عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2010, 11:10 AM
المشاركة 57
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الخامس :
التربية والتعليم أمران لا يجب فصل أجدهما عن الآخر . كانت وزارتنا تحت مسمى (وزارة المعارف ) قبل عهد ليس ببعيد استبشرنا خيرا ، وقلنا غدا سنرى ما يثلج الصدر من شبابنا إلاّ أن الاسم لم يزد في شيء . أظن كل الدول العربية تحمل هذا المسمى ، لكن يبدو لي والله أعلم أن الأمر أكبر من هذا بكثير، وهناك عوامل عدة استبعدت هذا الاسم ( التربية ) عن الواقع الذي نراه ، وليست وزارة التربية والتعليم وحدها سبب رئيسي في ذلك.
1ـ الإعلام له نصيب الأسد في تلك التربية التي نراها بين أولادنا وبناتنا ، فلم يعد يراعي التربية المنشودة ، والمأمولة بين شبابنا .
2ـ اللائحة التي سنتها وزارة التربية ، والتعليم ، والتي تعنى بالطالب ، وسلوكه داخل المدرسة لا أرى أنها تخدم العملية التربوية ، ولا حتى التعليمية للأسباب التالية :
اـ يحق للطالب التغيب عن المدرسة ، ويحق له دخول قاعة الامتحان ، ويحق له أن ينجح كغيره من المتواجدين يوميا .
ب ـ الدرجات التي تعطى للطالب 100درجة في السلوك ، وهي بكل تأكيد ترفع من معدلة النهائي . وقد تخصم عليه درجات مقابل الغياب لكنها لا تؤثر على استمرارية التعليم ، ولا تؤثر حتى وظيفيا إن ترك الدراسة . كنا في عهد سابق إذا تجاوز الطالب 25% يحرم من متابعة دراسته لذلك العام
ج ـ ورود بنود عدة في اللائحة تخدم الطالب ، وتضر به سلوكيا أكثر من نفعها ( أراد أن يكحلها فأعماها .)
3ـ انعدام المتابعة الجديّة لدى بعض الآباء والأمهات ، مما جعل الحبل على الغارب، الأمر الذي جعل الكثير من الأبناء يتابع نفسه ، أو يضيع مع من ضاع .
4ـ فقدان القدوة الحسنة في بعض الأسر ، وكذلك المدارس ، والشارع أيضا . أعرف أن بعض الطلاب تسند مهمة متابعتهم للسائقين ، والخدم .
أما ما يخص المعلم :
المشكلة أن الكثير من المعلمين خصوصا الجدد منهم على مهنة التعليم لم يتلقوا التعليم الجيد سواء كان ذلك في الجامعات ، أو حتى كليات المعلمين ، والحقيقة لا ألومهم كثيرا للأسباب التالية :
1ـ البعض منهم زُجّ به أو زجّ بنفسه في هذه المهنة الشريفة ، ولم تكن لديه الرغبة في ممارستها لكن العوز وصل به إليها .
2ـ لم يجد المعلم التعليم المركّز ، والمكثف ، وما يتعلق بطرائق التدريس المكثفة أثناء التخصص في الكليات التربوية.أعرف أن كل مادة لها مقرر واحد باسمها. وفي نظري هذه لا يكفي لإعداد معلمين أكفاء لتلك المهمة ، ولا يعني أن الجميع على هذا الحال ففيهم من أحب مهنته ، والبحث عن كل جديد يخدم مادته، والبعض منهم كان ينبغي الإشادة به وجهوده مع طلابه ، حتى أعرف أن بعض المعلمين خاصة في المرحلة الثانوية ، وحتى بعد التخرج من الجامعة لازال بينهم تواصل وتقدير متبادل .
3ـ لم يجدوا من يتابعهم متابعة جديّة أثناء التربية العملية ( الميدانية ) ، وكانت الزيارات لهم أثناء التدريب مرة أو مرتين كل شهر .
4ـ لم تعد( الثقافة ، والبحث ، وتطوير الذات عن طريق المراجع المفيدة ، أو تصفح النت للإطلاع على تجارب الآخرين ، وما وصلوا إليه ) تهم الكثير من المعلمين . يكفيه المنهج المقرر، وما فيه ، رغم وجود مواضيع هامة في علم النفس التربوي، كان من المفترض أن يعود لها المعلم بين كل فترة ، وأخرى لصالحه وعمله . ونجد ضعف البعض منهم من خلال معالجته لبعض القضايا التربوية مع طلابه ، بل قد يشارك البعض من المعلمين فيها ، ويزيد الطين بلة هذا إن لم يكن سبب فيها .