الموضوع: " إلى متى "؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2022, 08:55 AM
المشاركة 2
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: " إلى متى "؟!
قالت :
:: لن استرسل .. فـ المقتبس اعلاه .. شيء لا يُترجم .. انه فِطرة .. مغروسة في النفس .. لا بُد من بُكاء .. لا بُد من دمعة عين ..
فـ الضجيج الذي تسكنه الذكريات لحظتها لا يُشبهه ضجيج او فوضى .. انه سكون ميت كـ هدوء عاصفة هوجاء .. تسكنُ الاعماق ..
كي تنفجر .. بـ بكاء مرير .. وآآآآه من الفقد .. آآآه منه .. قدر .. "نعم" .. الا انَّ ألمه لا ينتهي .. ولا يذبل .. قضاء .. "نعم" ..
الا ان وجعه يركد .. وأنينه يجرح .. "نعم" لدينا ايمان ان هذا حال الجميع .. ونُدرك اننا لسنا مُخلّدون ..
ولكن من يستطيع منع النفس ان تبكي .. ان تتوجع .. ان تصرخ .. ان ينفطر قلباً في الداخل لا يشفى ::

قلت :
ولمّا :
كانت تلك هي الفطرة حيال ذاك الفقد ،
والمصاب به ذاك الضجيج الذي لا يسكن خفقانه ،
كان لزاماً علينا أن نستجذب ونصطحب ذاك " الصبر " ،
كي لا نسقط في قعر الكدر .

هو :
القصد من الموضوع ليست الدعوة للجم العواطف ،
أو تجفيف منابع الشعور ، وإنما البعد عن ذاك الذي يُغضب الغفور
حين يكون الجهر بذاك الجحود ، وإن كان خارج بغير شعور ،
ولم يكن القصد به الكفر بالقضاء والاحتجاج بما
خُط في اللوح المسطور !

ومن :
يستطيع حجب الدموع ؟!
حين تراق على الخدود ،
بعد أن أتعبها فقد الحبيب .

ذاك :
الذي ليس لنا عنه من محيص ،
وليس لنا عليه من دافع .

ومن نكون نحن ؟! لتكون لنا تلكم القدرة
على اقتلاع تلك المشاعر وتلك العبرات !!

إذا :
كان رسول الله "_ عليه الصلاة والسلام _
سكب تلك الدموع الطاهرة الشريفة على موت ابنه ،
ولكن أردف بتلك الدموع تلك المقولة الخالدة الشهيرة
التي تبقى تتردد على مسامع الدهر إلى أن تفنى الخليقة :

" إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ،
وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ
" .

" ذاك وبذاك يكون التسليم " .
حين نجعل من تلكم المشاعر تفيض من غير السعي للجمها أو حبسها كي لا تفور ،
غير أننا وفي ذات الوقت لا نقف على واقعها ووقعها نبكي على الأطلال
ونكون رهيني مُرّها وعلقمها !

وما :
علينا غير الخروج من مكامن " الحزن "
بعدما أيقنا بأنه لن يرد غائباً فقدناه ،
ولكي لا نبقى حبيسي ماضينا ،
ونفسد بذاك حاضرنا ومستقبلنا ،

هي حقيقة :
لن تتوقف الحياة بفقد الغالين علينا ،
فذاك الطريق الذي لا يمكن تجاوز حوافه ،
أو تخطي عتباته ،

فذاك :
هو " القدر " الذي لا " ينفع "
حياله " حذر " ، فعنه لا " مفر " .