الموضوع
:
الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
عرض مشاركة واحدة
11-02-2010, 09:55 PM
المشاركة
51
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,394
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (43)
الشَّهيد القعيد
في رثاء الشهيد
الشيخ أحمد ياسين
جَمَدَ القريضُ على فمِ الشعراءِ
لمَّا بَكوا لمصارِعِ العظماءِ
جَمَدَ القريضُ وعُطِّلتْ آياتُه
وتخضَّبتْ أشلاؤه بدمائي
فقبعتُ في ظِلِّ الخيالِ مسائِلاً
نفسي عنِ الكتابِ والأدباءِ
وبدا الشهيدُ يُطلُّ من عليائه
يختالُ بين قوافلِ الشهداءِ
قمرٌ تسربَلَ بالدماءِ مضمَّخاً
بالطيبِ يعبقُ في ذُرا الجوزاءِ
شيخٌ قعيدٌ لا يزالُ يخافُه
رُغمَ الشهادةِ سيِّدُ الجبناءِ
* * *
يا سيِّدَ الجبناءِ بُحَّةُ صوتِه
رعدٌ تُشِعُّ بروقُه بسمائي
وغداً سينهمِرُ السحابُ وترتوي
أرواحُ من عشقوا الثرى بضيائي
* * *
وصرختُ واذلَّاهُ كيف تبعثرتْ
أشلاؤه وتجمَّعتْ أشلائي
ومضتْ لتُعقَدَ قمةٌ عربيَّةٌ
فشلتْ قُبيلَ تجمُّعِ الأعضاءِ
شِلوٌ يقاطعُها ويقفِلُ عائداً
ومقامِرٌ يسعى إلى العُملاءِ
ويصولُ في بغدادَ صِلٌّ حاقدٌ
ينسلُّ للعقَباتِ تحت غِطاءِ
وتحاولُ الأشلاءُ جمْعَ شتاتِها
وتثورُ نارُ الحقدِ والبغضاءِ
يتساومون على المكاسِبِ بينَهم
قبل الدخولِ لقاعةِ الرؤساءِ
ويغيبُ سادنُهم ويَزْعُمُ أنَّه
يخشى إذا اجتمعوا من الشحناءِ
* * *
وتُطِلُّ " أمريكا " تُلوِّحُ بالعصا
وتهروِلُ الأغنامُ دون ثُغاءِ
كتَموا الثغاءَ وأجَّلوه لجلسةٍ
يصغي القطيعُ بها لسيلِ عُواءِ
وعلى جدارِ الفصلِ ينتصبُ الردى
بنُيوبهِ الزرقاءِ والحمراءِ
والحالِمون على الأسِرَّةِ نُخبةٌ
من أسرةِ الترويجِ للدخلاءِ
باعوا الشهادةَ بالحياةِ وأشركوا
باللهِ عبْرَ شريعةِ الأعداءِ
وسَعوا إلى التطبيعِ دون مُقابلٍ
إلَّا الجلوسَ بخيمةِ الغرباءِ
يضعونَ رِجلاً فوق أخرى والخَنا
تاجٌ يلِفُّ رؤوسَهم برِياءِ
والطفلُ في الأقصى يودِّعُ شيخَه
وعيونُه دَمِيتْ لفرْطِ بكاءِ
حملَ الحقيبةَ للعُلومِ وشدَّها
بحزامِه الملغومِ تحت رداءِ
ومضى يُجوِّدُ آيةً وعيونُه
ظمِئتْ إلى المِعراجِ والإسراءِ
يتلمَّسُ الأطفالُ دربَ خلاصِهم
بين الوُجومِ وقبضةِ الأُجَراءِ
غضِبوا لمصْرَعِ شيخِهم وإمامِهم
فتسابقوا للموتِ في خُيلاءِ
* * *
" شارونُ " يا وغداً تحدَّرَ نِسبةً
من سامِريِّ العِجلِ للقطاءِ
أعياكَ أطفالُ الحجارةِ فانتهى
بكَ حقدُكَ المجنونُ للعلماءِ
فقصَفتَ شيخاً بالقنابلِ مُقعَداً
يسعى لبيتِ اللهِ في الظلماءِ
ومضيْتَ مزهوَّاً بغدرِكَ هازئاً
بالعُرْبِ بعد جريمةٍ نكراءِ
والنارُ تعصفُ والخليجُ مُقيَّدٌ
بسلاسلٍ مجدولةٍ بدهاءِ
والباسطون على الدروبِ أكفَّهم
يتسوَّلون بقاءهم بغباءِ
ويُقامرون بما جَنَوه سفاهةً
فوقَ الموائدِ بين حشْدِ إماءِ
يتنافسون على المقاعدِ خِفيَةً
ويُضلِّلون الناسَ بالأنباءِ
وهناكَ من هجروا السلاحَ وقاوموا
كُتَلَ الحديدِ بعِمَّةٍ ودعاءِ
ويناقشون على الفضاءِ قضيَّةً
وحوارُهم أدنى إلى الإقياءِ
أَفتَوْا بمنزِلةِ الشهيدِ ضلالةً
فتنكَّروا لمجاهِدٍ وفدائي
وَنَسَوْا بأنَّ اللهَ بأمرُهم بما
أَمَرَ الرسولَ لنُصرةِ الضعفاءِ
صُورٌ منمَّقةٌ تُشوِّه دينَنا
فإلامَ تصمُتُ نُخبةُ الفقهاءِ
بَليتْ قوادِمُهم وطارَ عدوُّهم
وتسابقوا لتباعُدٍ وجفاءِ
* * *
إنِّي لأعجَبُ من وداعةِ أمَّةٍ
تغفو بجانبِ حيَّةٍ رقطاءِ
تنسلُّ باسمِ السلمِ تنفِثُ سُمَّها
وتُقيمُ عُرْسَ القتلِ في الأحياءِ
وتجيءُ صاحبةُ الجلالةٍ خِِلْسةً
تمشي لمصْرعِها على استحياءِ
ما كان موسى منْ سقى أغنامَها
لكنَّه " شارونُ " في استِعلاءِ
حتى إذا وصلتْ حدودَ حصارِها
ركَعتْ تُقبِّلُ نفسَها بسخاءِ
وتُقيمُ مأدُبةٌ لغاصبِ عِرْضِها
وتنامُ عاريةً بدون غطاءِ
* * *
يا حاملين رؤوسَكم بمَذلَّةٍ
تتناطحون على طريقِ فناءِ
صَحَتِ الطفولةُ والفداءُ يهُزُّها
في مهدِها ترنو إلى العلياءِ
جيْلٌ من الغضبِ الأبيِّ مُقاوِمٌ
بحجارةٍ ممهورةٍ بدماءِ
إنِّي أرى التيجانَ يومَ حصادِها
بالذلِّ تسقُطُ تحت نعلِ حذائي
* * *
يا أمَّةً تسعى لنيْلِ خلاصِها
وخلاصُها وقْفٌ على الشهداءِ
عودي إلى دربِ الهُدى وتبيَّني
دربَ الخلاصِ بعاصِفِ الأنواءِ
لا تسلُكي سُبُلَ الهوى وتدبَّري
آياتِكِ الجُّلَّى ووحيَ سماءِ
وترسَّمي دربَ الشآمِ وزمجِري
لا تركُني لمخاتِلٍ ومُرائي
هذا زمانُ الصحوِ أقبلَ فانهضي
واستنهِضي الأشبالَ من أبنائي
ودعي الرقادَ لمنْ ترهَّلَ عزْمُه
وغفا ليُوقِظَ سطوةَ السفهاءِ
13/4/2004
رد مع الإقتباس