الموضوع
:
ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
عرض مشاركة واحدة
02-08-2022, 07:17 AM
المشاركة
17
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
412
رد: ومضات على كتاب " بيكاسو وستار بكس "
"
مجتمع البلاك بيري
"
يضع
:
الكاتب القارئ في عمق الواقع المرير k الذي يعيشه غالب الناس ،
ولم ينجو من ذاك المصاب ، غير الذي بقى في عقله الصواب !
من طبيعتي
:
أني لا أحب التنفس من رئة التشاؤم ،
ولا أحب اللون الأسود من جملة الألوان ،
ولكن
:
هي المصداقية التي تُحتم عليّ قول ذلك وعنه لا أفارق !
ولا أنظر بعد ذلك إلى الملام ، إذا ما جاء من فلان وفلان !
ولنا
:
أن ننظر في أحوال الغرقى في بحور الهيام ،
بذلك الجهاز الذي صُمم في أصله كي
:
يقرب البعيد
و
يوصل به الحبيب
و
ويُعضد به روابط الإخاء
و
تقوى بذاك شوكة الأسرة ،
"
ليكون الوصل لهم شعارا ، وعنوان
" ،
غير
:
أن جينات بعض الناس ، تنشط فيما يقطعها عن التواصل المباشر ،
ويجرها إلى الركض لكل مغاير ، مع فضاء التكنلوجيا التي تسبح في الأكوان
وتكسر حدود الأوطان ليكون حالها كحال " الماء ، والهواء "
لا يقطع سبيلهما أي كان !
"
جلسة العشاء
" :
ذكرني الكاتب في سرده لذاك المشهد ،
بين الأصدقاء ، وهم على جلسة العشاء بأخي
الذي يصغرني بأعوام في زيارتي له في بيته ،
كنت أطلب منه برمجة وربط هاتفي "
بشبكة بيته
" ،
حينها قال لي :
مجاوبا على ذلك الطلب :
أعذرني !
لن أفعل لأني أريد الجلوس مع "
أرواح وعقول
" ،
لا مع "
أجسادٍ وأشباح
" !
علم
:
بأن هناك مشاهدة لواقع حال ، بأن الناس باتت سجينة ذاك الجهاز ،
الذي أخرجنا من "
رحابة وسعة الدنيا إلى ضيق وحيز الجهاز
" !
وأخرجنا من "
نور التلاقي والتواصل المباشر
ليُدخلنا في ظلمة التقوقع على الذات والانكفاء
" !
"
أثناء الحديث
" :
هناك مقولة لعل الكثير يجهلها وهي :
"
المشغول لا يُشغل
" .
في أصلها :
هي لمن انهمك في أمر عابر ،
أو مهمة قد تعلق في إنهاءها مصائر الذات ،
أو العباد ،
أما
:
في حال تلك الفئة من الناس ، فذاك شغل لن ينتهي ،
حتى وصول الأجل ويقال رحم الله فلان بعد أن مات !
هو
:
إدمان يصل بقوته وتأثيره ليكون بمقدار المخدرات ،
التي تصل بصاحبها للهلوسة والغيبوبة عن عالم الأشهاد ،
في
:
تلكم المجالس تضيع آداب الجلوس ، واستقبال الضيوف ،
لتكون الأجواء ملبدة بالغيوم ، وذاك المشغول بهاتفه المحمول ،
وهو يتلقى الرسائل من هذا
وذاك يتمنى لو ينزل على نُدماءه عاهة الخرس !
كي لا يُشغله حديث قطاع التواصل ولصوص المواقف
ويبقى هكذا يعيش عيش "
القرف
" !
"
تلك التصرفات من أولئك البيريون :
"
يعيش العربي _
لا أعمم
_ ،
حياة المتربص الشغوف ، وعينه على ما يُطرح في السوق ،
من صرعات الجديد، التي بها يُعمق الهوة ،
ليكون بعيداً عن العالم الذي يحيط به ،
وليته يجني بما يُغرق به السوق من كنوز سهلة المنال ،
لمن أراد العلم والمعرفة ، التي ترفع بالإنسان ،
ليكون بنفسه قامة تدور حول فلكه الكواكب
ويكون بذلك للعامة والخاصة إماما هماما ،
"
هي حقيقة جهل عنها وغفل ،
أو تعامى عنها الكثير من الأنام
" !
ولم ينل من مغانمها ،
و
سخرها
و
أخضعها
و
استثمرها
لما به خدمة الذات والأنام من رأى في تكالبها
وتناسلها مغنما به توصل الحياة ،
"
إلا من شمله وعمه توفيق الله ،
وهداه للسّدد والرشاد
" .
"
تحول وظيفة البلاك بيري
" :
هي حقيقة الحال بأن من يقتنيه يعيش عيش البوار ،
والفراغ وسطحية التفكير ،
حيث
:
تجد ذاك التحجر في فكر ذلك المقتني لذاك الجهاز ،
ليتحول كساعي البريد ينقلها لهذا وذاك من غير :
فهم لما إليه يُساق
و
لا تمحيص
ومن غير
"
تقصي و تفريق
" !
عمله
:
تنفيس الكروب
و
الهروب من الهموم
و
قتل الفراغ !
تلك الاحصائية :
تشف عن الحقيقة التي باتت تقض مضجع المهتم ،
وتكشف ما آلت لها الأمور بأننا أصبحنا نعيش عيش المكبلة ذواتهم ،
وكوامنهم بالأغلال !
فأصبح
:
الغارقون في ذلك الحال يعيشون عيش الموات ،
مكسورة أجنحتهم طموحاتهم خاوية عزائمهم ،
يتضاءل حجم منطقهم وتفكيرهم ،
"
بحيث لا يتجاوز تفكيرهم إلا بقدر المسافة
التي بين أزرار هواتفهم وبين أناملهم
" !
رد مع الإقتباس