عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2010, 08:24 PM
المشاركة 26
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (22)


مجنونة الشوق



أنامُ على قربٍ وتغفو على بُعدِ
وأصحو على وصلٍ وتصحو على صدِّ

وأحيا على عهدٍ قطعناه بيننا
وتحيا على الإمعانِ في نقضِها عهدي

وفي مَهْمهِ الأيامِ أمضي مكبَّلاً
تُهدهدني الذكرى فأحنو على قَيْدي

ولولا ثواني القربِ في الشهرِ مرَّةً
لأحرقَني دمعي وأطفأني سُهدي

وجاريتُها بالغدرِ في الهجرِ والجفا
فلا همُّها همِّي ولا سعدُها سعدي

* * *
لأجلِكِ يا مجنونةَ الشَّوقِ أنتضي
قصائدَ حبٍّ ضاعَ في الجزرِ والمدِّ

لأجلِكِ يا مشبوبةَ النَّارِ أنتقي
لآلئَ أصدافٍ تنضَّدُ في عِقْدِ

لأجلِكِ يا فتَّانةَ الرَّوضِ أجتني
مواسمَ أزهارٍ تنامُ على زندي

وأنتِ ولا أخشى العقابَ غبيَّةٌ
تصدُّ على قصدٍ وترضى على عمْدِ

تغارين ممَّن لا أُبالي بحبِّها
وتدرينَ أنِّي لا أزالُ على ودِّي

تنامينَ والأوهامُ تغتالُ مضجعي
فأغفو على نارٍ وأصحو على برْدِ

وأستعذِبُ الآلامَ يشربُها دمي
وتتركُني شلواً يمزِّقُني وجدي

وأستنفٍرُ الآمالَ في حومةِ الأسى
فيخذِلُني عزمي ويفتِكُ بي جهدي

فأرفعُ كفِّي للسماءِ تضرُّعاً
أخاطبُ ربِّي كي أعودَ إلى رُشدي

وما بيَ مسٌّ ..لا .. وما بيَ جِنَّةٌ
ولكنَّ بي شوقٌ لسيَّالةِ الشَّهدِ

أهيمُ بها كالنَّحلِ أجني رحيقَها
وأسكبُه شِعراً فأبني به مجدي

لقد كنتِ يا محمومةَ العطرِ وردةً
وكنتُ أصوغُ الشِّعرَ للعطرِ والوردِ

فإنْ عُدتِ يا مسمومةَ الشَّهدِ شوكةً
فخلِّي سؤالي عنكِ يَشقى بلا ردِّ



27/1/2002