عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2021, 06:10 PM
المشاركة 4
عبد الكريم الزين
من آل منابر ثقافية

اوسمتي
الوسام الذهبي الألفية الرابعة الألفية الثالثة وسام الإبداع الألفية الثانية التواصل الحضور المميز الألفية الأولى 
مجموع الاوسمة: 8

  • غير موجود
افتراضي رد: هل صحيح ماتقوله الداعية؟!
كدت أقتنع بما فسرته الداعية وأجزم أن ما قالته صحيح ..
وهذا التبرير مجرد اجتهاد شخصي لا أكثر ..

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } يتيما بمعنى إنسانا نفيسًا عظيما ليس مثله أحد وهذا الوصف وصفه الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لذلك آوى الناس إليه.
بالعودة إلى معنى يتيم وجدت أنها تحمل معنى غير اليتيم فاقد الأب بل
يتيم زمانه/ يتيم دهره: متفوِّق في نوعه، متفوِّق على أقرانه
أما الثانية
{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } أي الناس كانوا في ضلال وبعدما وجدوا النبي عليه الصلاة والسلام. اهتدوا
فالرسول الكريم لم يكن يوماً ضالاً، ولو أنه كان ضالاً لما كان يتعبد في غار حراء
ثم إن كلمة ( فهدى ) هي عبارة عن جملة كاملة من فعل وفاعل ، والفعل هدى والفاعل ضمير عن لفظ الجلالة ( الله) والمفعول به هنا غير موجود ، وقد يكون المفعول به ( هم ) أي قومك ، ولو أن المفعول به ( محمد صلى الله عليه وسلم ) لكانت الكلمة ( فهداك )
وكذلك كلمة عائل ، ليس بالضرورة أن تكون بمعنى الافتقار بل هي اسم فاعل من الفعل عال، أي قام بشؤون غيره ، وهناك معنى آخر ل ( عائل ) وهو : النَّبَاتُ الَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ نَبَاتٌ آخَرُ وَيَسْتَمِدُّ مِنْهُ غِذَاءهُ.
ومن هنا
أقول أن ما فسرته الداعية قد يكون صحيحاً، والأرجح أنه صحيح.
بوركت وهذا الطرح الرائد
تحية ومحبة لقلبك
ناريمان



تحية طيبة
مع احترامي لرأيك أختي الكريمة ناريمان، إلا أني أرى أنه يجانب الصواب

كلنا نعلم وقريش من قبلنا، أن الرسول صلى الله عليه وسلم نشأ يتيم الأبوين، وكان أميا لا يقرأ أو يكتب، ولم يطلع على كتب الأولين أو أخبارهم، وكان فقيرا فأغناه الله بمال خديجة، فعال بعضا من أبناء عمه أبي طالب.
فلماذا نبحث عن تفسيرات بعيدة لا تستقيم لغة ولا تطابق سيرة حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف يخاطبه الله تعالى مباشرة بكاف المخاطب " وجدك ضالا" ونقول بأنه يخاطب الآخرين ويصفهم بأنهم كانوا في ضلال، ومعنى الضلال في السورة ليس الكفر، بل عدم معرفة الكتاب والإيمان كما قالت الدكتورة ياسمين، فقد وصف الله عزّ وجلّ النبي صلى الله عليه وسلم بالغفلة في قوله عزوجل:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:3].
وليس في وصف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه من الغافلين ذمّ له، بل هو بيان الواقع الّذي كان عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل نزول الوحي، فالغفلة نوعان:
1- غفلة إعراض:
وهذه لا شكّ في ذمّها، لأنّها ترك الشّيء بعد العلم به، كما قال تعالى:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: من الآية179]، وقال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:{وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: من الآية205]..
2- والنّوع الثاني: بمعنى الجهل والذّهول عن الشّيء.
وهذا لا يسلم منه أعلمُ أهلِ الأرض، وهو بمعنى: الجهل، ولكنّ الله لم يشأ أن يصف نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالجهل.
قال القاسميّ رحمه الله في "محاسن التّأويل": والتّعبير عن عدم العلم بالغفلة لإجلال قدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم "
وقد سمّى الله تعالى الغفلة عن الشّيء جهلاً في حقّ غير النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال:{يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.
ومثلُ آية سورة يوسف في المعنى، قوله تعالى في سورة الضّحى:{وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}، أي: وجدك لا تعرف الحقيقة وتبحث عنها.
لذلك امتنّ الله على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم فقال:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52]، وقال له:{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} [النساء: من الآية113].

ثم إنه قد ورد في الحديث الشريف، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سألت ربي عز وجل مسألة وددت أني لم أكن سألته ، قلت : أي رب قد كانت قبلي أنبياء ، منهم من سخرت له الريح ، ثم ذكر سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من كان يحيي الموتى ، ثم ذكر عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ومنهم ومنهم يذكر ما أعطوا ، قال : ألم أجدك يتيما فآويت ؟ قلت : بلى ، أي رب ، قال : ألم أجدك ضالا فهديت ؟ قلت : بلى ، أي رب ، قال : ألم أجدك عائلا فأغنيت ؟ قلت : بلى ، أي رب ، قال : ألم أشرح لك صدرك ، ووضعت عنك وزرك ؟ قلت : بلى ، أي رب »

وتقبلي أستاذتي العزيزة فائق تقديري وتحياتينقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة