الموضوع: أبطال الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 01:04 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: أبطال الحياة

منقول

بسم الله الرحمن الرحيم"

قال مصطفى الرافعي: " ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر!
إن ارتفعت السفينة, أو انخفضت, أو مادت, فليس ذلك منها وحدها, بل مما حولها.
ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً, ولكن قانونها هو الثبات, والتوازن, والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها.
فلا يعتبن الإنسان على الدنيا وأحكامها ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه."

فهذا ما صورته الأستاذة / جميلة القاضي !

حكاية نجاح بأنين كفاح

فهي واحدة ممن فقدوا السمع في الصغر؛ منّ الله عليها بأسرة ساعدتها على مواصلة تعليمها بالشكل المطلوب
حتى حصلت على شهادة الدبلوم العالي من معهد الإدارة 1409هـ, إضافة لعدد من دورات الحاسب الآلي, وهي تعمل الآن في إدارة العلاقات العامة والإعلام في جامعة الملك سعود.

وبمواهبها المتعددة استطاعت التعبير عن مشاعرها وأحاسيسها تجاه الطبيعة والوطن عبر الريشة والألوان
وتطمح الفنانة التشكيلية جميلة القاضي وبتعطش لأن تمثل على خشبة المسرح إلى جانب الرغبة في تطوير هواياتها؛ فهي تحب الطبخ وتصميم الديكور وتمارس زراعة الورود باستمرار.

ولكن لم تشفع لها موهبتها وتمكنها من حقها في الترقي عبر السلم الوظيفي, فقد تم تجميدها على المرتبة السادسة سبعة أعوام, مما أدى إلى عدم حصولها على العلاوة المقرر أن يتحصل عليها كل موظف حكومي كما تقول في مقابلتها مع جريدة الحياة " 17 عاما من العمل المتفاني وأنا في انتظار الحصاد".

وتضيف مؤكدة أن حجب الترقية عنها يعد "أمراً مخالفاً لبند ديوان الخدمة المدنية, الذي ينص على أن تتم الترقية كل أربعة أعوام" وتلمح إلى أن تطويرها الذاتي لم يجدِ, وتضيف بأسى في محاولة لتحليل مبررات ذلك "ربما لأننا من ذوات الاحتياجات الخاصة نترك في مراتب أقل ولدي زميلات لم يتجاوزن المرتبة الخامسة".

تحمل القاضي على عاتقها العناية بجمع التبرعات لمصلحة ذوات الاحتياجات الخاصة من خلال عملها مشرفة صندوق التبرعات في المركز الثقافي للصم, وترى أن زوجات السجناء الصم, ممن تورطن أزواجهن في الاستدانة بسبب ضيق ذات اليد وقلة الموارد المالية, لهم الأولوية في الدعم وتوضح: "أن تورط الرجل الأصم قضايا الحقوق المدنية يخلف أسراً تعاني من عدم القدرة على إيصال صوتها ".

وتتطرق إلى احتياجات الصم الأساسية المتعلقة بالسماعات التي لا يستغنون عنها منوهة أن: "أثمانها باهظة جداً " مما يستدعي محاولة توفيرها للأسر المحتاجة للدعم, وتضيف: " بالطبع لمن لم يحصلوا على وظائف ويشكلون شريحة كبيرة من الصم" داعية إلى ضرورة توفير فرص عمل لهم ومحذرة من مغبة استمرار تفاقم أوضاع بعضهن من دون دراستها ووضع الحلول لها.


وتنادي الأستاذة جميلة بضرورة تخفيض رسوم وسائل الاتصال الوحيدة بين الصم النساء: " على شركة الاتصالات أن تتعامل بنبل مع ذوي الاحتياجات الخاصة لأن رسائل الجوال هي وسيلتهم الوحيدة لبث ألمهم والجسر الوحيد الذي يوصل أصواتهم, ولذلك ينبغي تخفيض الأجور لهم بصفتهم مستخدمين بكثافة لهذه الخدمة, وتصميم ما يخدم احتياجاتهم".

وأكبر مؤرق لأسر الصم هو أثمان السماعات كما تقول؛ فقيمتها مرتفعة وتصل إلى 8000 ولسماعات الــfm 10000 وهي تشكل عبئاً على الأسر, خصوصاً لو كانت الإصابة بالصمم فيها وراثية "في كل أربعة أعوام نحتاج لتغيير السماعة في ظل هذا الغلاء المعيشي, ولا تتوافر في السوق المخصصة لمثل إعاقتنا حسومات تسهل الحياة لنا, ونتمنى توحيد الأسعار ورعاية الأطفال الصم بشكل أكبر من المتاح, فما زالوا يحتاجون التفاتة".

وتنتقد التعليم العالي وخلوه من فرص التعليم لجميع الصم وخصوصاً للموهوبين منهم.
على رغم ذكائهم إلا أن حقوقهم مبخوسة وليس لهم من يسمع المسؤولين صوتهم. متمنية أن يكرس المجتمع ثقافة الاحتواء عامة وبالذات للصم الذين يبتسمون في وجه الجميع وتقول: " حسن المعاملة وتساوي الفرص مطلب ملح وحق نطالب به المجتمع". وتستنكر على الأصحاء ومن يتمتعون بحواسهم كاملة أنهم غير سعداء في حين ترى النساء الصم " سعيدات جداً على رغم الإعاقة" وترى أن بعض الأصحاء تعساء مرجعة ذلك إلى " أنانيتهم التي تسبب المشكلات والأحقاد, أحلم أن يتخذ أفراد المجتمع القانطين من ذوات الاحتياجات الخاصة قدوة في الصبر والسعي الدؤوب للتحصيل والنجاح بالتخطيط الجيد".

وتركز بحديثها خاصة عن تفعيل دور المعاق سمعياً صغيراً أو كبيراً وذلك بالتحفيز والعطاء حيث أنهم بذلك يتمكنون من صقل موهبتهم إلى إبداع وبالتالي أن يعيشوا حياتهم كأفراد ناشطين.

كما أن مراعاة المعاق صغير السن يساهم بشكل كبير بإقناعه بدوره المهم في المجتمع وحثه على بذل العطاء المنشود منه.

وتتسم الأستاذة جميلة القاضي بروح التعاون و يتضح ذلك بمشاركتها بعدد في الندوات داخل وخارج الجامعة, وعلى سبيل المثال مشاركتها في حملة المرور الوطنية و الجنادرية وندوات في التربية الخاصة ومؤتمر أسبوع الجامعة والمجتمع وعدد من الندوات التي أقامها مركز البحوث بمركز الدراسات الجامعية بعليشة .


بقلم الأستاذة ميسون قصاص