عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2010, 08:49 PM
المشاركة 67
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
كُنت سأفعل ذلك ، ولك الشكر على حرصك ، وأنا مواطنٌ عربيّ مسلم ، لكنني أرى كما يرى غيري ما يندى له الجبين . بلادنا كانت تشدُّ لها الرحال من كل مكان على أيدٍ أفنت حياتها في سبيل إنارة الطريق أمام الأمم ، إلاّ أن من خلفهم قوم أضاعوا كل ما تم ، وأصبحنا نبحث عن الفتات والله المستعان .
من خلال الحوار الذي تم نستطيع الخروج بتوصيات نرى أنها في غاية الأهمية :
أولاـ المنهج المدرسي :
المنهج المرسي والذي يعد غذاء المجتمع ، وحاجته كان يجب أن يُبنى ويصاغ لحاجة ذلك المجتمع ، وإن يشترك في صنعة فئات من المجتمع نفسه ، وأن لا يبقى حكرا على ثلة ممّن وهبوا ونصّبوا أنفسهم لذلك . هذا المنهج يجب أن يعد وفق خطط مدروسة ، ويراعى في ذلك ما يلي :
اـ المتغيرات الثقافية التي طرأت اليوم .
ب ـ تجديد ، وتحديد الأهداف وفق حاجة المجتمع ، وما يريد الوصول إليه( فما نحتاجه اليوم ليس كمن احتجناه بالأمس .)
ج ـ متابعة ما تم من بحوث تربوية ،وعلمية حول المنهج سواء كانت عربية أو أجنبية ، وأخذ ما يناسب ناشئتنا مع الحرص من مسايرة تلك التطورات العالمية ..
د ـ الاختصار الشديد لبعض المناهج التي تعتمد على الحشو دون فائدة . .
هـ ـ التركيز على التقنيات الحديثة ، وإدخالها في مدارسنا ليطّلع الدارس عمّا يحدث عند غيرنا ، ويستفيد منها ، وأن لا يُقيّد بما رسم له . (المنهج لا يعني تلك الكتب التي تمت صناعتها فحسب ، بل هو أوسع بكثير من هذا .)
و ـ أهمية مراعاة الفئات العمرية عند صناعة المنهج ، وكذلك الزمنية ..
د: التقويم المستمر لتلك المناهج ، وملاحظة مدى فائدتها للناشئة ، وحاجة المجتمع لها ، و من ثم تقييمها ، وإلى أي مدى وصلت إليه.
ثانيا :المعلم :
كان ينظر للمعلم قديما : جالب المعرفة للطلاب ، وما عليهم إلاّ حفظ ما يجلب لهم . أما الآن قد اختلفت تماما تلك النظرة فأصبح المعلم مربٍ قبل أن يكون معلما .لذا كان من أساسيات وزارات التربية والتعليم أن تعنى بهذا المعلم في أمور عدة ومنها :
1ـ انتقاء المعلم الشغوف بهذه المهنة ، وفق أسئلة تُعد له قبل دخوله لتلك الكليات التربوية لكون هذه المهنة رسالة سامية ، ولا تُعطى إلاّ لمن يحبها ، ويحلُّها .
2ـ تزويده بالعلوم المعرفية ، والتربوية أثناء التعليم الجامعي ، وتأهيله التأهيل الذي يمكنّه من ممارسة تلك المهنة بكل جدارة .
3ـ تشجيعه على البحث عن كل جديد ، والاستزادة ممّا يعينه ويفيده أثناء عمله .
4ـ تدريبه أثناء التربية الميدانية ، وتكثيف الزيارات خلالها ، وتقديم النصح والإرشاد ، ومن ثم متابعة التقيد بها.
6ـ رفع معنوياته ، وتشجيعه أثناء تأديته لعمله ، والإشادة بجهوده تجاه طلابه ، وما يقدمه من تميّز تربوي ، وعلمي .
7ـ النظرة الثاقبة من قبل وزارة التربية والتعليم للدور الذي يقدمه للمجتمع ، وكم يفني من عمره لكي يرتقي غيره .
8ـ عدم التقليل من شأنه من خلال تلك التعاميم الوارة ، والمعاملات التي يتلقاها من البعض من المشرفين التربويين أثناء تأديته لعمله .
9ـ احترام رأيه ، والأخذ بمشورته خصوصا فيما يتعلق بطرق التدريس ، وإعداد المناهج الدراسية .لكونه في الميدان التربوي.
. 10ـ الرفع من شأن المعلم ، وإعادة مكانته التربوية ، والتعليمة بدلا من التشهير به .
ثالثا : الطالب :
في نظري الطالب هو تلك النبتة ، والتي تبدأ من بذرة تم بذرها ، وعلينا متابعة نموها ، والاعتناء بها ، ورعايتها حق الرعاية .
يختلف طالب اليوم عن طالب الأمس فطالب الأمس هدفه واضح ، وهو يقرأ ويكتب ، ويجيد الحساب ، وكفى .أما الآن ، وفي خضم هذا العصر المتطور أصبحت النظرة شمولية ، ولابد من الإعداد الجيد لها .
1ـ إهمال التربية في مناهجنا ، رغم أخذ وزارة التربية هذا المسمى على عاتقها ، ووضعته قبل التعليم فينبغي عليها إعادة النظر في هذا الشأن ، وجعل هذه المناهج تعنى بتربية الطالب بدلا من حشو الأذهان ، وتفريغها عند كل امتحان .
2ـ إعادة النظر في تلك اللوائح التي لاتسمن ولا تغني من جوع ، بل تزيد من تمرد الطالب على نفسه ، ومعلميه ، ومدرسته .
4ـ التوقف عن تلك التصريحات التي نراها في صحفنا ، ومن خلال التعاميم الواردة ، والتي تصب في انتقاص قدر المعلم أمام طلابه .
5ـ الاعتناء بطالب اليوم ، والعمل على توسيع فكره ، وتزويده بالعلوم النافعة ، وتوفير أجهزة الحاسوب، ووسائل وتكنولجيا التعليم المتعارف عليها ، ليبحث عن كل جديد ،ويصل إلى المعلومة بكل يسر وسهولة ، ويجول في بحور العلم والمعرفة ، وعدم تقييده بذلك الكتاب فقط.
6ـ سن اللوائح والقوانين الفاعلة ، والتي من شأنها ترقى بطالب اليوم بدلا من تضييعه ، والإيحاء بأنها في خدمته وتصب قي مصلحته ( لاضرر، ولاضرار ) له حقوق ، ولمدرسته ومعلميه حقوق .
7ـ غرس العقيدة الإسلامية ، والتربية الحسنة في نفوس الطلاب والأخذ بمبدأ (احترام الصغير للكبير ، ورفق الكبير للصغير)
8ـ تقديم النصح والإرشاد لهم من خلال مرشدين أكفاء يحسنون التعامل مع هذا السن ، ويجيدون إنارة طريقهم .
لكم شكري وتقديري .