.
.
.
تكابدُ الشّوق يا من شوقها اقتربا=وتلبسُ الصبــر جلبابا لها انتســـبا
وتحتسي الكأس لو لا ان يُغالبها=كأس الحياة بها كالمرّ منتخبا
قالت ودمعتها الحرّى تمسّىكها=ما أصعب العيش مغلولا ومغتصبا
وكيف اسلو بقايا كنت أحسبها=على الصباح الذي من فجرها انتُهبا
تمشي السنون وحالي جدُّ موحشة=ورحت اشكو الجوى ..أعدّهُ سببا
نهفو شِغافا إلى الدّنيا وبهجتها=كالطير في جوّها نلهو بها لعبا
تقول في حيرة أواه من زمن=صار البخيلُ به للجائعين أبا
ياللفقير حياة كيف يشرحها=للمترفين وقد ظنّوا به كذبا
قالوا الحياة نميرٌ في مباهجها=وقفت أسأل نفسي ما الذي عَذُبا
الماء مـُـرّ بكأس علقم وسنٍ=صار الصحيح عليلا كلما شربا
صفو الحياة الذي قالوا سيبهجنا=صفّى دمانا وصرنا دونه نُصُــبا
جسم بلا هيكل والروح خاوية=والدّرب مقفرة إذْ كأسها انسكبا
النّار تحصدنا مثل الهشيم غدتْ=تمد تُخمتهم من أضلعي حطبا
همْ يأخذون قـَديداً قـُدّ من دمنا=هم يشربون حليبا ضرعنا حلبا
الدار ضاعتْ وصار العرض منتهبا=مثل النّخاسة يا ما ضيّعت نسبا
صرنا نلقّط بعد العزّ خلفهمُ=مما تبقّى .. وهل ابقوا لنا حسبا
أكابد الشوق فيما كنت احسبه=شوق المحبّ ولكن حبّه اضطربا
هذي الحياة لنا ، قُدتْ من التّعبِ=ما أبشع الظلم في ارجائها انتصبا
.
.
.