت ثوب من اللفظ لا يشاكل المعنى !!
- هذا ما قاله أستاذه يوسف الحداد عنه -

لم تطل اقامة جبران في بيروت بل غادر ثانية الى باريس
ثم الى نيويورك وهناك اشتُهر وعلا صيتُه ككاتب ورسّام .
وخلال هذه الرحلة الطويلة
من الترحال حينا والثبات حينا آخر
ترك جبران للمكتبة قبل أن يغيب آثارا أدبية رائعة
لها وقعُها ولها أثرها على النفوس
كالاجنحة المتكسرة والارواح المتمردة وعرائس المروج
والمواكب والعواصف وغيرها الكثير .....
أما عن آخر اللحظات في حياة هذا الأديب والشاعر والرسام
كان في موكب الغروب
ففي عام ألف وتسعمئة وواحد وثلاثين
ما تجدد جبران مع ربيع هذه السنة كعادة الأشجار المثمرة
فقد أقعده المرض عن العمل
وفي صباح التاسع من نيسان استقْوتْ عليه العلّـة
فنقل الى المشفى وفي اليوم التالي لفظ أنفاسه الأخيرة
وتلبية لوصيته نقل على ظهر باخرة الى بيروت
وهناك رقد رقدته الأخيرة!!

ولا بد لنا ونحن نسمع فيروز تشدو
أعطني الناي.. وغني
فالغنى .. سرّ الوجود
وأنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الوجود
لا بـد أن نتـذكّركاتبها




ألقاكم في شخصية أخرى
مع التحية ...ناريمان