*أيــــن أحـبــــتي*
حَتَّى وإِنْ عَادَتْ لَنَا مَقَاهِينَا فأيْنَ زُوَّارُهَا وهُمْ في البُعْدِ قَدْ سَرَبُوا
أيْنَ فَنَاجِينُ قَهْوَتِنَا وأينَ ابْتِسَامَتُنَا وأيْنَ الدُّورُ وفِيهَا الأَحِبَّةُ التُرُبُ
أيَا فَيْرُوزُ لِمَنْ أُغْنِيَاتُكِ الَّتِي قَدْ مُلِئَتْ جَوَىً .. أمَا دَرَيْتِ أنَّ الأَحِبَّةَ لِلْمَهَاجِرِ قَدْ رَكِبُوا
أيْنَ أهَازيْجٌ كَانَتْ تُرَافِقُنَا في حِلِّنَا ، وتَحْتَوينَا حِيناً وتَنْسَحِبُ
أيْنَ ابْتِسَامَاتٌ كَانَتْ تُطَالِعُنَا في الصُّبْحِ والإِمْسَاءِ حِينَ نَصْطَخِبُ
ودَلَّةُ القَهْوَةِ تَرَاهَا عِنْدَ شُرْفَتِنَا تَحِنُّ إلى الماضِي فَتَدْنُو ثم تَنْتَحِبُ
واليَاسَمِينَةُ المَعْرُوشُةُ تَعْشَقُ بابَ دَارَتِنَا يُغَرِّدُ العُصْفُورُ فِيهَا مُطْمَئِنٌّ بِهَا صَخِبُ
والأُقْحُوَانَةُ البَيْضَاءُ في الرُّكْنِ مِنْ حَدِيقَتِنَا يَكَادُ القَلْبُ مِنْ فَرْطِ زَهْوَتِهَا يَثِبُ
أَحِنُّ إِلى عَبَقِ الإِصْبَاحِ في بَلَدِي وإِلَى حَوَارِيهَا .. والبَحرُ فِيهَا هَادِىءٌ لَجِبُ
سَلَامٌ مَعَ الأَثِيرِ لِلأَحْبَابِ أُرْسِلُهُ لِغِيَابِهِمْ فِينَا تَوَجُّعٌ ثُمَّ كُرَبُ
أيَا مُهْجَةَ الرُّوحِ أيَا شَوْقِي أيَا سَكَنِي اسْتَوْطَنْتُمُ الرُّوحَ ولَيْسَ لي مِنْ بَعْدِكُمْ صُحُبُ
أمَا لَنَا يَوْمٌ قَريْبٌ فِيْهِ اللهُ يَجْمَعُنَا .. أمّا تَزَالُ فِيمَا بَيْننَا حُجُبُ
عُودُوا إِلَى الرُّوحِ فَالْقَلْبُ يُنْظِرُكُمْ ولَيْسَ مِنْكُمُ تَعَبٌ وَلَا نَصَبُ
حُزْنَاً عَلَى الخِلَّانِ راحُوا ومَا عَلِمُوا بِأَنَّ القَلْبَ مَأْسُورٌ بِهِمْ دَئِبُ
كُلُّهُمْ قَدْ رَحَلُوا والأَبْوابُ مُغْلَقَةٌ والأَشْجَارُ في يَبَسٍ ولم يَبْقَ لهمْ في سُكْنَى حَيِّنَا أَرَبُ
أحمد فؤاد صوفي - اللاذقية – سوريا