الموضوع
:
كتاب فِـقْـــه السُـنّة في النجاة من الفتن وأحداث آخر الزمان
عرض مشاركة واحدة
02-24-2024, 08:11 AM
المشاركة
5
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Jan 2006
رقم العضوية :
780
المشاركات:
1,187
رد: كتاب فِـقْـــه السُـنّة في النجاة من الفتن وأحداث آخر الزمان
وهناك ملحوظة هامة ننبه لها القارئ الكريم وهي بالغة الخطورة.
لأنه ليس معنى هذا الكلام أن الله تعالي يمكن أن يقبل من الإنسان إيمانا مُرتابا بالشك، فيأتي من يريد أن يتذاكى على رب العالمين فيشهد بأنه يؤمن بالله وبالبعث والحساب احتياطا منه لوجودهما، وإن لم يكونا موجودان فهو هنا يظن نفسه لم يخسر شيئا!
ولا شك أن غباء هذا الشخص يفوق غباء الملحد ذاته، لأنه يريد أن يتذاكى على رب العالمين الذي يعلم مكنون الصدور ويطلع على خافية الأعين، ولا شك أنه يعلم يقينا من الذي آمن من قلبه حقا وصدقا، ومن هذا الذي يريد أن يجعل إيمانه لعبة حظ كالنرد وألعاب القمار!
فالله عز وجل لا يقبل من الإيمان إلا ما كان إيمانا حقيقيا في مكنون القلب، وكلما بلغ الإيمان مرتبة الصدق واليقين كلما كان جزاؤه يوم القيامة عظيما،
أما الذي يجعل دينه عُرْضة للشك والارتياب، فهذا قد وقع في أكبر فعل ذمه الله تعالي في القرآن وهو الارتياب، فالله تعالي ذم المرتابين والمترددين ووصفهم بأن في قلوبهم مرض بقوله:
[أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ] {النور:50}
كما أن الله تعالى لا يهدي المسرف المرتاب، بل جعل هدايته فقط للموقنين.
يقول تعالى:
[الم(1) ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ(3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)].
أي أن الهُدي والاطمئنان والجزاء إنما جعله الله للمتقين المؤمنين باليقين.
ومن آمن بالله يقينا ولقي الله بكل ذنوب الأرض، غفرها الله بيقين إيمانه بشرط ألا يكون إيمانه مرتابا بالشك، وذلك وفق قول الله تعالى في الحديث القدسي:
(
يا ابنَ آدمَ! لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لا تشرك بِيْ شَيْئَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً
.)
الخلاصة أن العاقل في زماننا هذا من يتأمل ويعرف حقيقة الفتن التي نعيشها ويدرك أن لقاء الله تعالى قريب بلا شك مهما طال العمر.
واتباع وصايا النبي عليه السلام في التمسك بالدين ومقاومة إغراء المجتمع للإنسان بالانسياق خلف صراعات أصبحت بلا معنى ولا هدف.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن الصحابة أنفسهم أثناء اشتعال الفتنة الكبري، اعتزل الغالبية العظمي منهم ولم ينحازوا لأي طرف مستندين إلى رخصة الاعتزال التي قررها النبي عليه السلام في حال الفتنة وعدم اتضاح الحق المطلق الذي ينبغي الانحياز إليه!
وذلك لأن الفئتان المتصارعتان لم يكن بينهما فئة على الحق التام، ولا فرقة على الباطل التام، لأن الإمام (علي) رضي الله عنه كان هو الأقرب للحق باعتباره الإمام الواجب طاعته وبيعته، لكن (معاوية) رضي الله عنه، كان له بعض الحق أيضا من حيث أنه لم يكن ينازع سلطة الإمام علي وشرعية حكمه، لكنه كان يطالب بحقه كولي دم عثمان رضي الله الذي قتل مظلوما
فلك أن تتخيل أيها القارئ الكريم أن الصحابة طبقوا هذا الحديث في زمنهم هُم!
زمن الصحابة وزمن أصالة الإسلام والمسلمين، فما بالنا بزمننا نحن الذي نعيش فيه أسوأ انحدار مر عليه المسلمون في تاريخهم؟!
وهل يوجد عاقل يستطيع أن يقول بمشروعية إدخال نفسه في صراعات اليوم أيا كانت ويزعم أنه يعرف أين الحق من الباطل فيها؟!
فحديث النبي عليه السلام باعتزال الفرق المتصارعة في زمن الفتن، يوصي بالاعتزال التام عن كافة الصراعات وعدم التورط فيها، والفتنة كما قلنا هي الصراع الذي لا يظهر فيه الحق الواضح والباطل الواضح
والحديث واضح وصريح في وعيده ونهيه عن التورط في الفتن بالجدل والمناقشات والصراعات والانحياز لطرف ضد طرف في معارك جدلية لا يتضح فيها الحق من الباطل
مع استثناء هام وضابط أهم.
وهو أن يكون التدخل واجبا للتصدي بهدف رد الشبهات وإظهار الحق أمام الأقوال الباطلة التي تلحق بالدين، فهنا يجب التدخل ــ لمن امتلك العلم ــــ بالرد بشرط أن تكون الشبهة منتشرة أصلا ويُخشى على الناس أن يضلوا بها, لأن الرد على شبهة غير منتشرة من جاهل مجهول يزيدها انتشارا, ويحقق غرض صاحب الشبهة من الشهرة لهذا وجب تركه.
أما غير ذلك فالسكوت أسلم.
وفي ظل هذا الوعيد الرهيب والذي تحققت خطواته في عالمنا اليوم، يكون الفزع أمرا هينا إلى جوار ما يشعر به كل باحث عن الحق في ظلمات فتنة ضربت بجذورها في الأعماق.
وليس هناك فتنة أشد من المشاركة في فرقة أو جماعة أو أي تكتل من أي نوع، طالما أنهم انفردوا بأنفسهم عن عامة الناس واتخذوا لأنفسهم أفكارا محددة ومظهرا معينا وأطلقوا على أنفسهم ألقاب الانتساب لشيخ أو عالم حتى لو كان اجتماعهم على قراءة القرآن.
لماذا؟!
درءً للمفاسد كما تقرر القاعدة الشرعية
فالشريعة مثلا حَرّمت اختلاء الرجل بالمرأة ولو كان يُعَلّمها القرآن، درء للمفسدة المتوقعة من الاختلاء، ونحن بعصرنا الحالي، وفي ظل هذه الصراعات الرهيبة بين فئات المجتمع أصبحنا أحوج لتطبيق قاعدة درء التحزب لأي جماعة بعد أن عانى المجتمع وعاني المسلمون من آثار مبدأ التفرقة والانحياز لشخص أو أشخاص بعينهم والأخذ بأقوالهم وحدهم ورفض باقي العلماء أو الدعاة
وللإمام (ابن تيمية) قاعدة ذهبية أوضح فيها مدى خطورة الانتساب لعَالِمٍ معين لا يأخذ من غيره، أو منهج محدد بأشخاص بأعيانهم ورفض ما سواهم أو تفضيلهم حيث قال:
(
وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته، ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة، يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون
)
ونكرر أن اتباع طريقة التحزب لشخص أو جماعة بعينها، باطل ولو كان تدعي أن منهجها منهج قائم على القرآن والسنة، لأن مبدأ التَحَزّب نفسه مرفوض رفضا باتا في الدين في الأحوال العادية، فما بالنا في زمن الفتن والفرقة؟!
لأن التحزب لجماعة معناه أن من ينتسب إليها سيدافع عنها وعن أقوالها، في سائر الأحوال ويبرر لها المخالفة ولو كانت المخالفة واضحة للقرآن والسنة أنفسهم
وليس المقصود هنا بالتحريم هو الانتساب العلمي، أو اتباع أقوال العلماء الصحيحة في القضايا الحياتية والعقائدية، فهذا لا يقول به عاقل.
إنما المقصود بالاعتزال هو اعتزال أي جماعة نَصّبَت لنفسها شخصا بعينه وأبطلت ما سواه أو عَظّمَته ووضعته على قمة الإتباع، واتبعوا أقواله ولو خلت من الدليل، هذا هو (المرفوض)،
أما (المفروض) فهو أن يأخذ المسلم العلم من كافة العلماء المعتمدين على الجُملة، ويتبع أقوالهم المقرونة بأدلة القرآن والسنة.
وأنت كمسلم إن طبقت قاعدة الاعتزال الواردة في الحديث الشريف، سيكون لك يوم القيامة دليل على ما فعلت، أما إن تورطت بلسانك أو فعلك في المناصرة أو الهجوم في أي صراع دائر فمن أين لك السلامة؟!
ولو اتخذت لنفسك رمزا أو شيخا أو قائد فرقة تنفذ ما يقوله وتقبله بلا تمحيص، فمن أين لك الحصانة ؟!
فالثقة أصبحت مستحيلة بأي قولٍ وبكل قائل، بعد أن أصبحت قِـبلة العلم والممثلة في العلماء غير مستقرة في مكانها المعهود في السعي خلف الحق المجرد. !
العلماء الحقيقيون أنفسهم انتهي عصرهم أو كاد،
فالعلماء والمتخصصون الكبار اعتزل معظمهم ولم يعد المجال أمامهم مسموحا للظهور، وأغلبية من يتقدمون مقاعد العلم اليوم، انتفت عنهم صفة العلم بعد أن ضربت فتنة القول أقوالهم، وفوجئنا بتلك الوجوه التي تهاجم ثوابت القرآن والسنة وتزعم أن أقوالهم هي الفهم الصحيح للدين!
وأن الإسلام الذي كان عليه المسلمون منذ عهد الصحابة ليس هو الإسلام الصحيح؟!" "
يقولون هذا بينما الله عز وجل يقول في القرآن موجها الخطاب إلي الصحابة عن أجيال المسلمين التي ستأتي بعدهم:
[فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ] {البقرة:137}
فهذا قول الله تعالي للصحابة، أننا لو آمنا بِمِثل إيمانهم فهذه هي الهداية، وإن اتبعنا غيرهم فنحن في الشقاق والشقاء لا محالة!
وهؤلاء يقولون إن الصحابة ليسوا مُثُلا عليا، وأنهم كانوا يتصارعون على الحكم" "، وامتلأت الفضائيات والروايات والصحف بالخرافات التي يرويها هؤلاء عن أشرف جيل في تاريخ الإسلام،
فمن نصدق؟!
هل نصدق ما يقوله هؤلاء أم نصدق قول الله تعالي عنهم:
[كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ] {آل عمران:110}
فإن لم يكن جيل الصحابة هم أصدق مثال لأمة الإسلام في كونها خير أمة، فمتي كنا خير أمة إذن؟!
لقد انتهي ـــ أو كاد ــــ عصر العلم والعلماء بعد أن اعتزل كل صاحب كلمة حقيقية، وتَصَدّر المشهد من ليسوا أهلا لوصف العلم حتى لو كان من بينهم من حاز الدرجات العلمية الكبري،
لأنه مع الأسف في ظل التحزبات والرغبة في لفت الأنظار أصبح الكل يتاجر بكل شيء وأي شيء حتى بالعلم الصحيح؟!
وبغض النظر عن حالة الجهل العام والشديد حتى بالمبادئ الرئيسية لعلوم الشريعة، وخروج الكثيرين من مُروجي الخرافات من الذين لا يفقهون حتى مبادئ اللغة العربية
فإن المصيبة الأكبر ليست في هؤلاء، بل الكارثة تتمثل في الدارسين والمتخصصين من الذين يتعمدون التدليس ونشر الخرافات بينما الواحد منهم يعلم يقينا أنه يكذب ــ لأنه دارس ـــ ويُفْسد العقول عامدا، وهؤلاء انتفت عنهم صفة العلم، بتخليهم عن آداب تلقي العلم المتمثلة في أربعة محاذير تحققت كلها الآن.
فقد ورد في الحديث:
(
مَنْ تعلَّمَ العلْمَ ليُباهِيَ بِهِ العلماءَ، أوْ يُمارِيَ بِهِ السفهاءَ، أوْ يصرِفَ بِهِ وجوهَ الناسِ إليه، أدخَلَهُ اللهُ جهنَّمَ
)
فهم ينشرون الكذب ويدخلون في القضايا التافهة أو الجدلية إما بقصد الظهور والشهرة، وإما بقصد خدمة الأغراض السياسية، أو بقصد صنع الشعبية لدى العوام!
وكل هذه المقاصد تورد العالم النار إن تعمدها وفقا لنص الحديث.
فضلا على مصيبتهم الأكبر في أنهم يشغلون العلماء الحقيقيين والباحثين من الأزهر الشريف وغيره عن التصدي لدعاة الانحلال ودعاة الإرهاب ومُروجي الشبهات، فيضطر العلماء إلى المحاربة في جبهتين.
جبهة المدلسين وطلاب الشهرة، وجبهة التيارات المتصارعة بين الانحلال والتكفير!
فكيف يستدل العامة على الحق في العودة إلى الله، وأهل الإشارة المنوط بهم التوجيه في حاجة إلى من يُـقِيل ضيعتهم ؟!
وقد كثرت المعارك والجدليات بين الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تذبذب أفكار الناس وتنشر بينهم التشكيك في القرآن والسنة بمسميات مختلفة،
فتارة تظهر جماعات منكري السُنة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم " القرآنيون" في تناقض غريب ليس له مثيل بين المسمى الذي يدعى الانتساب للقرآن وبين النشاط الذي يخالف ـــ أول ما يخالف ــــ القرآن الكريم في تقريره:
[وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ] {الحشر:7}
وتارة تظهر أقوال العلمانية ودعاة الإلحاد بإنكار القرآن والسنة معا!
هذا بخلاف فرق الشيعة المختلفة التي انتشرت كالنار في الهشيم بين الفضائيات والإنترنت، ولا زلنا نرى من عجائبها الكثير بين ادعائهم الانتساب لما أسموه " مذهب أهل البيت " والقول بتحريف القرآن وتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين!
لكن أقوال أهل البدع مثل الشيعة والملاحدة ونحوهم، لا تترك أثرا في المسلم المُتعلم، كالأثر الذي تتركه شبهات الدارسين ومُثيري القضايا الجدلية منعدمة الفائدة
وهذا الأمر الذي انتشر انتشارا رهيبا اليوم، بدأ في الأصل كظاهرة غير صحية في التسعينيات، وجاءت من بعض كبار العلماء للأسف!
فقد رأينا زلات بعض أكابر العلماء في أنشطة أطلقوا عليها اسم الاجتهاد المشروع وهي أبعد ما يكون عن هذا الوصف بخوضها في مسائل ثابتة في العقيدة بدون أي مبرر ولا داع لا سيما في ظل عصر الفتن الذي نعيشه مثل الذين خاضوا في غيبيات يعتبر الحديث فيها أمام عوام الناس، وبالشكل الذي انتشرت به، داعيا للفتنة لا داعيا للتدبر القرآني.
وقد بدأت إثارة هذه القضايا منذ أواخر التسعينات بما فعله الدكتور (عبد الصبور شاهين) أستاذ اللغة العربية وأحد فقهائها المعروفين رحمه الله، والرجل الذي أفنى عمره في الذود عن الشريعة والفكر الإسلامي وكانت معاركه ضد الأفكار العلمانية والتغريب مجال فخر الكثيرين لا سيما معركته ضد (نصر أبو زيد) في منتصف التسعينيات والتي تعد من علامات فكره.
رأيناه يخرج علينا بكتاب أسماه (أبي آدم) وهو كتاب لا محل له من الإعراب ولا المنطق حوى من المغالطات العلمية والتشريعية ما يجعله محض تخريف أتى من عقل له تاريخه المعروف في الفكر. !
وخاض في مسألة خلق آدم عليه السلام وكيف أنه ليس أول البشر وأن البشر تختلف عن الإنسان حيث سبق آدم خلق البشر ومن البشر تم اصطفاء آدم عليه السلام ودلل على هذا بأدلة أقرب إلى ترهات وشطحات الفلاسفة القدماء في الغرب والذين قامت أسس أفكارهم على محاولة تبرير وجود الخلق والتي ظلت مسألة مغلقة الفهم على عقولهم الملحدة في غيبة الإيمان بخالق.
فجاء (عبد الصبور شاهين) ليثير تلك المسألة التي تُعد من الغيبيات في القرآن والسنة ولا مجال لأي فائدة من إثارتها، لا سيما وأنه أخذ بنفس وجهة النظر الغربية في التطور والتي حاول من خلالها مفكرو الغرب إيجاد بداية منطقية للخلق مخالفا بذلك ما هو ثابت في عشرات الآيات والأحاديث زاعما أن هذا جاء نتاج بحث ربع قرن بينما كانت تلك الأفكار مطروحة من مائتي عام في الأقل وليست جديدة، بل وتراجع عنها بعض مؤيديها من القائلين بها من الفلاسفة
وغاب عنا أي تبرير منطقي لما فعله هذا الرجل بكل تاريخه العتيق في الدفاع عن صحيح الفكر والعقيدة!
والكارثة التي تزيد الأمر تعقيدا أننا لا نتحدث هنا عن اعتداءات جاءت من هواة الشهرة أو أصحاب المذاهب المعادية للعقيدة الاسلامية بل نتحدث عمن هم من رجال الفكر الإسلامي وكباره وعلمائه.
وهذا بالطبع كان في نهاية التسعينيات، أما في عالمنا اليوم فَحَدّث ولا حرج، فقد خرج علينا أشخاص من المفترض أنهم من العلماء وأثاروا بعض القضايا الجدلية التي تليق بعنبر الحالات الخطرة في مستشفيات الأمراض العقلية!
دون أن ندرى سببا واحدا منطقيا يجعلهم يفعلون ذلك ؟!
وبالذات في هذا العصر الذي أصبح عصر الدعوة لترك كل قيمة وكل فضيلة وكل ثابت من ثوابت الدين.
فكيف بنا نستدل الطريق وسط ضباب الاختلاف المرير الذي أصبح اختلافا في الثوابت لا في الفروع كما عهدناه في قدماء المفكرين والفقهاء
ليس أمامنا إلا البحث والتقصي والدراسة واستفتاء القلب بغض النظر عن شخصيات القائلين بالحق حتى يستبين هذا الحق واضحا، كما في الحديث:
(
استفت قلبك وان أفتوك
)
ولكن يا ترى.
هل كل القلوب تمتلك الحياد الكافي كي تطبق هذه القاعدة لتصل إلى الحق المجرد؟ !!
الصفحة الشخصية بموقع فيس بوك
القناة الخاصة بيوتيوب
رد مع الإقتباس