عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2010, 04:19 PM
المشاركة 56
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
المصدر
ديوان سهر الشوق
رقم القصيدة (46)




من للعراق





شُدُّوا الوَثاقَ شعوبُ الأرضِ تختنقُ
وبادِروا لاقتسامِ الربحِ واتَّفِقوا

سُدُّوا مَسامعَكم عن كلِّ هاتفةٍ
باسمِ السلامِ وخُوضوا الحربَ وانطلِقوا

فلا حياةَ لمن أَغضى على ضَعَةٍ
وراحَ ينخِرُ فيه الخوفُ والقلقُ

لا تخجلوا من شهاداتٍ مُعلَّقةٍ
على الصدورِ دمارَ الحربِ تعتنِقُ

شُدُّوا الوَثاقَ على الأعناقِ واغتَسِلوا
بأبحُرِ الدَّمِ وانقادوا لمن فَسَقوا

شُدُّوا الوَثاقَ على الأعناقِ واعتصِموا
بباسقِ النخلِ حتى يسقُطَ الورقُ

فلا يُخيفنَّكمْ شجْبٌ وحشرجةٌ
هذا احتِضارُ شُعوبٍ فيه تختنِقُ

لا تجلِدوا فاسقاً لا ترجُموا امرأةً
كلُّ الزناةِ مرايا عصرِكم عشِقوا

وإنْ تبجَّحَ قوَّادٌ بمؤتمَرٍ
وراحَ يهرِفُ في أقوالهِ فثِقوا

وساعدوهِ على حمْلِ الدمارِ إلى
شعبِ العراقِ ليَهدا عرشُهُ القَلِقُ

* * *
يا أيُّها الذاهلونَ اليومَ عن غدِكمْ
ها همْ سماسرةُ النُّخَّاسِ فانعتِقوا

مُعظَّمونَ وخوفُ الشعبِ توَّجهم
على البلادِ مُلوكاً ليتَهمْ نفَقوا

متوَّجون بتيجانٍ مُرقَّعةٍ
فكلُّ تاجٍ على هاماتِهم خِرَقُ

لا يَسمعون لصوتِ الشعبِ يلعَنُهم
فكلُّ أسماعِهم باللعنِ تُخْتَرقُ

مُمثِّلون تباهَوا في مسارِحهمْ
كلٌّ إلى رِبحِه المعلومِ يستَبِقُ

* * *
بغدادُ حاضِرةُ الدنيا تُناشدَهم
منْ للعراقِ ؟ وأينَ القادةُ الصُّدُقُ

أين الذين إذا مُسَّتْ محارِمُهم
طاروا إليها على آثارِ من سَبقوا

* * *
ويُطبِقُ الصمتُ فالأجواءُ هادئةٌ
إلَّا من الخوفِ في الأعماقِ ينطلِقُ

تَشوقُهم حاملاتُ الموتِ مُبْحِرةً
صوبَ الخليجِ وفي أشواقِهم شَبَقُ

صَفُّوا حمائمَهم باسمِ السلامِ على
مَدارجِ الذلِّ واستهواهُمُ المَلَقُ

وأَرجفوا أنهم للهِ قد نَفروا
على طريقِ الهدى يا ليتهم صَدَقوا

تسابقوا ولُهاثُ الخوفِ يسبقُهم
وأولموا للأفاعي بعدما افترقوا

ويستمرُّ سؤالُ الشعبِ عن وطنٍ
ما زال تحت لظى "شارونَ" يحترقُ

فهل يجيبونَ أم صَكَّتْ مسامعَهم
أصواتُ من حُوصروا بالقصفِ واحترقوا

وأَجفلتْ خيلُهم قبل النهوضِ إلى
ركائبٍ في تُرابِ الأرضِ تلتصِقُ

وجاءهمْ سامِريُّ العصرِ محتضِناً
عِجلاً له من خُوارِ السلمِ مُنْطَلَقُ

فآثَروا الكُفْرَ واغتالوا عقيدتَهم
وزوَّقوا شُرعةَ الطاغوتِ واعتنقوا

فلا فلسطينُ عادتْ في دفاترِهم
تَحظى بأيِّ اهتمامٍ بعدما انزلَقوا

فهلْ ببغدادَ هذا اليومَ معتصِمٌ
وهلْ بمكَّةَ سيفُ الحقِّ يُمتَشقُ

وفي العواصمِ أحلامٌ مُزركشةٌ
تلوحُ في جَفْنِ منْ للسمعِ يَستَرِقُ

والقدسُ تغرقُ في سيلِ الدماءِ على
مرأى ومَسمعِ منْ أستارُهم مِزَقُ

والصِّلُّ ينفُثُ سُمَّ الحربِ مُنتظِراً
قصْفَ الرُّعودِ ويتلو برقَها الشفقُ

لم تبقَ في جُعبةِ الأوغادِ منقَصةٌ
إلَّا وأخرجَها طاغٍ ومرتَزِقُ

شاختْ عباءاتُهم حين استبدَّ بها
قرْعُ الطبولِ على أنغامِ من مرَقوا

* * *
تحرَّكي يا جموعُ الشعبِ واعتصِمي
باللهِ لا تُرهِفي سمْعاً لمن نَعقوا

ورابِطي في عرينِ الشامِ إنَّ به
ليثاً يقودُ غطاريفاً به وَثَقوا

فواصِلِ الدَّربَ يا " بشَّارُ " منتصِراً
رُغمَ الظلامِ فأنتَ الفجرُ والألقُ

* * *
يا حاملينَ دماءً في حقائبِكم
للوالغينَ غداً يمتصُّها العَلَقُ

وتدَّعونَ بأنَّ النصحَ رائدُكم
لا تكذِبوا فادِّعاءُ النصحِ مختَلَقُ

صوغوا الشتائمَ في أرقى بذاءتِكم
لا يردَعَنَّكُمُ دينٌ ولا خُلُقُ

تاريخُكم حافلٌ بالغدرِ فاتَّفقوا
على الطريقِ إذا ما سُدَّتِ الطُّرقُ

لا تعقِدوا قمَّةً في ظِلِّ فِرقتِكم
فكلُّ أوراقِكم بالكيدِ تحترقُ

وبادِروا لاقتناصِ الوقتِ إنَّ غداً
آتٍ ليحصِدَ من خانوا ومنْ أَبَقوا

هذي الدروعُ التي جاءتْ مُعبِّرةً
عن صولةِ الحِقدِ لم تَحفِلْ بمن نهقوا

فهل يُحرِّكُ ما يجري ضمائرَكم
أمْ في دُجاها تساوى الفجرُ والغَسقُ

* * *
يا حَفنةً أنتنتْ فيها ضمائرُها
أينَ المفرُّ وَكرٌ ولا نَفَقُ

فهيِّئوا سُفُنَ الإنقاذِ تحمِلُكم
عروشُكم سقطتْ واجتاحَها الغرقُ




1/3/2003