عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2010, 08:58 PM
المشاركة 40
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (34)




بسمةٌ مسافرة



أحوكُ ثيابَ البؤسِ للبؤساءِ
وأعجنُ خبزَ الجوعِ للفقراءِ

وأمشي على جمْرِ المواسمِ حافياً
لقدْ مزَّقَ الشوكُ الغريبُ حذائي

وأُضرمُ نارَ اليأسِ في الصدرِ حاملاً
دموعَ ثكالى الجودِ للبخلاءِ

* * *
أنا الشاعرُ الغِرِّيدُ في دوحةِ الأسى
أجرُّ ذيولَ الشعرِ في خُيلاءِ

ترفَّعتُ عن لُبسِ المُسوحِ لأنَّني
وجدتُ لباساً غيرَها لرِياءِ

كتبتُ على نفسي القتالَ بأحرفٍ
من الجُبنِ أملاها عليَّ غبائي

وقلتُ لكلِّ الناسِ إنِّي مقاتلٌ
فهلْ بينَكم مصغٍ لزَيفِ ندائي

* * *
حملتُ فؤوسَ القطعِ أبني بحدِّها
قواعدَ هدْمٍ صُمِّمتْ بدهاءِ

وشاركتُ في بيعِ الكلامِ مؤكِداً
طريقةَ بيعي أحرفي وشرائي

* * *
أنا الشاعرُ الغِرِّيدُ في بؤرِ اللظى
أجودُ بدفءِ الحرفِ للندماءِ

أجوبُ قِفارَ الشعرِ أبحثُ جاهداً
عن الحبرِ والأقلامِ والشعراءِ

فلمْ أَلقَ غير الحقدِ والزَّيفِ مرتعاً
لكلِّ دعيٍّ كافرٍ بحُدائي

أضعتُ ملايينَ الحروفِ ولم تزلْ
تفتِّشُ عن خيطٍ جيوبُ ردائي

أُصارعُ أمواجَ الشقاءِ مقيَّداً
ويحملُني بحرُ الأسى لبلاءِ

ويغرقُ في النُّعمى لئيمٌ وسافلٌ
وأغرقُ في دفعِ الأسى بشقائي

وأكتمُ آلامي ببسمةِ ساخرٍ
أُرمِّدُ فيها جمرةً بدمائي

ويحسدُني قومٌ سمَوْا بتَزلُّفٍ
ويغبِطُني من قاتلوا بإباءِ

وتجري شرايينُ النفاقِ بتُربةٍ
تضمُّ بذورَ الهمِّ والبُرحاءِ

ويُثني على أهلِ النذالةِ جاهلٌ
غريبٌ يقومُ الليلُ للغرباءِ

فتزهرُ أغصانُ الرياءِ وتشتكي
جذورُ حداةِ الحقِّ للشرفاءِ

ويُعطى سفيهُ الرأيِ مالاً وحُظوةً
ويُعطى فتاتُ العيشِ للحكماءِ

سئمتُ حياتي بين نذْلٍ وجاهلٍ
فهدهدْتُ آلامي بفَيضِ دعائي




25/6/2002