عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2022, 07:17 AM
المشاركة 17
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
" مجتمع البلاك بيري "

يضع :
الكاتب القارئ في عمق الواقع المرير k الذي يعيشه غالب الناس ،
ولم ينجو من ذاك المصاب ، غير الذي بقى في عقله الصواب !

من طبيعتي :
أني لا أحب التنفس من رئة التشاؤم ،
ولا أحب اللون الأسود من جملة الألوان ،

ولكن :
هي المصداقية التي تُحتم عليّ قول ذلك وعنه لا أفارق !
ولا أنظر بعد ذلك إلى الملام ، إذا ما جاء من فلان وفلان !

ولنا :
أن ننظر في أحوال الغرقى في بحور الهيام ،
بذلك الجهاز الذي صُمم في أصله كي :
يقرب البعيد
و
يوصل به الحبيب
و
ويُعضد به روابط الإخاء
و
تقوى بذاك شوكة الأسرة ،

" ليكون الوصل لهم شعارا ، وعنوان " ،

غير :
أن جينات بعض الناس ، تنشط فيما يقطعها عن التواصل المباشر ،
ويجرها إلى الركض لكل مغاير ، مع فضاء التكنلوجيا التي تسبح في الأكوان
وتكسر حدود الأوطان ليكون حالها كحال " الماء ، والهواء "
لا يقطع سبيلهما أي كان !


" جلسة العشاء " :
ذكرني الكاتب في سرده لذاك المشهد ،
بين الأصدقاء ، وهم على جلسة العشاء بأخي
الذي يصغرني بأعوام في زيارتي له في بيته ،
كنت أطلب منه برمجة وربط هاتفي " بشبكة بيته " ،

حينها قال لي :
مجاوبا على ذلك الطلب :
أعذرني !
لن أفعل لأني أريد الجلوس مع " أرواح وعقول " ،
لا مع " أجسادٍ وأشباح " !

علم :
بأن هناك مشاهدة لواقع حال ، بأن الناس باتت سجينة ذاك الجهاز ،
الذي أخرجنا من " رحابة وسعة الدنيا إلى ضيق وحيز الجهاز " !
وأخرجنا من " نور التلاقي والتواصل المباشر
ليُدخلنا في ظلمة التقوقع على الذات والانكفاء
" !


" أثناء الحديث " :
هناك مقولة لعل الكثير يجهلها وهي :
" المشغول لا يُشغل " .
في أصلها :
هي لمن انهمك في أمر عابر ،
أو مهمة قد تعلق في إنهاءها مصائر الذات ،
أو العباد ،

أما :
في حال تلك الفئة من الناس ، فذاك شغل لن ينتهي ،
حتى وصول الأجل ويقال رحم الله فلان بعد أن مات !

هو :
إدمان يصل بقوته وتأثيره ليكون بمقدار المخدرات ،
التي تصل بصاحبها للهلوسة والغيبوبة عن عالم الأشهاد ،

في :
تلكم المجالس تضيع آداب الجلوس ، واستقبال الضيوف ،
لتكون الأجواء ملبدة بالغيوم ، وذاك المشغول بهاتفه المحمول ،
وهو يتلقى الرسائل من هذا
وذاك يتمنى لو ينزل على نُدماءه عاهة الخرس !
كي لا يُشغله حديث قطاع التواصل ولصوص المواقف
ويبقى هكذا يعيش عيش " القرف " !



" تلك التصرفات من أولئك البيريون : "

يعيش العربي _ لا أعمم _ ،
حياة المتربص الشغوف ، وعينه على ما يُطرح في السوق ،
من صرعات الجديد، التي بها يُعمق الهوة ،
ليكون بعيداً عن العالم الذي يحيط به ،

وليته يجني بما يُغرق به السوق من كنوز سهلة المنال ،
لمن أراد العلم والمعرفة ، التي ترفع بالإنسان ،
ليكون بنفسه قامة تدور حول فلكه الكواكب
ويكون بذلك للعامة والخاصة إماما هماما ،

"هي حقيقة جهل عنها وغفل ،
أو تعامى عنها الكثير من الأنام
" !
ولم ينل من مغانمها ،
و
سخرها
و
أخضعها
و
استثمرها

لما به خدمة الذات والأنام من رأى في تكالبها
وتناسلها مغنما به توصل الحياة ،

" إلا من شمله وعمه توفيق الله ،
وهداه للسّدد والرشاد
" .



" تحول وظيفة البلاك بيري " :
هي حقيقة الحال بأن من يقتنيه يعيش عيش البوار ،
والفراغ وسطحية التفكير ،

حيث :
تجد ذاك التحجر في فكر ذلك المقتني لذاك الجهاز ،
ليتحول كساعي البريد ينقلها لهذا وذاك من غير :
فهم لما إليه يُساق
و
لا تمحيص

ومن غير

" تقصي و تفريق " !

عمله :
تنفيس الكروب
و
الهروب من الهموم
و
قتل الفراغ !

تلك الاحصائية :
تشف عن الحقيقة التي باتت تقض مضجع المهتم ،
وتكشف ما آلت لها الأمور بأننا أصبحنا نعيش عيش المكبلة ذواتهم ،
وكوامنهم بالأغلال !

فأصبح :
الغارقون في ذلك الحال يعيشون عيش الموات ،
مكسورة أجنحتهم طموحاتهم خاوية عزائمهم ،
يتضاءل حجم منطقهم وتفكيرهم ،

" بحيث لا يتجاوز تفكيرهم إلا بقدر المسافة
التي بين أزرار هواتفهم وبين أناملهم
" !