الموضوع
:
كيف نفهم الإسلام ؟
عرض مشاركة واحدة
10-12-2010, 10:54 AM
المشاركة
4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
الشعبة الثانية :
وهي التي تتجه إلى المجتمع لتقيم فيه العدالة والتكامل بين الناس , فالإسلام دين اجتماعي ,
ولا يتصور الإنسان فردا ً في فلاة يعيش وحده , فهو مدني بطبعه - كما قالوا - أو اجتماعي .
الإسلام جاء ليعالج المشكلات الأجتماعية ولا ينظر إلى الإنسان باعتباره فردا ً منعزلا ً,
حتى المسلم حينما يقف في الصلاة , ولوكان يقف قي قعر بيته وحده يقول :
( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) الفاتحة (6)
لماذا يستشعر الجماعة في ضميره ؟ ويكرّس القرآن هذا الإحساس فحين يخاطب
الجماعة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ) البقرة (183) فلماذا يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) ولم يقل : يأيها المؤمن لأنه يعتبر الجماعة متضامنة في تنفيذ أحكام الله .
وفي قوله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ
فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور (2)
أو ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) المائدة (38)
هل كل المسلمون يقطعون يد السارق أو يجلدون الزاني , ولكن الخطاب للأمة , لماذا ؟
لأنها يجب أن تكون متضامنة بحيث لو قصّر حكامها والمسؤولون عنها في تنيفذ أحكام الله
فإن المسؤولية تقع على الأمة أيضا ً , الأمة تشترك في المسؤولية كل على قدر استطاعته , عليها أن تدعو وتأمر وتنهي ,
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ
أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة (71)
هذا ما جاء به الإسلام , الإسلام جاء بهذا المعنى الإجتماعي , فاهتم بالمجتمع وبخاصة بالفئات الضعيفة في المجتمعات قبل الإسلام ,
فقد أهتم بها وفرض لها حقوقا ً - كما في الزكاة -
والحديث يقول : ( هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ) مرسل رواه البخاري
هذا الرزق والنصر هنا يأتي بدعائهم وإخلاصهم من ناحية , ومن ناحية أخرى يشير الحديث إلى جانب هام ,
فهذه الفئات الضعيفة - الفلاحون والعمال والزراع والموظفون وصغار الحرفيين - هؤلاء الذين ربما نُظر إليهم بازدراء ,
هؤلاء هم عدة الإنتاج في السلم وعدة النصر في الحرب , هم الذين يعملون على زيادة الإنتاج , هم القوة المنتجة والقوة
المحاربة أيضا ً, فهم الجنود في الجيوش ( هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ) إشارة إلى أهمية هؤلاء
ولذلك اهتم الإسلام بهؤلاء قبل أن يعرف العالم الأشتراكية وغيرها .
لقد إهتم الإسلام بهذه الفئات الضعيفة ودافع عنها , هذا البعد الإجتماعي , البعد الإنساني
البعد الإقتصادي , إهتم به الإسلام إهتماما ً بليغا ً
الشعبة الثالثة : ما يتعلق بالجانب السياسي
وللحديث بقيه إن شاء الله
...
رد مع الإقتباس