عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2010, 11:58 PM
المشاركة 45
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
ينتابني أسباب جمة حول هذا الأمر . لا أخفيكم القول أن الناس في السابق تتشابه وجهات النظر في التعليم ، ويكاد الأوحد همّ الكثير من الآباء ، بل تسرب الطالب ، وفشله يعد كارثة لا يدري صاحبها يمسك رأسه على هون أم يدسه في التراب ، وفي نظري هناك عدة عوامل لعبت دورا في هذا الشأن :
· لم يكن إعلامنا بهذا القدر من الانفتاح ، ولم تكن القنوات الفضائية 24ساعة تعمل دون توقف ، ولم يجد الطالب ما يشغله عن ما حُدد له من مستقبل .
· لم تكن همومنا الإسلامية ، والعربية مكشوفة كما هو الحال الآن ( كانت القضية الفلسطينية) هي القضية التي تشغل العالم الإسلامي ، والعربي ، أما الآن فحدثوا ولا حرج . هذه الحالة من وجهة نظري زادت من حدة الملل لدى الكثير من الناس ، وشبه اليأس .
· الحروب المدمّرة ، والتشتت لربما زاد الكثير من الناس تشتت الذهن عن أمر الأمة ، وحتى الاهتمام بالتعليم .
هدفي من هذه الأشياء التي أوردت (حروب نفسية ) أراد بها الأعداء حتى نغفل التركيز عن شبابنا ، ومستقبله التعليمي .
الترف أحيانا نقمة بقدر ما هو نعمة خصوصا إذا كان بيد جاهل لا يدري كيف ينفق؟ ومتى ينفق .؟
الكثير من الضائعين الآن هم من أبناء أصحاب الترف لكونه ليس بحاجة للتعليم ، وبعد أن رأى البطالة التي تحتاج العالم العربي اليوم .
أما الفقر : فكان في السابق نعمة بقدر ما هو عناء إلاّ أن أبناء الفقير أثبتوا جدارتهم ، بل تفوقوا على غيرهم . الآن الفقير المعدم هو من يعاني لاسباب الكثير يعرفها ، وما إغفال الدول العربية عن شعوبها إلاّ زيادة في العناء . أصحاب الأموال ما أكثرهم فهل يحسون بأولئك .؟ لا أظن ، ولو أن الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام تعطى كما ينبغي ما كان بيننا فقير أو على الأقل كانوا يعدون على الأصابع . وما تلك الأموال في بنوك أوروبا ، وغيرها لو استثمرت في بلداننا لما كانت البطالة على هذا الحال .